Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الجنوب يتهم البشير بتحريض المسيرية في ابيي ويدعو لتدخل دولى والشمال يحذر

الخرطوم – جوبا في 13 يناير 2011 — اتهم قيادى رفيع بالحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان ، الرئيس عمر البشير بدعم الإشتباكات التي حدثت فى منطقة ابيى في اليومين الماضيين.

وقال مسؤول المخابرات الخارجية السابق بالحركة الشعبية ومسؤول ملف ابيى فيها “إن البشير هو من أصدر الأوامر لاحتلال منطقة أبيي قبل انتهاء أيام الاستفتاء” .

ونقل موقع “إفريقيا اليوم” على الانترنت والمقرب من الحكومة المصرية عن اداورد لينو قوله أن هذا الأمر سيكون خطيرا جدا في الأيام المقبلة. الخرطوم تريد أبيي ، للسيطرة عليها في هذه الظروف. مضيفا: “سنظل نصد أي هجوم تشنه الخرطوم علينا. ولن نقف مكتوفي الأيدي، وسوف ننتظر ماذا سيعمل الوسطاء في هذه القضية” .

اعتبر ” لينو” ماقررته قيادات المسيرية من أن المنطقة تابعة للشمال أمر يخص المسيرية وحدهم ، وقال أن الأرض في المنطقة أرضنا. وهم يقررون كما يشاءون، لكنهم لن يستطيعوا فعل شئ، مشيرا إلى أن المسيرية قررت عمل إدارة في أبيي، ولم تأت إلى الآن، وأنه يبقى قرارهم لأنفسهم .

واكد لينو هو من ابناء منطقة ابيى أن الرئيس البشير والمؤتمر الوطني إذا استمروا في قيادة السودان الشمالي لا يمكن أن يتوصل الطرفان في الشمال والجنوب لأي نتيجة، وقال إن المستقبل مع النظام الحالي لن يكون طبيعيًا مع هذه الرؤية .

رفضت الحكومة السودانية، أمس، تعزيز قوة حفظ السلام الدولية الموجودة في منطقة أبيي، في ظل تصاعد واضح للملاسنات بين الشمال والجنوب في شأن هذه المنطقة الغنية بالنفط المتنازع عليها .

ورفض حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم اتهام الأمين العام لـ «الحركة الشعبية لتحرير السودان» باقان اموم للخرطوم بدعم وتسليح قبيلة المسيرية العربية لفرض أمر واقع في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الطرفين ودفع القبيلة للهجوم على مناطق قبيلة دينكا نقوك الافريقية في المنطقة بعد وقوع عشرات الضحايا منذ السبت الماضي .

وقال نائب رئيس «المؤتمر الوطني» في ولاية الخرطوم مندور المهدي إن باقان سيفجر الأوضاع في المنطقة، محذّراً من أن الحرب الكلامية ستتحول الى حرب حقيقية. وأضاف أن حزبه لا يرى حاجة الى نشر مزيد من القوات الدولية في منطقة أبيي لأن القوة الموجودة كافية .

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في بيان وزعته البعثة الأممية في الخرطوم أمس إن قوات تابعة للمنظمة الدولية جاهزة للتوجه إلى منطقة أبيي بعد أعمال عنف أسفرت عن سقوط عدد من القتلى منذ خمسة ايام .

وفي جوبا، طالبت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم إقليم الجنوب مجلس الأمن بالتدخل لـ «حماية» سكان منطقة أبيي من الهجمات التي تتهم قبيلة المسيرية العربية بشنها على قبيلة دينكا – نقوك الجنوبية منذ نهاية الأسبوع الماضي تحت إمرة الخرطوم .

وقال الأمين العام لـ «الحركة الشعبية» وزير السلام في حكومة الجنوب باقان أموم، بعد عودته أمس إلى جوبا عاصمة الإقليم من زيارة لأبيي على رأس وفد من قيادات الحركة: «ندعو الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس الأمن، إلى حماية سكان أبيي من هذه الهجمات التي تشنها ميليشيات (حزب) المؤتمر الوطني» الحاكم في الخرطوم .

وكان مقرراً استفتاء سكان أبيي التي تتبع الشمال حالياً على البقاء بوضعها الحالي أو الانضمام إلى الجنوب، لكن خلافاً بين «الحركة الشعبية» وشريكها في اتفاق السلام «المؤتمر الوطني» على أحقية المسيرية التي ترعى في المنطقة موسمياً بالمشاركة في التصويت، أرجأ هذا الاستحقاق. ومنذ الجمعة الماضية سقط عشرات القتلى في مواجهات .

وأشار أموم إلى أن الوفد الذي أرسله رئيس حكومة الإقليم سلفاكير ميارديت «ذهب لتقصي الوضع في المنطقة والتضامن مع سكانها الذين فاتتهم فرصة التصويت على تقرير مستقبلهم الأحد الماضي بعد الهجمات التي شنتها عليهم ميليشيات من عناصر من المسيرية تحت (قيادة) المؤتمر الوطني. هذه الهجمات تم التصدي لها” .

