Sunday , 2 February - 2025

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

عشرات القتلى والمصابين في قصف للدعم السريع على أم درمان

مستشفى النو ضاق بالعدد الكبير من المصابين والقتلى جراء قصف الدعم السريع لأم درمان - مواقع تواصل

الخرطوم، 1 فبراير 2025 ــ أعلن  مسؤول حكومي في السودان، السبت، مقتل وإصابة 194 مدنيًا في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على سوق مكتظ وأحياء شمالي أم درمان، ثالث مدن ولاية الخرطوم.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، بثها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، كوادر طبية تُعالج عشرات الجرحى الذين وُضعوا على الأرض في فناء مستشفى النو بعد تكدس العنابر بالمصابين.

وتتضارب الحصيلة النهائية للقتلى جراء هذا القصف حيث تشير غرف ميدانية ومتطوعون الى أن عدد الضحايا يناهز المائة قتيل حيث وصل البعض الى المشافي القريبة كأشلاء مؤكدين صعوبة الموقف على الارض مع تعذر اسعاف المصابين.

وهرع عشرات المتطوعين إلى مستشفى النو ومستشفى سواعد للتبرع بالدم بعد تزايد نداءات المتطوعين لمد يد المساعدة في انقاذ الجرحى.

وقال مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم، فتح الرحمن محمد الأمين، لـ “سودان تربيون”، إن “قصف الدعم السريع على سوق صابرين وأحياء الثورة بمحلية كرري أودى بحياة 54 شخصًا، وأصاب 136 آخرين”.

وكشف عن إجراء الكوادر الطبية 31 عملية لإزالة الشظايا في مستشفى سواعد، فيما يتلقى مصابون آخرون العلاج في مستشفيي النو وأم درمان.

وتحدثت شبكة أطباء السودان عن سقوط 61 قتيلا  واصابة 65 آخرين جراء هذا قصف الدعم السريع ، واصفة ما حدث بالمجزرة

وأدان المتحدث الرسمي باسم الحكومة ووزير الإعلام، خالد الأعيسر، ما وصفه بـ “الهجوم الإرهابي الغادر” الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين ، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال ونساء وكبار السن.

وقال إن القصف الذي طال السوق يُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى تصنيف الدعم السريع ميليشيا إرهابية ومحاسبة المسؤولين عن القتل الجماعي، بما في ذلك قائدها محمد حمدان “حميدتي”.

وفي السياق، قال الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، معتز الفحل، إن الدعم السريع لجأت إلى قصف مناطق آمنة في أم درمان بعد أن تيقنت بالهزيمة والاندحار.

وأوضح أن الدعم السريع “تثبت كل يوم أنها أداة من أدوات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي، كما أنها منظمة إرهابية تعمل لصالح أجندة إقليمية ودولية بغرض السيطرة على الموارد وتوطين شعوب أخرى”.

واستنكر معتز الفحل قصف الدعم السريع على أم درمان، مشددًا على أن الموقف أو عقد لقاءات مع أي قوى سياسية وجهات دولية مرتبطة ارتباطًا كاملًا بالموقف الذي تتخذه ضد الدعم السريع.

وظلت قوات الدعم السريع تقصف باستمرار أحياء وأسواق ومستشفيات أم درمان القديمة وكرري من مواقع تمركزاتها غرب وجنوب المدينة التي تعد الأجزاء الخاضعة لسيطرة الجيش أكثر أمانًا في ولاية الخرطوم.

وقال القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، خالد عمر يوسف، إن القصف الذي استهدفت به قوات الدعم السريع سوق صابرين جريمة حرب مكتملة الأركان.

وأدان يوسف ما سماها بـ “الجريمة البشعة”، مشددًا على ضرورة محاسبة مرتكبيها.

وكثفت قوات الدعم السريع، مؤخرًا، هجماتها على محطات الكهرباء والمياه في مدن شمال وشرق ووسط السودان بالتزامن مع القصف المدفعي على أم درمان والفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

البحث عن ضحايا جُدد
وسجّل والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، ومدير شرطة الولاية، أمير عبد المنعم، ووزير الصحة المكلّف، فتح الرحمن محمد الأمين، ومسؤولون آخرون، زيارة إلى مستشفى النو، الذي أُسعف إليه أغلب ضحايا القصف.

ووقف الوالي على عمليات البحث عن الضحايا تحت أنقاض أحد المباني في سوق صابرين.

وعثرت إدارة الدفاع المدني على جثث ضحايا داخل متاجر سوق صابرين.

وقال فتح الرحمن محمد الأمين، في تصريح صحفي، إن وزارة الصحة استدعت الجراحين والكوادر الطبية لإنقاذ المصابين، حيث أُدخلت الحالات الحرجة إلى عمليات عاجلة بعد توفير أدوية الطوارئ وتجهيز الإسعافات.

توالي الإدانات
وحمّل التجمع الاتحادي قوات الدعم السريع مسؤولية القصف على سوق صابرين، مجدّدًا رفضه وإدانته لكل الجرائم التي تطال المدنيين.

وقال إن هذه الجرائم تستوجب المحاسبة “التي ستطال كل المتورطين من أجل تحقيق العدالة والعدالة الانتقالية وجبر الضرر”.

بدوره، أدان حزب الأمة القومي قصف سوق صابرين وأحياء كرري، وقال إنه جريمة حرب مكتملة الأركان.

وطالب قوات الدعم السريع بوقف هجماتها على الأسواق والأحياء السكنية والمواقع الخدمية في أم درمان وفي جميع المناطق المزدحمة بالسكان.

ودعا الحزب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى إدانة جرائم الحرب في السودان واتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين الذين “أصبحوا مستهدفين من جميع الأطراف”.

وأفاد محامو الطوارئ بأن استهداف قوات الدعم السريع لسوق صابرين يأتي في سياق استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان قسريًا وإعاقة عودة النازحين إلى منازلهم، واستخدام المدنيين أداة لإظهار قوتها في محاولة لتقويض سلطة الجيش.

وقال المحامون في بيان إن استهداف سوق صابرين غرضه إضعاف الروح المعنوية للسكان وتدمير أمل إعادة بناء مناطق آمنة، معتبرين ذلك نهجًا يعكس استراتيجية عسكرية ممنهجة تهدّد سلامة المدنيين وتستهدف استقرار البلاد، حيث ينتهج الجيش استراتيجية مشابهة.

وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية وفعّالة للمحاسبة وتقديم قادة وأفراد قوات الدعم السريع المتورطين في الجرائم إلى المحاكمة.

ويدعو حقوقيون لتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل كل السودان بدلاً من دارفور، حيث تعتزم المحكمة إصدار أوامر قبض ضد متورطين في انتهاكات بشعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور.