Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

متى ينتهي تقديم القرابين؟العدالة والإنصاف للأطفال  في الصراع المسلح في السودان

لا يزال الأطفال في السودان يدفعون أغلى ثمن لأزمة ليست من صنعهم. (صورة يونيسف)

 

زينب عباس بدوي عاشميق[1]

قد قيل سابقا:

” ما من أمانة في عنق العالم تفوق في قدسيتها حماية الأطفال وما من واجب يعلو في أهميته فوق احترام الجميع لحقوق الأطفال

مقدمة:

بلا شك فان حقوق الانسان قد كانت الضمير الحي والباعث الحقيقي لثورة ديسمبر2018 [2] وقد ساهمت الصيغة البديعة التي صيغ بها خطاب حقوق الانسان في اناء الثورة  على نفاذ  هذا الخطاب ووصوله  الي القواعد العريضة  كما تم تبني هذا الخطاب بقوة  من قبل قوي  الثورة  الفاعلة وتصاعدت  الاصوات من اجل تعزيز حقوق  الانسان  وخاصة حقوق ال الشباب والاطفال  والنساء لتُصاحب كافة التحركات.

ظل الأطفال يشكلون حضوراً دائماً في الاحتجاجات ضد الأنظمة القمعية في السودان، وقد شاركوا بقوة في انتقاضة سبتمبر 2013، التي قُتِل فيها حسب بعض التقارير أكثر من 170 شخصاً بينهم أطفال.[3]

شهدت الاحتجاجات السلميّة التي اندلعت عفويةً في العديد من المدن والأرياف السودانية، في ديسمبر 2018، وانتهت بإسقاط نظام الأنقاذ مشاركة واسعة للأطفال ذكوراً وإناثاً، خرجوا جنباً إلى جنب مع أُسرهم. وكانت مشاركتهم دلالة على مدى سلمية وحضارية الاحتجاجات.كماصاغ الأطفال أثناء الثورة شعارات ملهمة للتعبير عن رفضهم لسياسات النظام البائد والغبن الاجتماعي والظلم الذي عانته مجتمعاتهم.

تسعى هذه الورقة إلى النظر للعديد من المسائل الجوهرية والأسباب التي أدت إلى التدهور المستمر والمريع في أوضاع حقوق الطفل في السودان، في محاولة للوصول إلى فهم أكثر دقة لهذه الأسباب وكيفية التصدي لها.

أيضاً تتضمّن الورقة ملاحظات نقدية مُتبصّرة، وتحليلاً للانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الأطفال في أثناء الصراع من منظور حقوق الطفل وحقوق الانسان .

تخصص الورقة الجزء الأخير لبعض الأفكار والمقترحات، التي يمكن أن تُسهم في حماية  الأطفال وإعادة إصلاح أوضاعهم بعد الصراع، وفق منهج يركز على الإنصاف والعدالة ومصالح الطفل الفضلى.

يبلغ إجمالي عدد سكان السودان 49.7 مليون نسمة. ويشكل عدد أطفال السودان نصف عدد إجمالي السكان. قبل اندلاع الصراع، كان السودان يحصي 15.8 مليون شخص محتاج (بما في ذلك 8.7 مليون طفل) [4].

عرّض الصراع المروع الذي اندلع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع [5] ملايين الأطفال السودانيين لأقسى الظروف الإنسانية ولانتهاكات جسيمة لحقوقهم، وبعض هذه الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب[6].

لا بد من الإشارة إلى أنه على الرغم من المجهودات الكبيرة والجبارة التي ظلت تقوم بها المنظمات الدولية والعالمية والمحلية والقوى المدنية والمجتمعية النشطة ، لرصد الانتهاكات التي تعرّض لها الأطفال وتوثيقها؛ إلا أن عملية الرصد تظل مهمة صعبة خاصة مع استمرار الأعمال العدائية العنيفة التي تعوق الوصول إلى المعلومات وانقطاع الاتصالات وتطاول أمد الصراع  مع التوسع المستمر في رقعته الجغرافية.

نقاط هامة:

قبل الدخول في المحاور الأساسية التي تتناولها الورقة، أودُّ في البداية الإشارة إلى بعص النقاط الهامة :

(1) تعد أوضاع الأطفال في السودان، انعكاساً حقيقياً للفجوات الكبيرة في مجال المساواة والعدالة، فالأطفال من أكثر الفئات تأثراً بالفقر والتمييز وانعدام  المساواة ، سواء كان ذلك بسبب الجنس، العرق، أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الإعاقة والاحتياجات الخاصة، أو على أساس هوياتهم، وأحياناً بسبب مزيج من تلك الأسباب مجتمعة. وقد أدى الفقر وانعدام المساواة والتمييز  المتفشي في البلاد على مدى عقود طويلة، إلى حرمان ملايين الأطفال السودانيين من حقوقهم الأساسية، مما كرَّس الانقسام الاقتصادي والاجتماعي وقاد إلى التدهور السياسي.

(2) بينما واجه جميع الأطفال في السودان الانتهاكات الجسيمة لحقوقهم أثناء الصراع، إلا أن الأطفال المنحدرين منهم من أوساط تعاني من الفقر أو الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، يعدون من أكثر الفئات تأثراً بالانتهاكات، بسبب خصائص محددة، مثل الأطفال ضحايا الصراعات السابقة والكوارث الطبيعية، والطفلات والأطفال من الأقاليم الأقل نمواً، وذوي الاحتياجات الخاصة.

(3) الانتهاكات الجسيمة التي تعرَّض لها الأطفال أثناء الصراع، تلفت النظر إلى التناقض الحاد في مستوى الوعي والالتزام بحقوقهم، بين المنظور الشعبي والمنظور الرسمي؛ فبينما تحتفي الثقافات الشعبية للمجموعات السكانية المختلفة في السودان، والمُعبّر عنها من خلال الأغاني والأمثال والقصص والحكايات الشعبية، بالأطفال احتفاءً خاصاً وتنظر إليهم بوصفهم ثروة ثمينة يتعين تنميتها وحمايتها؛ افتقرت أطراف الصراع إلى الحس الإنساني وتجاهلت الالتزام الأخلاقي والالتزام بالأطر القانونية  الوطنية والدولية لحمايتهم.

(4) التدهور المريع في أوضاع الأطفال في السودان هو نتيجة لتاريخ طويل من الانتهاكات تسببت فيه عدة عوامل، مثل توالي الحكومات العسكريّة المتجذِّرة التي كان يُخصِّصُ القسم الأعظم من ميزانياتها لقطاعات الأمن والعسكرة، إضافة إلى الضعف المريع في مستوى الالتزام السياسي بحقوق الأطفال، مما أدى إلى إعاقة جميع الجهود التي استهدفت تحسين أوضاعهم، كما أسهمت في تشتيت جهود المانحين وعدم الاستفادة منها كما ينبغي.

(5) النظر إلى أوضاع السودان خلال العشرين عاماً الماضية يوضح أن السودان من أسرع الدول تحوّلاً سياسياً واقتصادياً وديموغرافياً وبيئياً. وقد أنتجت هذه التحولات السريعة العديد من التحديات ذات الصلة بحماية الأطفال ورفاههم، وقد فاقم الصراع من مستوى تلك التحديات، وانتقل بها إلى مستوى جديد يستدعي مراجعة عناصر الحماية والإنصاف والرفاه للأطفال، بوصفها متطلباً أساسياً لأي جهود تتعلق بالاستقرار السياسي أو مستقبل السلم والأمن في البلاد.

(6)استمرار  الصراع المسلح العنيف  في السودان لما يقارب العام ونصف  أدى إلى تفكك النظام السياسي وزاد من هشاشته وضعفه  علي ما هو عليه من هشاشة وضعف  ، مما عمق ظاهرة الانقسام السياسي والاجتماعي والإداري والجغرافي والإثني والثقافي والنفسي في البلاد.  هذا الانقسام أفرز ظواهر خطيرة تهدد تماسك البلاد وتفضي الي  آثار كارثية طويلة الأمد على  حقوق الاطفال ومستقبل الأجيال القادمة مثل التعصب وإلغاء الآخر والتناحر الداخلي، وسيادة  روح الفتنة والانقسام والاقتتال.

موت ونزوح ولجوء:

من الصعوبة بمكان وصف التأثير المدمر للصراع الوحشي على الأطفال ومجتمعاتهم المحلية، خاصة أن الانتهاكات التي وقعت عليهم ذات مستويات مختلفة وطبيعة معقدة، وغالباً ما يتعرض الأطفال إلى عدة انتهاكات في آن واحد؛ لكنّ الحقيقة المؤكدة أن الصراع قد ادي الي سيادة حالة من انعدام الأمن الخارج عن السيطرة   بعواقبها  المدمرة والخطيرة على الأطفال.

لا شك أن اطفال السودان قد تعرضوا إلى الانتهاكات الجسيمة الستة التي تشكل أساسا لجمع المعلومات والإبلاغ عن الانتهاكات التي يتضرر منها الأطفال في أوقات الحرب، ألا وهي: قتل الأطفال وتشويههم، وتجنيد الأطفال، أو استغلالهم من جانب القوات المسلحة والجماعات المسلحة، والهجمات على المدارس أو المستشفيات، والاغتصاب أو غيره من أشكال العنف الجنسي الجسيم، واختطاف الأطفال، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.[7]

عكست الانتهاكات التي تعرّض لها الأطفال أثناء الصراع، التجاهل والازدراء التام لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع [8] التي تمثّل الأساس القانوني الدولي لحماية الأطفال في حالة الصراعات المسلحة والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل[9] التي صادق عليها السودان منذ ما يربو على 30 عامًا.

إن أفضل وصف للانتهاكات التي تعرض لها الأطفال في اثناء الصراع  ، هو ما عبّرت عنه اللجنة الدولية لحقوق الطفل، من أن 24 مليون طفل سوداني معرضون لخطر “كارثة عابرة للأجيال”، وإن حقوقهم في الحياة والبقاء والحماية والتعليم والصحة والتنمية جميعها قد انتُهكت على نحوٍ خطير.[10]

شكّل فقدان الأمن والأمان المستدام والاستقرار النفسي، أول أصناف الانتهاكات التي عانى منها الأطفال، ويصعب وصف الآثار النفسية والعاطفية المدمرة عليهم نتيجة لما شاهدوه من شتى أنواع العنف ومشاهد القتل وأرتال الجثث المنتشرة في الشوارع في والطرقات، ومناطقهم السكنية وقراهم تتعرض للحريق والدمار[11] والنهب والرعب من  سماع أصوات الرصاص والمدافع ودوي الأسلحة الثقيلة، وربما الأسوأ مشاهدة حالات القتل والضرب والتعذيب والعنف الجنسي ضد أفراد أسرهم ومجتمعاتهم.

على الرغم من أن هناك تحديات في الحصول على أعداد الأطفال الذين قُتلوا أثناء الصراع، خاصة أن الحصول على إحصائيات موثوقة أثناء صراع جارٍ وعنيف مثل  الذي يدور في السودان، أمر معقد جداً؛ بيد أن استخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، أدى إلى مقتل آلاف المدنيين. وحسب بعض التقارير، شكّل النساء والأطفال نسبة كبيرة من الضحايا[12]. وأخبرت بعض التقارير عن قتل الأطفال ودفنهم مع آخرين في مقابر جماعية [13]، إضافة إلى تعرض بعض الأطفال الصغار للموت نسبة لعجزهم عن الهروب مع أسرهم اثناء الهجوم  بالسرعة الكافية[14]، فضلاً عن تعرض بعضهم لإصابات بالجروح المميتة، مما قد يؤدي لاحقاً إلى الموت ربما يترك آثاراً مدى الحياة. كما واجه الأطفال مخاطر التدوين العشوائي وخطر ملامسة بقايا الأسلحة والشظايا والأجسام الغريبة.

من آثار الصراع المأساوية التي تعرَّضَ لها الأطفال فقدان الأمهات والآباء والأقارب وأفراد الأسرة الممتدة، إضافة إلى تفرُّق الأطفال وانفصالهم عن أفراد أسرهم وأصدقائهم، والإخلاء القسري من منازلهم وأماكن سكنهم.

أضحى الحقُّ في الحياة بالنسبة للأطفال مُهدَّداً بوجهٍ مُباشر، نتيجة للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وقد دمَّر القتال أو عطّل جميع الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الناس للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك المياه والكهرباء وإدارة النفايات والمستشفيات وسبل الرعاية الصحية [15].

تسبّب القتال والقصف ونهب الأسواق، في توقف إمداد الاحتياجات اليومية من الطعام، وقد أدى نقص الغذاء إلى آثار خطيرة على الأطفال. وقد أفادت بعض البيانات بأن حوالي 3.8 مليون طفل سوداني دون سن الخامسة بعانون من سوء التغذية. ووفقاً لبعض التقارير يموت طفل واحد كل ساعتين بسبب سوء التغذية [16] مع احتمالية كبيرة لإعلان المجاعة في 13 منطقة في السودان[17]. وقد ساء الوضع مع عدم وصول المساعدات الإنسانية وتدهور الظروف الأمنية التي أثرت مباشرةً على الإنتاج الزراعي.

بات الوضع الصحي للأطفال خاصة الأطفال دون سن الخامسة مريعاً للغاية، مع توقف 80-70% من المستشفيات والمرافق الصحية عن العمل [18]، إضافة إلى تفشي الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والحصبة والملاريا[19].

إن الوضع أشدَّ خطورة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والفشل الكلوي والسرطان، إضافة إلى أن الوضع الأمني المتدهور يعوق حصول الأطفال على التطعيمات اللازمة مع تزايد المخاطر بسبب الكارثة البيئية الناتجة عن وجود بقايا الجثامين في الأحياء والطرقات العامة[20]، وبالتالي انتشار البكتيريا الضارة في الهواء، مما يؤدي إلى تفشي العديد من الأمراض التي تؤثر على الأطفال. وقد أدت الحرب أيضاً إلى تأثير مدمر على الصحة والعافية العقليتين للأطفال.

بينما يصعب الحصول على إحصائيات عن أعداد الأطفال الذين اعتقلوا[21] أو تعرضوا للتعذيب، غير أن بعض التقارير قد افادت عن  تعرّض الأطفال الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري بسبب ارتباطهم المزعوم باطراف الصراع  [22].

يصعب بشكل خاص وصف الانتهاكات المروعة  التي وقعت علي  للاطفال في دارفور وما تعرضوا له من مستويات العنف المتعددة، بالاضافة الي تعرضهم للاستهداف على أساس قبلي [23]

لا تنفصل انتهاكات حقوق الأطفال عن انتهاكات حقوق النساء خاصة الأمهات والحوامل[24] والمرضعات، اللائي واجهن مخاطر كبيرة مثل القتل، والإصابات، والجروح، والجوع، وضعف الرعاية التي يحتجن إليها ليكنَّ بأمان [25]وانعدام الحصول على الخدمات الضرورية لإنقاذ حياة الأمهات والمواليد، مما يؤدي إلى زيادة من معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال أو ولادة أطفال بتشوهات وإعاقات. بالاضافة الي الاثار السالبة للصراع علي الصحة الانجابية بشكل عام واحتمال تعرض النساء الي امراض ربما  تقود الي منع الانجاب في المستقبل بالتالي تنخفض نسبة الخصوبة.

تعرضت العديد من  النساء في اثناء الصراع  للاعتقال والاختفاء القسري[26] مما يعني خطر تعرض  اطفالهن  الي الانتهاكات في خلال فترة  غيابهن ومع انه من الشائع أن تعتني الأسر الممتدة  في السودان بالأطفال الذين فقدوا والديهم نتيجة للموت او لاسباب اخري  ولكن في ظروف الصراع ، وبسبب النقص الكبير في الغذاء أو الماء أو المأوى، تعاني الأسر الممتدة وتواجه تحديات في رعاية طفل آخر بينما تكافح هي نفسها من أجل تلبية احتياجات أطفالها وأسرتها.

وغالباً ما تبدأ انتهاكات حقوق الأطفال أثناء الصراع مع ولادتهم، فقد أدى توقّفُ خدمات السجلِّ المدني في الولايات المتأثرة بالصراع، إلى عدم تمكن الأهالي من تسجيل المواليد الجدد، وبالتالي عدم الحصول على هوية قانونية وما بستتبعها من حقوق أساسية أخرى.

وأفادت بعض التقارير أن القتال قد أدى إلى وفاة عشرات الأطفال في “المايقوما”، أكبر دار لرعاية الأيتام في الخرطوم [27].  كذلك لا تتوافر معلومات تفصيلية حول مصير الأطفال المشردين أو أطفال الشوارع والأطفال المحتجزين في دور الإصلاحيات بالخرطوم وغيرها من المدن التي تأثرت بالصراع ؛ ولكن الراجح أن هؤلاء الأطفال قد تعرضوا للموت بالرصاص والجوع والأمراض، او ربما  تعرضوا للاختطاف والتجنيد الإجباري وجميع ضُروب العنف بما فيها العنف الجنسي.

تَفَشَّى استخدامُ العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي[28] ، بوصفه نوعاً من أسلحة الحرب ضد النساء والقاصرات[29]. وقد حدثت كثير من حالات الحمل نتيجة للعنف الجنسي. ونسبة لعوامل عديدة مثل الافتقار إلى الدعم الكافي والخوف من الوصمة والانتقام والوضع الأمني ؛ يصعبُ حصولُ النساء ضحايا العنف الجنسي على الخدمات التي تُوفِّر لهنَّ حلاً سريعاً وفورياً للتعافي من آثار جريمة الاغتصاب، وبالتالي فهن غالباً ما يُجْبَرْنَ على الاستمرار في الحمل غير المرغوب فيه حتى الولادة.

وغالباً ما يتعرّض الأطفال المولودون نتيجة الاغتصاب إلى الرفض من قبل أمهاتهم، خوفاً من الوصمة الاجتماعية، وأيضاً من قبل المجتمع؛ إذ يُنظر إليهم على أنهم أطفال غير شرعيين أو أطفال ينتمون إلى معسكر الأعداء، وبالتالي يتعرضون للحرمان من حقوق الأساسية مثل الحق في النسب.

وعادة ما تحدث حالات زواج بين النساء وجنود مجهولين أو مؤقتين أثناء الصراع، مما يخلق العديد من الإشكالات القانونية. من بين هذه الإشكالات صعوبة تسجيل الزواج إذا كان الزوج مجهول الهوية، مما يؤثر مُباشرةً على حقوق الأطفال الناتجين عن هذا الزواج في الحصول على الجنسية وجميع الحقوق الأخرى.

أفادت بعض التقارير[30] عن زيادة حالات الاختفاء القسري  في اثناء الصراع بالتالي  غالباً ما تُواجِهُ زوجاتِ المختفيّين قسريا  شكوكٌ تتعلق بنسب الأطفال إلى آبائهم، مع التعقيدات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال المواليد.

منذ ما قبل اندلاع الصراع كان الأطفال المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة في السودان يواجهون تحديات عديدة مثل التمييز والإقصاء الاجتماعي نتيجة للوصمة الاجتماعية وضعف الخدمات الأساسية.

واجه الأطفال المعاقون مخاطر إضافية في أثناء الصراع، مثل صعوبة الفرار من الهجمات، وخطر التخلي عنهم، وعدم الوصول إلى الادوية . ويصعب الحصول على بيانات موثوقة عن عدد الأطفال الذين أصيبوا بالإعاقة نتيجة للصراع، ولكن أدت المواجهات الدامية بين طرفي الصراع في السودان إلى حدوث إصابات جسيمة للعديد من للأطفال، نتج عنها بتر أطرافهم وتحويلهم إلى معاقين حركياً [31]، كما تعرض الأطفال لإصابات جسدية خطيرة تحتاج إلى جراحات متكررة وعلاجات طبية غير متوفرة، مما يقود إلى الإعاقة والعجز الدائم للأطفال، ناهيك عن الصدمات والاضطرابات النفسية، كما أن عدم توفر وسائل الولادة الآمنة للأمهات قد زاد نسبة المواليد المعاقين.

ايضا واجهت الأسر التي لديها أطفال ذوو إعاقة تحديات كبيرة أثناء النزوح واللجوء،  في ظل انعدام وسائل المساعدة مثل الكراسي المتحركة مثل بينما وجدت بعض الأسر نفسها مضطرة للبقاء تحت قصف النيران بسبب عدم القدرة  علي التحرك بالأطفال الأطفال المعاقون.

بسبب الاقتتال والهجوم على المناطق السكنية ، اضطر ملايين السودانيين إلى الخروج من مدنهم وقراهم، إما إلى مناطق أكثر أمناً داخل السودان، أو إلى دول الجوار. ومع توالي شهور الحرب ازداد عدد النازحين، ليصل إلى أكثر من 10.7 مليون نازح داخلياً؛ كما أن أعداد اللاجئين خارج السودان ازدادت حتى وصلت إلى 2.3 مليون لاجئ [32]، نصفهم على الأقل من النساء والأطفال.

واجه الأطفال واسرهم  معاناة لا يُسبر غورها خلال النزوح واللجوء  وكانت المخاطر المميتة تنتظرهم في كل منعطف مثل خطر الموت والإصابات ، والنهب والتخويف والضرب والعنف اللفظي والجنسي، والاعتقال والتعذيب كما عانوا أيضاً جراء مشاهد والدمار المنتشرة في الطرق وقد اضطرت  اعدادا كبيرة  من الأسر إلى المسير بالأقدام مسافات طويلة، والمخاطرة بعبور حدود دولية بصحبة أطفالهم الذين قد لا تزيد أعمار بعضهم على أيام. كذلك اضطرت بعض الأسر إلى قضاء أيام، وأسابيع في العراء في طريقهم إلى أماكن النزوح واللجوء، مما عرض الأطفال إلى مخاطر الإصابة بالأمراض والتعرض للدغات العقارب والثعابين [33]، كما تسببت حالة الهلع والاضطراب أثناء محاولات الفرار من الموت إلى حالات فقدان وضياع الأطفال[34]. كذلك اضطر العديد من الأطفال للفرار وحدهم دون مرافق بحثاً عن ملاذ آمن [35].

ايضا ظلت الكثيرٌ من الأسر عالقة مع اطفالها  في المناطق المحاصرة، ولم تتمكن من المغادرة بسبب المخاطر الأمنية الشديدة ، أو بسبب عدم امتلاك الموارد المالية التي تمكنهم من مغادرة مناطقهم بينما  يواجه ملايين الاطفال النازحين  واللاجئين  الآن مستقبلاً مجهولاً. كذلك لقي عشرات الاطفال حتفهم  في أثناء محاولتهم الفرار عبر الحدود السودانية إلى دول الجوار  بشكل غير شرعي[36]

في مناطق النزوح تعيش الأسر في مراكز للنازحين، وغالباً ما تكون مدارس أو مساجد أو مراكز اجتماعية، أو العيش مع الأقارب والمعارف؛ او في معسكرات اللاجئين ففي الغالب، لا تُمكِّن الموارد المالية الشحيحة، النازحين من الحصول على مساكن منفصلة.

مراكز النزوح  واللجوء غالباً ما تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة، ويعيش الأطفال مع أسرهم ظروفاً قاسيةً، من دون الحصول على الغذاء الكافي[37]. وقد أفادت تقارير بحدوث مجاعة مؤكدة في بعض معسكرات للنازحين. وكما تعرض سكان بعض مراكز النزوح للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والسيول[38] تعرضت أيضاً بعض مركز إيواء النازحين لاعمال العنف و الحرق [39].

عنف وتمييز وحرمان :

غالباً ما يقود الضيق والتوتر النفسي الذي تعانيه الأسر النازحة واللاجئة، إلى زيادة نسبة الممارسات الاجتماعية العنيقة والمؤذية ضد الأطفال من الجنسين، مثل التأديب العنيف وإهمال الأطفال ونقص الإشراف والرعاية [40].

تعد البيانات المتاحة عن العنف الجنسي ضد الأطفال من الجنسين أثناء الصراع نادرة للغاية، ولكن حسب بعض التقارير، فإن الأطفال قد تعرضوا للعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي ومحاولة الاغتصاب من قبل الجماعات المسلحة[41]. وفي أغلب الأحيان لا يجري الإبلاغ عن العنف الجنسي ضد الأطفال بسبب الأعراف الاجتماعية خاصة في أجواء يسودها الخوف ، كما تمنع المعايير الاجتماعية المتعلقة بالرجولة والشرف في السودان  ضحايا العنف الجنسي من الذكور من الإبلاغ، هذا مع غياب خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ضحايا العنف الجنسي . مع تعرض الفتيات اللائي اختُطِفْن من قِبَلِ بعض أطراف الصراع للعنف الجنسي، واحتُجزن في ظروف غير إنسانية ومُهينة، شبيهة بالاسترقاق، وكذلك استُخدِمَ الزواج سلاحاً في الحرب مثال اختطاف الفتيات وإرغامهن على الزواج من المقاتلين قسراً[42].

إن أوضاع الصراع التي تسودها حالة التدهور الاقتصادي والاجتماعي، غالباً ما تُحفِّز العديد من التصورات والممارسات التمييزية القائمة على النوع الاجتماع مثل العنف المنزلي والاستغلال النفسي والجنسي وسوء المعاملة والزواج المُبكّر[43] والقسري. كذلك فإن عملية نزوح الأسر من المدن والمناطق الحضرية إلى المناطق الريفية، غالباً ما يعرض البنات إلى خطر الختان.

في ظروف النزوح واللجوء غالباً ما يتعرّض الأطفال النازحون واللاجئون، وبصفة خاصة أولئك الذين لا يحملون وثائق رسمية تثبت حالاتهم والذين يسافرون بمفردهم للإساءة والاستغلال، كما يتعرّضون للاستغلال الجنسي في سعيهم لمعاونة أسرهم للحصول على الخدمات اللازمة أو جلب مستلزمات المعيشة، كما أن يمكن أن يكون نزوح أو لجوء الآباء تاركين أطفالهم وراءهم دون إشراف سبباً في زيادة الاستغلال الجنسي للأطفال.

وفقاً لبعض التقارير[44]، فإن السودان الآن يعاني إحدى أسوأ الأزمات التعليمية في العالم نتيجة للتدمير الكلي أو الجزئي للمدارس في جميع الولايات المتأثرة بالصراع، كما تحولت مقار بعض المدارس إلى ثكنات عسكرية أو مراكز إيواء للنازحين، كذلك أدى الوضع الأمني المتردي في الولايات التي لم تتأثر مباشرةً بالصراع  إلى إغلاق المدارس على نحوٍ مُتكرر .

إيقاف العملية التعليمية وإغلاق المدارس في البلاد لفترات طويلة سيؤدي إلى آثار كارثية على الأطفال ونموهم الإدراكي والنفسي، فالأطفال قد يواجهون صعوبات كبيرة في العودة إلى الدراسة بعد انتهاء الصراع مما يزيد من خطر فقدانهم لفرص التعليم على نحوٍ دائم.

من آثار الصراع تفاقم الفجوة النوعية في التعليم، إذ إن إغلاق المدارس لفترات طويلة سوف يزيد من تسرب البنات من الدراسة خاصة في المناطق الريفية، فغالباً ما تُعطى الأولوية لتعليم الذكور على حساب الإناث، مما يعرض الفتيات لمزيدٍ من التهميش.

يواجه تعليم الأطفال في مناطق النزوح واللجوء عقبات قانونية وإدارية، وغالباً ما تشترط المدارس في البلدان أو الولايات المضيفة للتسجيل بها شهادات ميلاد أو شهادات تعليم سابق أو أوراق إثبات الهوية الوطنية أو إثبات الإقامة للالتحاق بالمدارس. وفي غالب الأحيان، تكون هذه الوثائق قد تعرضت للضياع أثناء النزوح واللجوء مما يعني حرمان الأطفال من الالتحاق بالمدارس.

الحواجز اللغوية تشكل تحدياً كبيراً للأطفال اللاجئين إلى خارج السودان، فنقص الكفاءة اللغوية، يمكن أن يعوق التنشئة الاجتماعية وبناء العلاقات والشعور بالانتماء في البيئة المدرسية، مما يزيد من خطر التمييز والعزوف عن الدراسة.

إضافة إلى ذلك، يجد الأطفال صعوبة في التكيف مع النظام التعليمي الجديد، مما يؤثر سلباً على تحصيلهم الأكاديمي وثقتهم بأنفسهم، كذلك يتأثر تعليم الأطفال بعجز الأسر النازحة أو اللاجئة عن توفير الموارد المالية الضرورية لتعليم الأطفال، كما أنهم قد يواجهون صعوبات في التواصل مع المعلمين وإدارات المدارس.

وفي بعض الحالات، قد يترك الأطفال اللاجئون أو النازحون المدارسَ لأسباب تتعلق بالتنمّر والعنف، بما في ذلك العنف الجنسيّ، ويصعب في الغالب إمكانيّة وصول الأطفال ذوي الإعاقة إلى المدارس.

إن تفشّي الفقر المدقع أثناء الصراع نتيجة لفقدان الأسر في المناطق الحضرية والريفية مصادر دخلها، يزيد من نسبة عمالة الأطفال الذين يواجهون الاستغلال والانتهاكات، سواء أثناء بحثهم عن العمل أو أثناء ممارستهم إياه، مثل تعرضهم لسوء المعاملة والاستغلال والعنف الجنسي، فضلاً عن أن الوضع الحالي، يمكن أن يقود الأطفال إلى شبكات الاتجار بالأطفال والمخدرات ودوائر الإرهاب والتطرف الديني والهجرة غير الشرعية.

لكن أشد الخسارات التي تعرض لها الأطفال أثناء الصراع، هي تمزق النسيج الاجتماعي، متمثلاً في تزايد معدلات العنف الأسري وحالات الطلاق ذات التأثير السالب على الأطفال؛ إضافة إلى تواصل عمليات النزوح واللجوء طويل الأمد والهجرة والشتات  مما يعني فقدان التماسك والأمن الاجتماعي ابتعاد الاطفال  عن ثقافاتهم المحلية  وثقافاتهم الأصلية بما فيها من لغات محلية  وتراث وموسيقى وفنون مما يهدد بضياع هذه الثقافات  واندثارها .

ايضا يتأذى مستقبل الأطفال بالتدمير المتعمد للتراث الثقافي الوطني مثل تدمير المتاحف [45] وسرقة المجموعات الأثرية المهمة لتاريخ السودان وتخريب التسجيلات الموسيقية والمكتبات وتشريد السكان المحليين، وتدمير مبانيهم الدينية والتاريخية وتراثهم الشعبي والممتلكات الثقافية التي يحظر المساس بموجب القانون الدولي الإنساني.

أحد الآثار السالبة على الأطفال من معايشة الصراع، تشكل ذاكرتهم وسط صراع دموي وحشي، مما يقود إلى تطبيع أذهان الأطفال مع السلوكيات العنيفة ولغة الكراهية والانتقام، وتشربهم مفاهيم التمييز الجهوي والإثني، كما أن معايشة الأطفال للممارسات الفاسدة مثل النهب والسرقة سوف يجعل تقبلهم للفساد الأخلاقي مقبولاً.
تجنيد الأطفال:

تجنيد الأطفال قضية قديمة في السودان، ساهمت في بروزها العديد من العوامل مثل الفقر والنزاعات والحروب الأهلية، والصراعات القبلية وانتشار الأسلحة الصغيرة، وافتقار العديد من الأقاليم إلى الخدمات مع التغيرات المناخية السالبة ، وترتبط دوافعها أيضاً بالحروب السياسية عقب الاستقلال[46]، وبشكل رئيس الحروب السياسية التي استدعت استخدام الأطفال في أدوار قتالية لتكوين الحركات المسلحة.

وعلى الرغم من صعوبة التأكد من العدد الفعلي لأطفال الذين جُنِّدوا أثناء الصراع؛ إلا أن بعضَ التقارير تشير إلى تجنيد الأطفال استجابة لحملات التجنيد التي أطلقتها بعض أطراف الصراع [47]. وأفادت [48]بعض التقارير أن المناطق المهمشة في إقليمي دارفور وكردفان هي الأشد تأثراً بالظاهرة. وحسب تقارير، فإنه جرى التوصل إلى أسرى أطفال[49].

وقد استُخدمت العديد من الأساليب لتجنيد الأطفال مثل استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة لجذب الأطفال إلى التجنيد كوسيلة لجلب المكاسب المالية لهم ولأسرهم.

كذلك وظفت الأطراف المتصارعة الخطاب الديني المتطرف ولغة العنف والانتقام والتحيز إلى جهات قبلية وجهوية معينة، من خلال الإعلام الرسمي والأهلي ومنصات التواصل الاجتماعي لجذب الأطفال للتجنيد. واستُغلَّتْ بعض الممارسات مثل إغراء الأطفال بالسلطة والمكانة التي يتمتع بها المحاربون لتعزيز شعورهم بالقوة والقيادة وفي الغالب يُستعان بالقيادات القبلية الجهوية لتجنيدهم.

هناك ايضا مخاوف من ان تسهم  حملات استنفار وتدريب وتسليح للمواطنين التي انتظمت  العديد من الولايات وفق لائحة الاستنفار والمقاومة الشعبية للعام 2024م[50] نافذة لتجنيد الاطفال خاصة في ظل تدني نسبة الحصول علي شهادات ميلاد .

لا تخفى التداعيات الخطيرة المترتبة على تجنيد الأطفال، مثل القتل والتشويه والتعذيب [51]والتأثير على سلامتهم الجسدية والعاطفية، من معايشة أحداث الموت والقتل والعنف الجنسي، وغالباً ما يتعرضون لجميع صنوف الاستغلال.

يُستخدم الأطفال الجنود في مهام مختلفة مثل القيام بأدوار قتالية أو الخدمات المساعدة، ويجري استضعاف الفتيات المجندات بوجهٍ خاص، وعلى الأغلب يكنّ عرضة لخطر الاعتداء الجنسي.

 

خاتمة:

بلا جدال، فإن الصراع الدائر في السودان صراع معقد ومتعدد الأقطاب، بالتالي فإن مهمة الوصول إلى اتفاقات سلام تنهي الصراع وتقدم حلول للقضايا المختلف عليها على نحوٍ مستدام، مهمة صعبة وشاقة، ولكن في نفس الوقت ليس  بوسع الأطفال  في السودان الانتظار  تحت نير الانتهاكات مما يستدعي  ابتدار حملة عريضة للوقف الفوري لإطلاق النار تحت شعار” الوقف الفوري لإطلاق النار  من اجل الاطفال” تشارك فيها المجتمعات المحلية والقيادات  المجتمعية النشطة و المعلمين والمجتمع المدني والمنظمات الدولية و الاقليمية والوطنية وكبار الكتاب والمفكرين والصحفيين والقانونيين والمدافعون عن حقوق الانسان  وأساتذة الجامعات والسياسيون ونجوم الفن  والطلاب والنساء والشباب  والاطفال انفسهم   من اجل المناداة بمنح الاطفال  الحماية الخاصة التي يستحقونها، وفقا للالتزامات بمقتضى القانون الإنساني الدولي الانساني وقيم المجتمع السوداني وانحراط الجميع في عملية شاملة لتحقيق العدالة والإنصاف للأطفال.

العدالة والإنصاف للأطفال:

إن قراءة واقع الأطفال في السودان، تُبيِّن بجلاء أنهم يُشكلون مصدر قوة دينامي ومؤثر ورغم الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، إلا أنهم لم يكونوا مجرد ضحايا سالبين. وعلى الرغم من صعوبة القيام بنشاط مدني في أجواء يسيطر عليها العنف وتقييد الحريات الأساسية؛ إلا أنهم أظهروا جسارة كبيرة في مواجهة الصراع، وكسروا حواجز الخوف، وأبدوا مقاومتهم باستخدام أدوات عمل إبداعية مثل الأغاني الشعبية وأغاني الراب والدراما والرسم والكتابة والحوارات والقصص تحدثوا فيها عن تجاربهم، وعبروا عن رفضهم للصراع، وطرحوا تساؤلات عن مستقبلهم كأطفال ومخاوفهم من استمرار الصراع لفترة أطول.كما لعب الاطفال ادوار كبيرة في مساعدة واعانة مجتمعاتهم من خلال العمل في المبادرات القاعدية مثل غرف الطواري ولجان المقاومة

لا بد من الإشارة إلى أن الأطفال في السودان، لا يمثلون كتلة واحدة، بل تختلف رؤيتهم ومستويات تأثرهم بالصراع، باختلاف خلفياتهم الطبقية والاجتماعية والإثنية والثقافية؛ فالمنحدرون من الطبقات الأشدّ فقراً هم الأكثر تأثراً بالصراع، في حين أن الأطفال الذين ينتمون إلى الطبقات المقتدرة اقتصادياً تستطيع أسرهم توفير الحماية لهم، وتأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الوصول إلى ملاذات آمنة والغذاء والصحة والتعليم. يظهر ذلك في الفئات التي تعيش بمناطق النزاعات السابقة، حيث تستمر حالة الحرب، كالأطفال في إقليم دارفور والنيل الأزرق، وبها سجل تاريخي ممتد للأطفال الجنود.

إن أي جهود تسعي  لإخماد الصراع، لا بد أن تبني على أسس متينة للتصدي للأسباب الجوهرية التي أدت  الي اندلاعه، من ناحية المدلول والممارسة وطرح ونقاش كل ما يتعلق بأسباب الصراع ، بكل شفافية ومصداقية ومهنية عالية، مع ضرورة الاعتراف التام بأن الانتهاكات الجسيمة المتواصلة لحقوق الإنسان وغياب العدالة والإنصاف للأطفال  كانت واحدة من الأسباب الرئيسة لاندلاع الصراع. ولا يُقصد هنا العدالة بمعناها القانوني الضيّق، بل بمعناها الواسع العريض الذي يشمل المبادئ والقيم التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف وإنهاء التمييز وتحقيق المساواة.

إن تحقيق العدالة والإنصاف للاطفال  بعد الصراع الوحشي والمدمر مهمة جسيمة وعالية التحديات، خاصة في غمرة التخلخل الديمغرافي، والاقتصادي، والاجتماعي والنفسي، الذي تعرض له الأطفال ومجتمعاتهم نتيجة للصراع من ما  يتطلب إرادة سياسية قوية وجهداً متواصلاً، وسياسات طويلة الأمد من أجل إحراز النتائج المنشودة.

ويرتبط تحقيق هذا الهدف باستصحاب منظور يراع حقوق الطفل، وإدخال تعديلات جوهرية في جميع السياسات، خاصة تلك المتعلقة بالمجالات الحاسمة، مثل الفقر والتعليم والصحة والعمل والقوانين والسلام والوضع الأمني والأمن الغذائي، وتوسيع فضاء المجتمع المدني بمعناه الواسع، فضلاً عن إشاعة الحريات السياسية.

بالتالي لا بد من ابتدار خطط واستراتيجيات طويلة وقصيرة المدى لتحقيق  العدالة والإنصاف يمكن تلخيصها فيما يلي:

العدالة والإنصاف على المدى القصير :

– إن التوصل إلى سلام مستدام في السودان يستدعي اتبَّاع منهج يستصحب الواقع وينظر إلى آثار الصراع على من عايشوه، وأولهم الأطفال، مما يعني ضرورة إشراكهم في جهود إيقاف الصراع، ومنحهم الفرصة الكافية للتعبير عن القضايا التي يريدون إدماجها في اتفاقيات السلام. وهنا لا بد من الانتباه إلى ضرورة اختيار المداخل الصحيحة لإشراك الأطفال، خاصة في ظل انعدام النفوذ السياسي لهم على أطراف الصراع وعلى المؤثرين الآخرين.

– دمج النقاط الجوهرية لإعمال العدالة والإنصاف لصالح لأطفال في اتفاقيات وقف إطلاق النار، وكذلك في الاتفاقيات النهائية، عبر الاستعانة بالخبراء في مجال حقوق الطفل والمنظمات الدولية المحلية العاملة في مجال حقوق الطفل، والمجموعات النسائية والقيادات المجتمعية والقبلية، والخبراء في القانون العرفي السوداني واستصحاب رؤى الأحزاب السياسية.

– المحاسبة وفتح تحقيقات فورية شاملة ومحايدة بشأن الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها الأطفال ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم، وتضمين التدابير اللازمة لعدم إفلات الجناة من العقاب وإعمال العدالة الانتقالية لمصلحة الأطفال، مع الاستعانة بالخبرات المحلية  لتقديم تدابير عدالة انتقالية مستمدة من واقع المجتمعات المحلية في مناطق السودان المختلفة.

– ضرورة إعمال النظر النقدي واستخلاص الدروس والعبر من اتفاقيات السلام السابقة في السودان (نيفاشا–أبوجا والدوحة وجوبا)، كذلك استخلاص الدروس من تجارب الدول الأخرى.

العدالة والإنصاف على المدى الطويل:

– الدفع لضمان توفر الإرادة السياسية والتشريعية والتنفيذية للقضاء على العوامل الهيكلية للصراعات في السودان مع تمكين أوسع مشاركة ممكنة في صنع القرار، وضمان الوصول إلى الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة الأساسيّة وتنمية المجتمعات المحلية.

-ابتدار عملية شاملة لإصلاح أوضاع حقوق الانسان في السودان؛ فقد أثبتت التجربة العملية استحالة حماية حقوق الأطفال كفئة، أو تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والبروتوكولات الملحقة بها في ظل مناخ عام تسوده انتهاكات حقوق الإنسان.

– أي عمل يستهدف تعزيز حقوق الأطفال لا بد أن يستند على إرادة سياسية قوية من خلال مجهود يعتمد على المحليات وغيرها من التشكيلات القاعدية، ويستصحب رؤى المجتمعات المحلية ، مع احترام تجاربها وخبراتها في حماية الأطفال، وابتكار وسائل لإنزال مبادئ ونصوص الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على الواقع المحلي.

– بذل الجهد من أجل سد فجوات المعلومات عن أوضاع الأطفال، على مستوى كل ولايات السودان والمحليات، لضمان حماية جميع الأطفال ومساعدتهم عقب خمود الصراع.

– رفع الكفاءة المؤسسية للدولة وتعزيز المهارات والتدريب اللازم لتضمين قضايا الأطفال في العمل المؤسسي، وتعزيز الشراكة بين جميع أصحاب المصلحة، بما فيها المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات الطوعية، ورفع التزام ومقدارات جميع الفاعلين لدمج حقوق الطفل.

-القيام بإصلاحات جوهرية للدستور والقوانين الوطنية من أجل حماية حقوق الأطفال، وتفعيل مبادئ عدم التمييز التي نصت عليها الدساتير السودانية المتعاقبة، ولكنها ظلت غائبة على مستوى الممارسة، نتيجة لسيادة مرجعيات معيارية أخرى، غير معيار المساواة عند وضع القوانين الداخلية؛ فغالباً ما تُنتهك الحقوق الأساسية للأطفال تحت لافتة المرجعية الدينية أو العرف والعادات والتقاليد وقانون الأحوال الشخصية للمسلمين سنة 1991 نموذجاً.

– تحقيق ضمانات أفضل لحقوق الطفل في الدستور بناءً على قراءة حقيقية لواقع الأطفال في السودان، مع استصحاب آثار الصراع على الأطفال، مثل تضمين التزام الدولة بتخصيص نسبة معينة من الناتج القومى الإجمالي للصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الضرورية لرفاه اللأطفال، والتأكيد على ميزانية صديقة للأطفال مع ضرورة المصادقة علي الإتفاقية 183 لمنظمة العمل الدولية بشأن حماية الأمومة لعام 2000.[52]

-النص على التزام الدولة بتوفير الحماية والاعتبار الاجتماعي والمعنوي لجميع الأطفال بكيفيات متساوية، بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية، كذلك التزام الدولة بالقضاء على عدم المساواة الهيكليّة بين المجموعات الاجتماعيّة، التي غالباً ما تؤدّي إلى اندلاع الصراعات مع التزام الدولة بتقديم حماية خاصة للأطفال النازحين وضحايا الصراعات وإنشاء مفوضيات لحقوق الطفل على مستوى الولايات.

– وضع أنظمة عدلية منصفة، وذلك من خلال إدخال تعديلات على القوانين الوطنية من أجل التأكد من اتساقها مع تحقيق العدالة والإنصاف والحماية والرفاهية للأطفال، مثل قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في السودان لسنة1991[53]، والقانون الجنائي السوداني لسنة 1991 [54]، وقانون العمل السوداني لسنة [55]1997، وقانون الخدمة المدنية القومية السوداني لسنة 2007 [56]، وقانون تنظيم السجون ومعاملة النزلاء القومي السوداني لسنة 2010 [57]، وقانون الطفل السوداني لسنة  2010[58]، وقانون تنظيم الحكم اللامركزي في السودان لسنة 2020[59]، وقانون التأمين الاجتماعي السوداني لسنة 1990 [60]، وقانون الصندوق القومي للتأمين الصحي السوداني لسنة 2001 [61]، والقوانين المُنظِّمة للقطاع العسكري والأمني والرياضة والاعلام وجرائم المعلوماتية  قانون تخطيط التعليم العام و تنظيمه في السودان لسنة 2001.[62]

-إجراء إصلاحات جذرية في النظام التعليمي، ومراجعة سياسات التعليم العام والعالي، لاستيعاب منظور يراع حقوق الطفل، ويُعزّز المساواة بين الأطفال السودانيين من الخلفيات الثقافية والإثنية المختلفة، ويعزز قيم التنوع الثقافي في البلاد، عبر تقديم معالجات لقضايا اللغات في التعليم، والتركيز على قيم التعليم التي تناهض التمييز الإثني، وترسخ مفهوم المواطنة واحترام الثقافات والفنون الوطنية، كذلك العمل على تعزيز دوْر الأطفال في الرياضة والفنون والأنشطة الإبداعية، مع زيادة الميزانيات والصرف على التعليم، وتخصيص موارد خاصة لتعليم أبناء الفقراء وبناتهم، وتفعيل تنفيذ اتفاقية مكافحة التمييز في مجال التعليم لسنة 1960 التي صادق عليها السودان في 2018 [63].

– العمل على تعديل التشريعات التي تحكم التعليم العام من أجل النص على إلزامية ومجانية التعليم؛ خاصة مع وجود فجوة فيما يتعلق بمدى دعم التشريعات الحالية لمجانية التعليم، وإدخال إصلاحات على هياكل التعليم للتصدي للفجوة التعليمية التي أحدثها الصراع، من خلال إدخال التعليم المستمر والمنهج الدراسي المدمج، مع عناية خاصة بالأطفال في الريف ومناطق الرُحّل، وتقديم تسهيلات مالية للتلاميذ من الأسر الفقيرة في الولايات والمحليات الأشد تأثراً بالصراع إن استدعى الأمر، مع بذل الجهد من أجل أن تعمل مناهج التعليم على تعزيز المساواة بين الجنسين.

