الخرطوم على صفيح ساخن.. انفلات أمني وأزمة إنسانية متفاقمة
الخرطوم، 5 فبراير 2025 – قال ناشطون، الأربعاء، إن مناطق واسعة من جنوب وشرق الخرطوم تشهد حالة من الانفلات الأمني وتزايد اعتداءات جنود الدعم السريع ومجموعات أخرى متفلتة على المدنيين.
وتتزامن هذه الأحداث مع فرار أعداد كبيرة من مقاتلي الدعم السريع وأسرهم، علاوة على سكان من أحياء جنوب الخرطوم وشرق النيل، نحو جبل الأولياء، أقصى جنوب الخرطوم، تمهيدًا للعبور إلى أم درمان ومن ثم إلى أقاليم دارفور وكردفان.
وتتجه الأوضاع في ولاية الخرطوم نحو مزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة، في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش للوصول إلى عمق الخرطوم، ضمن خطط ترمي للسيطرة على كامل الولاية وطرد الدعم السريع.
وقال المتحدث السابق باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، في منشور على “فيسبوك”، إن “عشرة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب آخرون نتيجة لانفلات أمني غير مسبوق في سوق قورو بمايو، جنوب الخرطوم”.
وأوضح أن مناطق جنوب الحزام تعاني من ندرة في المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، علاوة على إغلاق أغلب المخابز.
وكشف عن إغلاق بعض الأسواق الطرفية لقلة المعروض من المواد التموينية وسوء الأحوال الأمنية، بالتزامن مع تزايد حالات السلب والنهب، وهو ما نتج عنه حالة من الخوف والهلع وسط المواطنين العالقين في المنطقة.
وأعلن عن مغادرة عدد من المتطوعين في غرف الطوارئ بسبب التهديد والوعيد من منسوبي الجيش، كما تحدث عن إغلاق مواقع شبكات الإنترنت الفضائي “ستارلينك”.
ويقول شهود عيان من مناطق “الأزهري، الإنقاذ، مايو، عد حسين، السلمة” إن هذه الأحياء الواقعة جنوب الخرطوم تشهد موجة هروب لجنود الدعم السريع وأسرهم في اتجاه جبل الأولياء، كما يشكو مواطنون في هذه الأحياء من تزايد الاعتداءات التي يمارسها عناصر القوات واقتحامهم للمنازل بغرض نهبها.
وفي الأثناء، قال متطوع في غرفة طوارئ شرق النيل، مفضلًا حجب اسمه، لـ”سودان تربيون”، إن مغادرة مقاتلي الدعم السريع وأسرهم، علاوة على بعض سكان الحاج يوسف ومواقع أخرى في شرق النيل، مستمرة نحو جسر خزان جبل الأولياء.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع سحبت عددًا من الارتكازات، لا سيما الموجودة حول وداخل سوق (6)الحاج يوسف، وهو ما أدى إلى ظهور مجموعات متفلتة تقوم بحملات نهب وسلب واسعة والاعتداء على المواطنين.
ونوّه إلى أن أغلب الأسواق في منطقة شرق النيل تغلق أبوابها عند الساعة التاسعة صباحًا مع ندرة كبيرة في السلع الغذائية والدوائية.
وكانت منصات تابعة للجيش السوداني نشرت مقاطع فيديو، جرى تصويرها بواسطة طائرات مسيّرة، أظهرت التكدس الكبير للسيارات المدنية والعسكرية عند جسر خزان جبل الأولياء، جنوب الخرطوم.
وخلال الأسابيع الماضية، تمكّن الجيش السوداني من استعادة الجزء الأكبر من محلية بحري، كما أن قواته القادمة من ولاية الجزيرة سيطرت على أجزاء من محلية شرق النيل، فضلًا عن التقدم الذي يحرزه جيش سلاح المدرعات وتوغله نحو مناطق قريبة من وسط وجنوب الخرطوم.