غوتيريش: الظروف ليست ملائمة لنشر قوات أممية في السودان
نيويورك 28 أكتوبر 2024 – أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، أن الظروف ليست ملائمة لنشر قوة تابعة للأمم المتحدة في السودان، وذلك وسط تنامي الدعوات المحلية والدولية بحماية المدنيين في السودان.
وتجئ تصريحات المسؤول الأممي بعد تزايد الدعوات الدولية لاتخاذ تدابير حازمة لحماية المدنيين، وتوصية بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بنشر قوة دولية في البلاد.
وقال غوتيريش، في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي، إن شعب السودان يواجه كابوسًا من العنف والجوع والأمراض والنزوح وتنامي العنف العرقي، محذرًا من تداعيات الصراع على الاستقرار الإقليمي.
وأضاف غوتيريش أن المعاناة في السودان تزداد يوما بعد الآخر، وأشار إلى أن 25 مليون شخص يحتاجون المساعدة، قائلًا “شعب السودان يعيش في كابوس من العنف، فقد قُتل آلاف المدنيين ويواجه عدد لا يحصى فظائع لا يمكن وصفها، بما فيها الاغتصاب والاعتداء الجنسي على نطاق واسع”.
ولفت غوتيريش إلى “التقارير الصادمة” خلال الأيام الأخيرة عن أعمال القتل والعنف الجنسي الجماعية بولاية الجزيرة، وسط السودان.
وأشار إلى أن الشعب السوداني يواجه أيضًا كابوس الجوع، حيث يعاني أكثر من 750 ألف شخص من انعدام كارثي للأمن الغذائي مع ترسخ ظروف المجاعة في مواقع النزوح شمال دارفور فيما يكافح الملايين كل يوم لإطعام أنفسهم.
وقال “يواجه السودانيون أيضا كابوس الأمراض، إذ تنتشر بسرعة الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية. ويواجهون كابوس انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي”.
وأشار إلى أن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن أجبر أكثر من 11 مليون شخص على الفرار من ديارهم منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، موضحًا أن هذا العدد يشمل ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
ورأى أن السودان يصبح مرة أخرى بسرعة كابوسا للعنف العرقي، وخاصة التصعيد الكبير للقتال في الفاشر (دارفور).
وناشد الأمين العام الجانبين لإنهاء القتال والجلوس على طاولة المفاوضات، وقال “لكن بدلا من تخفيف التوترات، يقومان بتصعيد العمل العسكري. وفي نفس الوقت تعمل قوى خارجية على تأجيج النار”.
وحذر الأمين العام من الاحتمالات الخطيرة لأن يشعل الصراع، انعدام الاستقرار الإقليمي من الساحل إلى القرن الأفريقي والبحر الأحمر.