– أحد التحديات الرئيسة التي ستواجه تحقيق العدالة والإنصاف للأطفال، هي عملية وقف تجنيد الأطفال نسبة لارتباط تجنيد الأطفال با لعديد من العوامل من العوامل الهيكلية تجدر الإشارة هنا إلى أن ظاهرة تجنيد الأطفال في السودان لا يمكن مجابهتها فقط بالمصادقة على الاتفاقيات الدولية[64] أو الإقليمية لحقوق الطفل[65] أو بروتوكولاتها أو توقيع خطة عمل مع الأمم المتحدة[66] لمنع تجنيد الأطفال واستخدامهم في القوات النظامية في ظل استمرار الأسباب الهيكلية لتجنيد الأطفال.

يُتوقع أن تقابل عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج صعوبات جسيمة، أهمها عدم توافر التزام سياسي أو حساسية أخلاقية من أطراف الصراع تجاه عملية إيقاف تجنيد الأطفال، كذلك الصعوبات الكبيرة في حصر الأطفال المجندين في ظل الفوضى الأمنية، والعدد الكبير للجيوش والجماعات المسلحة والنطاق الجغرافي الواسع للصراع، مما يجعل من الصعوبة تتبع أثر أسر الأطفال الجنود وجمع الشمل، يضاف إلى ذلك المقاومة والرفض التي سوف تجدها العملية من قبل الجماعات المسلحة والقبلية وقادتها العسكريين، فدمج الأطفال الجنود يعني فقدان هذه الجماعات  لرصيدها العسكري أو القبلي، فضلاً عن اعتبارات التنافس القبلي في عملية تجنيد الأطفال في ظل الأدوار الواضحة التي يقوم بها قادة الإدارات الأهلية والقبلية في عملية التجنيد.

-إضافة للمقاومة التي سوف تجدها العملية من قبل الأطفال المجندين أنفسهم نسبة للفقر المدقع الذي يعانيه الأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم خاصة بعد الصراع، إذ أدى إلى فقدان المجتمعات في المناطق الريفية والحضرية مواردها الاقتصادية نتيجة لعمليات النهب والسلب مما يشجع على بقاء الأطفال مجندين أو عودتهم طوعاً إلى الجماعات المسلحة من أجل تحقيق المكاسب المادية، خاصة مع طبيعة الصراع الدائر حالياً والذي مثل نهب الموارد سمة من سماته الأساسية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه حتى في الظروف العادية، كان هنالك ضعف شديد في أعداد الأطفال الذين أعيد إدماجهم من خلال برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في السودان.

-يتطلب العمل أيضاً التصدي للآثار بعيدة المدى، والخطر الذي يمثله الأطفال المُجنَّدون على أنفسهم ومجتمعاتهم، بعد أن تضع الحرب أوزارها، مثل اشتغال الأطفال بتجارة الأسلحة والدخول في شبكات ترويج المخدرات والإرهاب، والدخول في شبكات الدعارة خاصة بالنسبة للفتيات.

– يتعين النظر إلى الأطفال الذين جُندوا واتُهموا بارتكاب جرائم أثناء النزاعات المسلحة، وينبغي أن يُعاملوا وفقاً لقواعد القانون الدولي ومعايير قضاء الأحداث.

-لا بد أن يستند العمل إلى أفضل تجارب دول العالم، والمنطقة من حولنا وبناء الشراكات الإقليمية؛ فظاهرة تجنيد الأطفال ظاهرة عابرة للحدود بين السودان ودول الإقليم، كذلك يتعين استخدام المناهج المجربة والأُطر الدولية بفاعليةٍ وربطها جيداً مع الواقع المحلي، مع إعمال قرار مجلس الأمن 2427 (2018) [67] ومبادئ باريس، التي تدعو إلى ضرورة أن تكون برامج إعادة دمج الأطفال الذين جرى تجنيدهم وإطلاق سراحهم مستدامةً ومراعيةً النوع الاجتماعي والعمر، فضلاً عن توفير الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم.

– العدالة بالنسبة للأطفال بعد الصراع يجب ان  تتجاوز مجرّد معاقبة الجناة، بل يتساوى في الأهمية استعادة حقوقهم، فضلاً عن تزويدهم بعنصر للجبر بما يعوِّضهم عن إهدار طفولتهم  والانتهاكات التي تعرضوا لها

– العمل من أجل تحقيق العدالة والإنصاف للأطفال بعد الصراع يتطلب إعمال منظور يراعي النوع الاجتماعي والحقوق واحتياجات الأطفال من الخلفيات الاجتماعية والإثنية والجغرافية المختلفة، إضافة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والاعتبار التام لوجهات نظر الأطفال في أي مجهودات للعدالة والإنصاف.

 

 

تنويه: هذه الورقة تحمل وجهة نظر كاتبتها فقط ولا تعبر عن وجهة نظر أية جهة أخرى

 

 

 

 

 

 

[1] كاتبة وخبيرة في مجال حقوق الانسان والنوع الاجتماعي

[2] https://www.bing.com/search?q=%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B12018++&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B12018++&

[3] https://www.hrw.org/ar/report/2014/04/21/256538

[4] HNO 2023 (issued in November 2022)

[5] https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86_(2023%E2%80%93%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86)

[6] https://www.ohchr.org/ar/press-releases/2024/02/sudan-horrific-violations-and-abuses-fighting-spreads-report

[7] https://childrenandarmedconflict.un.org/ar/six-grave-violations/

[8] https://www.icrc.org/ar/publication/0173-geneva-conventions-august-12-1949#:~:text=%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%2012%20%D8%A2%D8%A8%2F%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3%201949,%D8%AA%D8%AD%D8%AA%20%D8%B8%D9%84%20%D8%AD%D9%83%D9%85%20%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9%20%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A.

[9] https://www.unicef.org/ar/%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84

[10] https://news.un.org/ar/story/2024/03/1129336

[11] https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%b7%d9%86%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9

[12] https://news.un.org/ar/story/2024/04/1129991

[13] https://www.bbc.com/arabic/articles/cn0jrmg0vx0o

[14]https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2023/08/sudan-war-crimes-rampant-as-civilians-killed-in-both-deliberate-and-indiscriminate-attacks-new-report/

[15] https://news.un.org/ar/story/2023/07/1122232

[16] https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article/%D8%A3%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-13%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1#:~:text=%D9%83%D8%B4%D9%81%D8%AA%20%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9%20%D8%A3%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%20%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF%20%D8%B9%D9%86%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9%20%D8%B7%D9%81%D9%84,%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D9%8B%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%20%D9%8A%D9%85%D9%88%D8%AA%20%D9%83%D9%84%20%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8https://www.bing.com/search?q=%D9%84+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86+%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81%D8%AA+%D8%AD%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A+70-80%25+%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%A9+%D8%B9%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%B1

[17] https://www.bbc.com/arabic/articles/c4ngnp33ylzo

[18] https://news.un.org/ar/story/2024/01/1127567

[19]

[20] https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1701987-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AE%D8%B7%D8%B1%D8%A7-%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

[21] https://www.bbc.com/arabic/interactivity-65873366

[22]

[23] https://news.un.org/ar/story/2023/11/1126262#:~:text=%D9%88%D8%A3%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%81%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%20%D8%B5%D8%AF%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%A1%20%D8%A5%D9%84%D9%89,%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%20%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8%20%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D8%B9%D8%AF%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84

[24] https://news.un.org/ar/story/2024/09/1135071#:~:text=%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%AA%20%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9%20%D8%A5%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9%20%D9%81%D9%8A,%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9%D8%8C%20%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7%20%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A

[25] https://sudantransparency.org/wp-content/uploads/2024/06/FeministEN.pdf

[26] https://www.ohchr.org/ar/statements/2023/06/sudan-high-commissioner-calls-end-sea-suffering

[27] https://www.aljazeeramubasher.net/news/politics/2023/5/31/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85-%D8%B1%D8%B6%D8%B9-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8