ودعا «المؤتمر الوطني» إلى وقف هذه الهجمات «لمنع عودة البلاد إلى الحرب»، قبل أن يكشف وجود اقتراح لعقد اجتماع بين الطرفين في جوبا أو أديس أبابا، مؤكداً استعداد حركته للجلوس مع شريكها في الحكم لتجاوز هذه الأزمة .

ورأى أن «هذه الأزمة نتيجة لتردد المؤتمر الوطني في تنفيذ قرار التحكيم الدولي وعرقلة تطبيق بروتوكول أبيي»، الملحق باتفاق السلام الذي يختلف الطرفان على تفسيره.

ولفت باقان إلى «هدوء الوضع حالياً، على رغم استمرار التوتر والمخاوف من هجمات جديدة لميليشيات المؤتمر الوطني التي قد تسعى إلى تشريد دينكا – نقوك، لذلك نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحمايتهم وحماية عملية السلام».

وجمع حاكم ولاية جنوب كردفان الوزير السابق في حكومة الخرطوم أحمد هارون زعماء المسيرية ودينكا – نقوك أمس، في محاولة لاحتواء التوتر في أبيي وحل القضايا الخلافية بينهما، خصوصاً في شأن ضمان حرية الرعي التي تسبب غالبية الاحتكاكات بين الطرفين .
وشدد الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي غادر جوبا أمس بعد مشاركته في مراقبة استفتاء تقرير مصير الجنوب الذي بدأ الأحد الماضي وينتهي غداً، على ضرورة تسوية القضايا العالقة بين شريكي السلام قبل نهاية الفترة الانتقالية في 9 (يوليو) المقبل، محذراً من خطورة الوضع في أبيي. واعتبر أن على الطرفين «العمل على حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن” .

وأفادت تقارير بمقتل 46 شخصا على الاقل منذ يوم الجمعة الماضية في اشتباكات بين بدو عرب من الشمال وشرطة وشبان ولاجئين جنوبيين .

ووجه بعض زعماء الجنوب الاتهام للشمال بتسليح بدو لتعطيل الاستفتاء في محاولة للسيطرة على نفط المنطقة ورفضت الخرطوم هذا الاتهام .

ومن بين الاسباب الاساسية وراء الاشتباكات التي وقعت في الاونة الاخيرة الخلاف على وضع منطقة أبيي الخصبة والمنتجة للنفط الذي لم يحسم بعد وتطالب بها قبيلتا عرب المسيرية والدينكا نقوك المرتبطة بالجنوب .

واجتمع زعماء المسيرية والدنكا امس الاربعاء في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان .

وقال دنق اروب كول الرئيس الجنوبي لادارة منطقة أبيي المتنازع عليها التي كانت مسرحا للاشتباكات بين الشمال والجنوب فيما سبق “سنرى اذا كانوا يستطيعون التوصل الى اتفاق… لا يمكن العيش بلا أمل” .

وتابع “سيتحدثون عن حوادث القتل… والماشية التي تم الاستيلاء عليها بين الجانبين وطرق الهجرة وقضايا السلاح التي تغذي الصراع” .

وقال كول ان اجتماعا على مستوى أرفع يضم وزير داخلية السودان ووزير داخلية الجنوب الى جانب زعماء محليين سيناقش نشر 300 من أفراد شرطة الجنوب في الاونة الاخيرة في أبيي وهو ما يعتبر أحد الاسباب الرئيسية للاشتباكات .

وقال مصدر بالامم المتحدة ان المسيرية تشتبه في أن أفراد الشرطة الجدد جنود جنوبيون جاءوا للسيطرة على المنطقة .

وقال باقان أموم الامين العالم للحركة الشعبية لتحرير السودان ان الحركة مستعدة للاجتماع مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال لبحث قضية أبيي .

وكانت أبيي احدى ساحات المعارك الرئيسية في الصراع بين الشمال والجنوب الذي أذكته الاشتباكات بشأن النفط والخلافات العرقية. وأودت أطول حرب اهلية في افريقيا بحياة نحو مليوني شخص .

ووعد اتفاق السلام الموقع عام 2005 أبيي باجراء استفتاء خاص بها لتقرير ما اذا كانت تريد الانضمام الى الشمال ام الجنوب. وكان من المفترض أن يبدأ هذا الاستفتاء يوم الاحد أيضا .

لكن الخلاف بشأن من يحق له الادلاء بصوته في هذا الاستفتاء أدى الى تجميده. وقال كول دنق كول زعيم قبيلة دنكا نقوك لرويترز انه سيشارك في الاجتماع في كادقلي .

وأضاف أنه تم نشر قوات الشرطة لان هناك قلقا من احتمال نشوب قتال. وتابع أنه يعتقد أن المسيرية لن يوقفوا الهجمات لانهم يستعدون الان ويقتربون من المنطقة .

ودعت نائبة الامين العام للحركة الشعبية ، اّن ايتو ، فى مؤتمر صحفى لها بجوبا امس الاربعاء ، الرئيس السوداني عمر البشير إلى «العودة إلى طاولة التفاوض لإيجاد حل لقضية ابيي»، مشددة على أنه «لا يمكن فرض الوحدة” .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *