السودان – توتر بين الشمال والجنوب ونذر مواجهة عسكرية بسبب “ابيى”
الخرطوم في 14/14/2010 — تعقدت الازمة في “منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه” واتجهت نحو المواجهة بين الطرفين بعد ان تاكد ان اجراء استفتاء لتقرير المنطقة متزامن مع استفتاء تقرير مصير الجنوب بات مستحيلا .
وقال الناطق باسم جيش شمال السودان ، المقدم الصوارمي خالد سعد إن قوة كبيرة من «الجيش الشعبي الجنوبى” دخلت بالدبابات وسيارات عسكرية منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه ، موضحاً أن القوة التي دخلت المنطقة لا يُستهان بها، وتسعى إلى تعطيل الاستفتاء وإشعال فتيل الحرب فيها .
وأضاف أن «الجيش الشعبي» دخل أبيي بقوة كبيرة قوامها عشر دبابات و15 سيارة، واعتبر الخطوة تطوراً خطيراً يمكن أن يُشعل حرباً جديدة في المنطقة .
ونفى الناطق باسم «الجيش الشعبي» د فيليب اقوير اتهامات الجيش الشمالى ، وقال إن ما ذكر غير صحيح .
واكد رئيس ادارة منطقة أبيي دينق اروب كوال النفى الجنوبى . وقال إن الجيش الشمالى هو الموجود داخل حدود أبيي، وناشد الأمم المتحدة الاطلاع على ما يحدث في المنطقة .
وفي تطور متصل، أوقفت الشرطة الاتحادية في الخرطوم، مدير شرطة أبيي لوكا دينق واودعته الحبس بتهمة تجنيد أبناء قبيلة الدينكا نقوك التي تقيم في أبيي من دون علم قيادته .
وانتقد أعضاء منبر استفتاء أبيي “كيان لدينكا نقوك” أمر الإيقاف وطالبوا فى بيان بإطلاق سراحه فوراً. و اعتبر الإجراءات التي تمت بحقه غير صحيحة .
وذكر المنبر أن مدير شرطة أبيي عُيّن من رئاسة الجمهورية وبموافقة وزير الداخلية الاتحادي ووزير الداخلية في حكومة الجنوب، ما يمنع وزارة الداخلية الاتحادية من اتخاذ قرار في حقه في شكل منفرد، وأكد ان وجوده قيد الحبس ليس في مصلحة الوضع الأمني في المنطقة .
وفى السياق أعلنت قبيلة المسيرية العربية أن «مجتمع الدينكا نقوك» نفّذ تهديداته بمنع القبيلة من الرعي في أراضيه اعتباراً من الشهر الجاري، وكُشِفَت عن حادثتي اطلاق نار على أبقار القبيلة العربية، وهو ما نفته إدارة منطقة أبيي بشدة .
وحذر قيادى من المسيرية من ان الضغوط يمكن ان تقود الامور للاسوأ واضاف: “المسيرية لن يتراجعوا وسيتقدمون للامام لرعي ابقارهم وسيصلون لموارد المياه ولو بالقوة” .
لكن الامين العام لأدارة ابيي رينق دينق نفى ان تكون الحادثتين وقعتا وفقا لمقررات اجتماع جوبا المتعلقة بمنع المسيرية من الرعي ابتداء من الموسم الصيفي الحالي، وتوقع ان يبدأ تنفيذ القرار في يناير، واعتبر الحادثة مجرد عمل فردي وكشف عن دعوات وجهت للرحل بعدم المجئ للرعي قبل الجلوس والنقاش لحسم جملة من القضايا.
وكان مقررا ان يجرى فى ابيى استفتاء متزامن مع استفتاء عام فى الجنوب لتقرر المنطقة الانضمام الى الشمال ام الجنوب . لكن الخلاف بين شمال وجنوب السودان حول “هوية من يحق له التصويت جعل قيامه غير ممكن .
وفشل اجتماع للرئاسة السودانية الاسبوع الماضى فى التوصل الى حل للخلاف حول المنطقة ورفض الطرفان مقترحات من الوسيط الافريقى رئيس جنوب افريقيا السابق ، ثابو امبيكى لنزع فتيل الازمة حول المنطقة .
واكدت واشنطن اليوم عبر المبعوث الامريكى للسودان ، سكوت غرايشن ان اجراء استفتاء لتقرير مصير ابيى بات متعذرا و دعت شمال و جنوب السودان للتوصل لتسوية بخصوصها بالتراضى بينهما .