[28] https://www.hrw.org/ar/news/2024/07/28/sudan-widespread-sexual-violence-capital#:~:text=%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%8C%20%D9%88%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9%20%22%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85,%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85%D8%8C%20%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF

[29] https://www.unfpa.org/ar/news/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%AC%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA

[30] https://www.ohchr.org/ar/stories/2023/11/war-torn-sudan-sisters-search-disappeared-brother

 

[31] https://sudan-voice.com/59878/

[32] https://www.bing.com/search?q=%D8%B9%D8%AF%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86+%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%8A%D9%86+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86+&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=%D8%B9%D8%AF%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%8

[33] https://ultrasudan.ultrasawt.com/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D8%BA%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%B4%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%88%D9%8A/%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9

[34] بيان غير منشور مبادرة مفقود

[35] https://www.alarabiya.net/arab-and-world/sudan/2024/07/30/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%84-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

https://ultrasudan.ultrasawt.com/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D8%BA%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%B4%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%88%D9%8A/%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9

https://www.facebook.com/share/v/SyCE6rJx42TZjzhY/?mibextid=oFDknk Outlook for Android

[36] https://www.bbc.com/arabic/articles/czvxen0eylvo

[37] https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article

[38] https://www.alarabiya.net/arab-and-world/sudan/2024/07/30/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%84-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

 

[39] https://www.bing.com/search?q=%D8%AD%D8%B1%D9%82+%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2+%D8%A5%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B8%D9%85+%D8%A8%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%86%D8%A9+%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9+%D8%BA%D8%B1%D8%A8+%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%B1%D8%8C+%D9%81%D9أ%8A+27+%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%86%2

[40]

[41] https://www.ohchr.org/ar/press-releases/2024/02/sudan-horrific-violations-and-abuses-fighting-spreads-report

[42] https://www.ohchr.org/ar/press-briefing-notes/2023/11/sudan-alarming-reports-women-and-girls-abducted-and-forced-marry-held

[43] https://www.bing.com/search?q=Feminst+Prespective+for+the+armed+conflict+in+Sudan+&qs=n&form=QBRE&sp=-1

[44] https://www.unicef.org/sudan/ar/%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%A9

[45] https://www.unesco.org/ar/articles/alswdan-alywnskw-tdq-naqws-alkhtr-bd-wrwd-tqaryr-n-alatjar-ghyr-almshrw-baltrath-althqafy

[46] الباحث محمد بدوي -تجنيد الأطفال في السودان -ورقة غير منشورة.

[47] https://www.ohchr.org/ar/press-releases/2024/02/sudan-horrific-violations-and-abuses-fighting-spreads-report

[48] http://web.acjps.org/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B7/#:~:text=%D9%8A%D8%B4%D9%87%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%20%D9%85%D9%86%D8%B0%20%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA%20%D8%B6%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%B7%D8%A9,%D8%A5%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA%20%D8%AC%D8%B3%D9%8A%D9%85%D8%A9%20%D8%B6%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%8C%20%D8%A8%D9%85%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B0%D9%84%D9%83%20%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF%D9%87%D9%85

[49] https://www.sudanindependent.com/news/politics/2024/09/30/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9—-%D8%A3%D8%B3%D8%B1-1200-%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%A8%D8%B9%D8%B6%D9%87%D9%85-%D8%AA%D9%85-%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%8A%D8%AF%D9%87%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9

[50] https://www.alrakoba.net/31949207/%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%B5%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%84%D8%A7/

[51] https://www.sudanindependent.com/news/politics/2024/09/30/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9—-%D8%A3%D8%B3%D8%B1-1200-%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%A8%D8%B9%D8%B6%D9%87%D9%85-%D8%AA%D9%85-%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%8A%D8%AF%D9%87%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9

[52] https://www.bing.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9+183+%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9+%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86+%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%85%D8%A9+%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85+2000&cvid=722c6f7ba6074250a20205db466b3a49&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUyBggAEEUYOdIBCDYzNDJqMGo0qAIIsAIB&FORM=ANAB01&PC=EDGEDSE

[53] https://www.mohamah.net/law/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5-%D9%88-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3

[54] https://www.bing.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+1991&cvid=f2fe05002f564bb6980d3d4daa3b35e3&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUyBggAEEUYOTIGCAEQABhAMgYIAhAAGEAyBggDEAAYQDIGCAQQABhAMgYIBRAAGEAyBggGEAAYQDIGCAcQABhAMgYICBAAGEDSAQg5ODI1ajBqNKgCCLACAQ&FORM=ANAB01&PC=EDGEDSE

[55] https://www.bing.com/search?q=%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9++1997%D9%88+&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=&sc=0-0&sk=&cvid=731BEE5B470F4588955724B2CE51F332&ghsh=0&ghacc=0&ghpl=

[56] https://www.scribd.com/document/392912462/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A8%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-6-2-2 https://www.mohamah.net/law/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5-%D9%88-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%88-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9/007

[57] https://www.mohamah.net/law/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5-%D9%88-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%88-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9/

[58] https://www.bing.com/search?q=%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+2010%D9%88&cvid=395ae201186c405db84bfddac04a47b0&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUyBggAEEUYOTIGCAEQABhAMgYIAhAAGEDSAQg0MzU2ajBqNKgCCLACAQ&FORM=ANAB01&PC=EDGEDSE

[59] https://www.bing.com/search?q=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+2020&cvid=863235ae91474715914bf153faf4804e&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUyBggAEEUYOTIGCAEQRRg70gEJMTAyNDJqMGo5qAIGsAIB&FORM=ANAB01&PC=EDGEDSE

[60] https://www.bing.com/search?q=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+1990&cvid=d4ca1418113d4174868b923f963a159a&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUyBggAEEUYOTIGCAEQABhAMgYIAhAAGEAyBggDEAAYQDIGCAQQABhAMgYIBRAAGEAyBggGEAAYQDIGCAcQABhAMgYICBAAGEDSAQg5NzA5ajBqOagCCLACAQ&FORM=ANAB01&PC=EDGEDSE

[61] https://www.mohamah.net/law/%d9%86%d8%b5%d9%88%d8%b5-%d9%88-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%af-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%88/ https://www.bing.com/search?q=+%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%89+%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+2001++&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=&sc=0-0&sk=&cvid=2B0C6053C61E43A395AA45162E2667D0&ghsh=0&ghacc=0&ghpl=

[62]

[63] https://www.bing.com/search?q=+%D9%88%D8%AA%D9%81%D8%B9%D9%8A%D9%84+%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0+%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9+%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%8A%D8%B2+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+1960+&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=+%D9%88%D8%AA%D9%81%D8%B9%D9%8A%D9%84+%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0+%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9+%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%8A%D8%B2+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85+%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9+1960+&sc=1-63&sk=&cvid=E2A97BA21D11424E8813A4D707DE9B64&ghsh=0&ghacc=0&ghpl=

[64] https://www.bing.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9+%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84&cvid=6edb7333364d425bb6fe31d4aa40b419&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUqBggBEAAYQDIGCAAQRRg5MgYIARAAGEAyBggCEAAYQNIBCTIyMTUwajBqNKgCALACAA&FORM=ANAB01&PC=EDGEDSE

[65] https://www.bing.com/search?q=%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A+%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84+&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A+%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84

[66] https://childrenandarmedconflict.un.org/ar/2016/04/sudan-signs-action-plan/#:~:text=%D9%88%D8%AA%D8%B4%D9%85%D9%84%20%D8%AE%D8%B7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%20%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2,%D9%85%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B1%D8%B5%D8%AF%20%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0%20%D9%87%D8%B0%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A9

[67] https://www.bing.com/search?q=+%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1+%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+2427+%282018%29++&qs=n&form=QBRE&sp=-1&lq=0&pq=+%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1+%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+2427+%282018%29++&sc=10-30&sk=&cvid=DFFE82B54930472FA6268947C3B22767&ghsh=0&ghacc=0&ghpl=