الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في مقتل موظفين إنسانيين في غارة جوية بالسودان
روما، 20 ديسمبر 2024 – أعلن برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، مقتل ثلاثة من موظفيه إثر غارة جوية استهدفت مكتب المنظمة الأممية في إقليم النيل الأزرق، أقصى جنوب شرق السودان، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل حول الحادثة.
وقال بيان أصدرته المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمية سيندي ماكين”سودان تربيون” “أشعر بالصدمة والحزن بسبب الوفاة المأساوية لثلاثة أعضاء من الفريق القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، الذين فقدوا حياتهم بعد أن أصاب القصف الجوي مجمع المكتب الميداني لبرنامج الأغذية العالمي في يابوس، إقليمزالنيل الأزرق مساء يوم الخميس 19 ديسمبر”.
واوضح أن من بين الضحايا رئيس المكتب الميداني، ومساعد في البرنامج، وحارس الأمن كانوا يؤدون واجبات إنقاذ الأرواح على الخطوط الأمامية لواحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.
ولم توجه المنظمة الاتهام إلى أي جهة، ولكن منطقة يابوس تخضع لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو غير الموقعة على اتفاق السلام.
وأشار البيان إلى أن أحد الموظفين توفي على الفور، في حين أصيب الاثنان الآخران بجروح خطيرة وتوفيا أثناء نقلهما لتلقي العلاج.
وقال إن البرنامج يعمل على وجه السرعة لتحديد الظروف المحيطة بهذا الحادث المروع، وطالب بإجراء تحقيق شامل ومحاسبة الجُناة.
وانسحبت قوة كبيرة من قوات الدّعم السريع بعد استعادة الجيش السوداني، الجزء الأكبر من ولاية سنار نحو إقليم النيل الأزرق حيث تنشط في مناطق حدودية مع دولة جنوب السودان.
موقف الحكومة
وقدمت الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الخارجية تعازيها حيال مقتل الموظفين الامميين، وأعلنت رفضها وإدانتها لأي استهداف لوكالات الأمم المتحدة وكل العاملين في المجال الإنساني.
وقالت في بيان “ستحقق الأجهزة المختصة في الحادث لمعرفة المسؤول عنه، علما بأن القوات المسلحة السودانية ليست لديها حاليا عمليات عسكرية نشطة في تلك المنطقة”.
وأكدت التزام القوات المسلحة والقوات النظامية بالقانون الدولي الإنساني وحرصها على سلامة العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم من أي أخطار.
إدانة أممية
الى ذلك أعرب الأمين العام للأمم أنطونيو غوتيرس عن غضبه الشديد إزاء مقتل موظفي برنامج الأغذية العالمي في السودان بيابوس في قصف جوي.
وأدان بيان صادر عن الأمين العام جميع الهجمات على موظفي ومرافق الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية ودعا إلى إجراء تحقيق شامل.
ونوه الى أن الحادثة تؤكد على الآثار المدمرة التي يخلفها الصراع الوحشي في السودان على ملايين الأشخاص المحتاجين والعاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون الوصول إليهم بالمساعدات المنقذة للحياة.
وأضاف البيان الأممي أن عام 2024 هو الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لعمال الإغاثة في السودان، ومع ذلك، وعلى الرغم من التهديدات الكبيرة لسلامتهم الشخصية، فإنهم يواصلون بذل كل ما في وسعهم لتقديم الدعم الحيوي أينما كان ذلك ضروريا.
ودعا الأمين العام الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها بحماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في مجال الإغاثة، والمباني والإمدادات الإنسانية.
وشدد على ضرورة عدم توجيه الهجمات ضدهم، واتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بهم.
وشدد الأمين العام مرة أخرى على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل دعم جهود الوساطة الدولية والعمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين للمساعدة في إنهاء الحرب.