قائد في الدعم السريع يدعو لحوار مع القوة المشتركة في دارفور
الجنينة، 27 نوفمبر 2024 – كشف قائد بارز في قوات الدعم السريع عن إيقافه لهجوم على مناطق حدودية مع دولة تشاد يسيطر عليها الجيش وحلفاؤه ، داعياً إلى حوار بين الدعم السريع والحركات المسلحة لوقف القتال بينهم.
وفي الرابع من نوفمبر الجاري، قال رئيس هيئة شورى قبيلة الزغاوة، صالح عبد الله، في بيان صوتي، إن قوات الدعم السريع تخطط لاجتياح محليات الطينة وأمبرو وكرنوي بولاية شمال دارفور عن طريق قوة قادمة من بلدة كلبس بولاية غرب دارفور، وهي مناطق تقطنها عرقية الزغاوة الأفريقية.
وقال قائد قوات الدعم السريع قطاع غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة بارك الله، في رسالة عممها على مواقع التواصل الاجتماعي: “أوقفت قوة من قواتنا من مهاجمة مناطق تنتشر فيها الحركات المسلحة منها جرجيرة ومستورة ومدينة الطينة. وقواتنا الآن متمركزة في منطقة كلبس”.
وأشار إلى أنهم مدوا أيديهم بيضاء لكل الحركات المسلحة، ودعاهم للتحاور بالمنطق، وأضاف: “رأيي الشخصي أن علينا أن نحتكم لصوت العقل وأن يكون هناك حوار فيما بيننا ولماذا نتحارب”. داعياً قيادات وأعيان قبيلة الزغاوة للتدخل ومنع المواجهات العسكرية.
وأوضح أن موقفه الداعي لوقف القتال والحوار مع الحركات المسلحة ليس نابعاً من موقع ضعف، لكنه عاد وقال: “قصدت من ذلك لماذا نتقاتل فيما بيننا؟ وما هي المشكلة؟”
وكشف عن اتفاق سابق بين قوات الدعم السريع وقادة عسكريين من القوة المشتركة بولاية شمال دارفور نص على ألا يتم توجيه السلاح ضد بعضهم، واتهم رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، وزعيم العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، بإفشال الاتفاق بانحيازهم للقوات المسلحة وتناسي الأسباب التي قادتهم للتمرد من قبل على الدولة، بحسب قوله.
وتتصدى منذ مايو الماضي القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، برفقة الجيش السوداني، لهجمات مكثفة تشنها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وشدد بارك الله على أن قوات الدعم السريع ليست عدواً للحركات المسلحة، وإنما تقاتل ضد الظلم وضد ما أسماها بدولة “56”. وتابع: “وجهنا السلاح فيما بيننا وفقدنا أنفسنا، والجلابة نقلوا أبناءهم لخارج البلاد وتركونا نتقاتل”.
وتشن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، منذ منتصف أكتوبر الماضي، هجمات انتقامية على قرى تقطنها عرقية الزغاوة في محلية كتم بولاية شمال دارفور، حيث أحرقت ما يزيد عن 45 قرية، مما أدى إلى تشريد سكانها إلى دولة تشاد.
ويتهم عناصر الدعم سكان القرى التي طالها الحرق والدمار بموالاة الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني.
وفرضت الولايات المتحدة الأميركية، في 12 نوفمبر الجاري، عقوبات على عبد الرحمن جمعة بارك الله، لتورطه في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقتل والي الولاية خميس أبكر.
وقبلها في الثامن من نوفمبر، فرضت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي عقوبات على كل من عبد الرحمن جمعة وقائد عمليات قوات الدعم السريع عثمان حامد بسبب زعزعة استقرار السودان من خلال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتضمنت العقوبات حظر السفر الدولي وتجميد الأصول.