بريطانيا : استخدام روسيا لـ«الفيتو» رسالة لأطراف النزاع للتصرف دون عقاب
نيويورك، 18 نوفمبر 2024 ــ صبّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي،الذي رأس جلسة مجلس الأمن اليوم الاثنين، جام غضبه على استخدام روسيا حق النقض “الفيتو” لعرقلة مشروع قرار يتعلق بحماية المدنيين في السودان، واعتبر الخطوة رسالة لأطراف النزاع لـ “التصرف دون عقاب”.
وعطّلت روسيا تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن، قدّمته بريطانيا وسيراليون، يدعو الجيش وقوات الدعم السريع إلى احترام التزاماتهما الواردة في إعلان جدة، واتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب وتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين باستخدامها حق النقض في مواجهة تصويت 14 عضوا لتمرير القرار.
وقال وزير الخارجية البريطاني، في تصريح عقب فشل تمرير مشروع القرار، إن “الفيتو الروسي، الذي يبدو شريرًا وخبيثًا وساخرًا، يرسل رسالة إلى الأطراف المتحاربة مفادها أنها تستطيع التصرف دون عقاب”.
وأضاف الوزير، الذي كان يتحدث بينما كان نائب ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة يتفحص هاتفه: “أسأل الممثل الروسي، وهو يجلس هناك على هاتفه: كم عدد السودانيين الذين يجب أن يُقتلوا؟ وكم عدد النساء اللاتي يجب أن يُغتصبن؟ وكم عدد الأطفال الذين يجب أن يظلوا بدون طعام قبل أن تتحرك روسيا؟”.
وشدد الوزير على أنه ينبغي لروسيا شرح موقفها لجميع أعضاء الأمم المتحدة، في الوقت الذي تضاعف فيه بلاده المساعدات بينما تمنع موسكو وصولها.
وتابع: “بينما تعمل بريطانيا مع شركائها الأفارقة، تعترض روسيا على إرادتهم. لقد قدمنا هذا القرار لنظهر للشعب السوداني أننا لم ننسه، حيث كان القرار يدعو إلى الاتفاق على وقفات إنسانية لضمان مرور الإغاثة”.
وذكر وزير الخارجية البريطاني أن مشروع القرار، الذي عطلته روسيا، كان من شأنه حشد الدعم للمجموعات المحلية التي تخاطر لحماية مجتمعاتها، وزيادة الضغوط على الأطراف المتحاربة للموافقة على وقف إطلاق النار من خلال دعم جهود الوساطة.
وأوضح أن بلاده وسيراليون حاولتا جمع مجلس الأمن لمعالجة الحالة الإنسانية الكارثية وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات، والدعوة إلى وقف إطلاق النار. لكنه قال: “دولة واحدة وقفت في طريق المجلس، وهي عدو للسلام. إن هذا الفيتو الروسي يمثل عارًا”.
وتعهد الوزير بعدم التوقف عن الدعوة إلى مزيد من الإجراءات لحماية الشعب السوداني، مؤكدًا: “لن أتوقف عن العمل مع شركائنا في أفريقيا وحول العالم للمساعدة. إن المملكة المتحدة لن تنسى السودان”.
وطالب مشروع القرار أطراف النزاع بوقف الأعمال العدائية فورًا والانخراط في حوار للاتفاق على خطوات لخفض التصعيد وحماية المدنيين. كما أدان استمرار اعتداءات قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وولاية الجزيرة، وغيرها من المناطق.
ترحيب سوداني
ورحبت حكومة السودان باستخدام روسيا لحق النقض”الفيتو” بمجلس الأمن وأشادت وزارة الخارجية في بيان صحفي بالموقف الروسي وقالت انه جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
وابدت أملا في أن تضع هذه “السابقة التاريخية” حدا لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب، ولخدمة الأجندة الضيقة لبعض القوى، مع تغييب الشفافية والديمقراطية وتكريس ازدواجية المعايير، مما يضعف دور المجلس في إرساء السلم والأمن الدوليين.