السودان : الخلافات تزداد بين الشمال و الجنوب قبل 12 يوما من الاستفتاء
الخرطوم في 28 ديسمبر 2010 — اعلن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان انه لن يسمح ببقاء قوات الجيش الشعبى التابعة لولايتى النيل الازرق و جنوب كردفان بالبقاء داخل حدود الشمال اذا ما انفصل جنوب السودان بعد الاستفتاء المقرر له التاسع من يناير المقبل .
وقال امين الاتصال السياسى بالمؤتمر الوطنى، ابراهيم غندور، ان قوات الجيش الشعبى التابعة للقائدين بالحركة الشعبية مالك عقار وعبد العزيز الحلو سوف لن تبقى داخل حدود الشمال اذا ما وقع انفصال الجنوب ، و اضاف “سينطبق عليها ما ينطبق على جيش الجنوب بالانسحاب الى جنوب الخط الفاصل بين شمال و جنوب السودان وفقا لحدود الاول من يناير 1956 تأريخ خروج الاستعمار البريطانى من السودان” .
وتخضع ولايتا جنوب كردفان و النيل الازرق لبروتكولين خاصين ضمن اتفاقية السلام الموقعة فى يناير 2005 بين حكومة السودان و الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان ، حيث تمردت اعداد كبيرة من ابناء المنطقتين وحاربوا الى جانب رصفائهم الجنوبيين لرفع التهميش الواقع على المنطقتين .
وشدد غندور على ضرورة ان يتم ترحيل الجيش الشعبي جنوب خط 1/1/1956 وزاد “اما قضية ابناء النوبة بجنوب كردفان والانقسنا بالنيل الازرق في الجيش الشعبي فهم ابناء الشمال ويجب ان تحل قضيتهم في اطار اتفاقية السلام ” .
ونص بروتكول الترتيبات الامنية المضمن فى اتفاقية السلام الشامل على نشر ستة الف من عناصر الجيش الشعبى فى كل من النيل الازرق و جنوب كردفان ضمن الوحدات المشتركة المدمجة مع قوات جيش شمال السودان .
وفى سياق ذى صلة حذر بيان صادر عى الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان من مغبة عدم الايفاء بمستحقات بروتكول جنوب كردفان ، ورفض البيان الذى صدر امس تصريحات الرئيس السودانى التى اعلن فيها تغيير الدستور فى حال انفصال الجنوب و اقامة نظام حكم اسلامى و عربى فى الشمال .
وقال البيان ” أذا كانت العقلية الاقصائية في المركز مازالت مستمرة في طريقتها القديمة في التعامل مع قضايا المجموعات الاثنية والثقافية والدينية من منظور أحادي ،فنحن في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بجنوب كردفان لقادرون على حماية حقوق شعبنا والمكتسبات التي حققتها اتفاقية السلام الشامل ،مهما كلف الأمر” .
وكان الجنرال قبريال جوك رياك ، قائد الفرقة العاشرة فى جيش جنوب السودان المتمركزة على الحدود مع الشمال قد هدد فى حديث مع صحيفة اميريكية الاسبوع الماضى بغزو الخرطوم عقب الاستفتاء اذا ما وقع انفصال عدائى بالتحالف مع اصدقائهم المتمردين فى المناطق المهمشة الاخرى ودارفور .
وفى سياق متصل رهنت الحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان حدوث اختراق في مباحثات شمال و جنوب السودان حول قضايا ما بعد الاستفتاء، بتجاوز عقبة ترسيم الحدود وتحديد مصير أبيي .
وقال وزير التعاون الدولي في حكومة الجنوب دينق الور ان الحديث عن حدوث اختراق في ملفات قضايا ما بعد الاستفتاء مجرد “كلام فارغ لا أساس له من الصحة، واشترط لذلك تجاوز عقبتي ترسيم الحدود وأبيي” .
وقال الور، انه يمكن الاتفاق على نقاط ، لكن الحركة لن توقع على أي اتفاق بمعزل عن الحدود ونزاع أبيي. واكد ان الاجتماعات ستلتئم اليوم وغدا .
ومن جهته حذر مسؤول المنظمات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم فى شمال السودان ، قطبي المهدي ، إن عدم حسم المسائل الخلافية بين الشمال و الجنوب قبل الاستفتاء بصورة نهائية سيقود المنطقة إلى مربع الحرب، مبيناً أن محاولة ترحيل هذه القضايا إلى ما بعد الاستفتاء سيعقد الوضع التفاوضي للأسوأ، وسيترك الباب مفتوحاً لدخول أجندات خارجية .
ومن المقرر ان يجرى استفتاء على تقرير مصير جنوب السودان فى التاسع من يناير المقبل للاختيار بين البقاء مع الشمال فى دولة واحدة او الانفصال و تكوين دولته المستقلة .
والاستفتاء هو البند الاخير فى اتفاقية السلام الموقعة فى يناير 2005 بين حكومة السودان والحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان .