البرهان: قوى سياسية تريد العودة للسلطة قبل إنهاء تمرد قوات الدعم السريع
بورتسودان 3 أكتوبر 2024 – قال رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، إن هناك قوى سياسية – لم يحددها – تريد العودة للسلطة قبل رجوع المواطنين إلى منازلهم ومناطقهم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
والتقى البرهان في بورتسودان، الخميس، بوفد من مجلس السلم والأمن الأفريقي برئاسة السفير المصري لدى إثيوبيا محمد جاد، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس الشهر الجاري.
وقال البرهان، وفقًا لبيان صادر عن مجلس السيادة تلقته “سودان تربيون”، إن “هناك قوى سياسية تريد أن تعود للحكم بأي طريقة، قبل أن يعود المواطنين لمنازلهم ومناطقهم المحتلة بواسطة المليشيا المتمردة”.
ودافع البرهان عن الإجراءات التي اتخذها في 25 أكتوبر 2021، معتبرا وصف الاتحاد الأفريقي لها بالانقلاب غير دقيق ويتناقض مع الحقائق.
وشدد على أن ما يتعرض له السودان يمثل استعماراً جديدًا، مبينًا أن تجاهل الاتحاد الأفريقي للأزمة التي يعيشها الشعب السوداني يرجع إلى عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة.
وأوضح البرهان أن البلاد “محتلة من قبل مليشيا متمردة بمشاركة مرتزقة أجانب ومساعدة دول معروفة للجميع”.
وأشار إلى “أن المليشيا هاجمت مدنًا آمنة وانتهكت خصوصيات المواطنين ونهبت ممتلكاتهم واغتصبت النساء، فيما كان العالم شاهدًا على ذلك ولم يحرك ساكنًا”.
وشدد البرهان على رفضه أن يكون السودان تحت سيطرة جهات أجنبية تستخدم المليشيات في حربها ضد البلاد.
من جانبه، قال السفير محمد جاد رئيس الوفد في تصريح صحفي، إن هذه هي الزيارة الأولى لمجلس السلم والأمن للسودان منذ عدة سنوات.
وأشار إلى أن مصر حرصت منذ بداية رئاستها للمجلس في أبريل الماضي على القيام بهذه الزيارة.
وقال إن التوضيحات التي قدمها رئيس مجلس السيادة لوفد مجلس السلم والأمن الأفريقي ساعدت في فهم أبعاد الأزمة السودانية، حيث أكد الوفد دعمه للسودان حتى يتحقق السلام في البلاد.
وأوضح أن مصر حريصة دائما على ضرورة خروج السودان من هذه الأزمة بسلام.
وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى ضرورة تهيئة البيئة اللازمة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الأفريقي.
وأضاف: “لا يمكن للسودان أن يمر بمثل هذه الأزمة وعضويته في الاتحاد الأفريقي مجمدة”.
وأكد جاد أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيسعى إلى ترسيخ السلام في السودان ووقف إطلاق النار ودعم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.
من جانبه، قال سفير السودان لدى إثيوبيا الزين إبراهيم، إن زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي مهمة لأنها الأولى منذ عام 2015، وتشير إلى اتصال إيجابي جديد بين الاتحاد الأفريقي والسودان بعد تعليق عضويته في 26 أكتوبر 2021، عقب إجراءات تصحيحية لحل الشراكة مع المكون المدني- وفق تصريح مجلس السيادة.
وأشار إلى أن الوفد عقد لقاءات مهمة مع عدد من المسؤولين بالدولة، مما أتاح فرصة للتعرف على الوضع العام في السودان ومكَّن الوفد من اكتساب معلومات حول حقيقة الأزمة.
وأوضح الزين أن الوفد ضم مفوض السلم والأمن والشئون السياسية وممثل الاتحاد الأفريقي لدى السودان السفير محمد بلعيش، مشددًا على أن هذه الزيارة ستشكل خارطة طريق لإعادة ارتباط السودان بالاتحاد الأفريقي.
تحفظ على المواقف
وقال عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، خلال لقاءه مجلس السلم والأمن الأفريقي، إن السودان حريص على إحلال السلام والانفتاح على المبادرات التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار وفرض سيادة الدولة وحفظ كرامة السودانيين.
وأبدى جابر تحفظًا على المواقف السالبة وغياب صوت العديد من الدول الأفريقية وعدم إدانة انتهاكات قوات الدعم السريع والدول التي تدعمها وتساندها، مما أسهم في إطالة أمد الحرب.
وشدد على أن السودان ليس به مجاعة، حيث “أن ما يحدث سياسة تنتهجها بعض الدول لتمرير أجندتها للتدخل في الشأن السوداني بما يخدم مصالحها”.
وتقول الأمم المتحدة إن 25.6 مليون سوداني يعانون من الجوع الشديد، وسط مخاوف من وقوع مجاعة في 13 بؤرة جرى بعد تأكيد حدوثها في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور.