انهيار المشاورات بين السودان والولايات المتحدة حول قيام محادثات جنيف
جدة، 11 أغسطس 2024 – فشلت المشاورات التي عُقدت في جدة بين الحكومة السودانية والمسؤولين الأمريكيين في التوصل إلى تفاهمات تمهد للمحادثات المقبلة في جنيف، والمقرر عقدها في 14 أغسطس.
وأعلن مجلس السيادة السوداني يوم الجمعة الماضي عن إرسال وفد إلى جدة للتشاور مع الحكومة الأمريكية بشأن دعوتها لحضور مفاوضات جنيف مع قوات الدعم السريع.
وفي منشور على صفحته على فيسبوك، كشف رئيس وفد الحكومة، وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، عن انتهاء المشاورات دون التوصل إلى اتفاق حول مشاركة الحكومة في المفاوضات المزمعة في جنيف.
وأوضح أبو نمو أنهم سيرفعون توصية بعدم المشاركة إلى الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، مشيرًا إلى أن الوفد الأمريكي يرفض اعتبار الوفد المفاوض إلى جنيف ممثلًا الحكومة السودانية بجميع مكوناتها وتصر على أنه يمثل الجيش فقط. واضاف ان هناك نقاط خلاف اخرى لم يتطرق لها.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر عسكرية لـ”سودان تربيون” أن المسؤولين الأمريكيين لم يقدموا الاستجابة المطلوبة للمطالب التي طرحها وفد الحكومة، والتي تضمنت تنفيذ اتفاق جدة الموقع في 11 مايو 2023، بالإضافة إلى رفض تمثيل أفراد غير عسكريين في المحادثات المقترحة مع قوات الدعم السريع.
وأكدت مصادر خاصة لـ”سودان تربيون” أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رفض في وقت سابق، خلال محادثة مع البرهان، إرسال وفد مدني سوداني لمناقشة ترتيبات المحادثات، لكن تدخلات المبعوث الخاص توم بيرييلو نجحت في تقريب وجهات النظر وإرسال الوفد.
وقال مصدر عسكري، طلب عدم ذكر اسمه، لـ”سودان تربيون” إن المحادثات ناقشت تنفيذ اتفاق جدة ومستوى التمثيل في المحادثات، وطلب وفد الحكومة تنفيذ الاتفاق قبل الشروع في أي ترتيبات مع قوات الدعم السريع.
وأكد مصدر أخر قريب من المشاورات أن الجانب الأمريكي رفض تلك الطلبات، وأن المشاورات، بحسب رسالة من وزير الخارجية الأمريكي إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، تهدف إلى تحديد موقف الجيش السوداني من المشاركة، بالإضافة إلى مستوى التمثيل الذي سيقدمه هو وأعضاء الوفد، وملاحظاته بشأن الدول المراقبة للمحادثات.
وشدد المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرييلو، في رد لـ”سودان تربيون” خلال لقاء صحفي في وقت سابق، أن الدعوة للتفاوض في جنيف وجهت للبرهان بصفته القائد العام للقوات المسلحة وكذلك قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الدعوة ذهبت لقيادات عسكرية من الجانبين.
وأفاد المصدر بأن الوفد الأميركي أبلغ وفد الحكومة أن كل الاتصالات المتعلقة بمحادثات جنيف موجهة إلى قائد القوات المسلحة السودانية، باعتبارها محادثات عسكرية فنية لتحقيق وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بمساهمة ومساعدة أطراف فاعلة داخل السودان وخارجه.
وفي سياق متصل، أكد مسؤول دبلوماسي لـ«سودان تربيون» أن الحكومة غير متفائلة بالمحادثات، لكنها تستكشف الطريق ووافقت على مشاورات أولية مع الحكومة الأميركية، متوقعاً عودة الوفد لبورتسودان اليوم الأحد، وأن يكون هناك تواصل على مستوى أعلى بين قيادة الجيش والإدارة الأميركية خلال اليومين المقبلين لسد الفجوات التي ظهرت خلال المشاورات الأخيرة في جدة.
وقالت مصادر حكومية لـ«سودان تربيون» قبل انطلاق المشاورات الجمعة الماضي إن من بين أولويات مناقشات الوفد الأميركي مصير اتفاق جدة وتنفيذه، والذي قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المحادثات سترتكز عليه.
ومن جانبها وابلغت قوات الدعم السريع، الأسبوع الفائت، الخارجية الأمريكية، رسميا بمشاركة وفدها المفاوض سابقا في محادثات جدة دون تغيير.
وقال مسؤول في إعلام الدعم السريع لـ”سودان تربيون” إن وفدهم جاهز للذهاب الي جنيف للانخراط في محادثات بناءة وجادة مع الجيش السوداني لوقف الحرب.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد قدمت دعوة إلى الجيش وقوات الدعم السريع لمفاوضات جديدة في 14 أغسطس المقبل بسويسرا، على أن تكون السعودية مستضيفا مشاركا، تحت رقابة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإمارات ومصر.
يذكر أن وزارة الخارجية السودانية كانت قد دفعت في أواخر يوليو الماضي بحزمة اشتراطات جديدة إلى نظيرتها الأميركية بشأن مباحثات جنيف، بينها ضرورة التشاور المسبق حيال أجندة وأطراف التفاوض.