تحديث: ارتفاع عدد ضحايا هجمات الدعم السريع على قرى الجزيرة إلى 22 قتيلاً
ود مدني 1 أغسطس 2024 -قالت كيانات مدنية إن قوات الدعم السريع قتلت أكثر من 20 مدنيا في هجمات هدفها النهب نفذتها على قريتين بولاية الجزيرة في أواسط السودان خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وأكد تعميم صحفي للجان مقاومة ود مدني ومؤتمر الجزيرة إن عناصر من الدعم السريع اقتحمت بارتال عسكرية قرية العبدناب شمال مدينة المناقل غربي الولاية بهدف النهب والسلب ما دفع الأهالي للتصدي لهم بالأسلحة البيضاء، وأفاد التعميم بسقوط 12 قتيلا من سكان القرية.
بدورها، أفادت لجان مقاومة الحصاحيصا بولاية الجزيرة إن قوة من الدعم السريع اغتالت شابا بقرية أبو فروع خلال عمليات نهب بالقرية أمس الأربعاء.
وقال بيان أصدرته مبادرة مؤتمر الجزيرة اطلعت عليه “سودان تربيون” إن “نحو 11 شخص قتلوا في مجزرة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في قرية ود العشا ريفي المدينة عرب التابعة لمحلية المناقل”.
وأفاد بأنه وفقًا لشهود عيان فإن قوة من الدعم السريع هاجمت القرية وبشكل مفاجئ، واطلقت النار بصورة عشوائية على المدنيين العزل مما أسفر عن سقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى من بينهم نساء وأطفال وكبار سن.
وتحدث مؤتمر الجزيرة عن إصابات خطيرة وسط سكان “ود العشا” علاوة على جروح متفاوتة وسط أكثر من 20 من الأهالي.
ومنذ فبراير الماضي عمدت الدعم السريع، بعد سيطرتها على الجزء الأكبر من ولاية الجزيرة أواخر العام السابق، الى مداهمة قرى الولاية مرتكبة بحق سكانها العزل أفظع الجرائم التي تشمل القتل والإختطاف والتهجير القسري ونهب الممتلكات بما في ذلك المحاصيل والأثاث المنزلي والحلى الذهبية.
وفي الخامس من يونيو الماضي قتل أكثر من 100 من أهالي قرية ود النورة التابعة لمحلية 24 القرشي بولاية الجزيرة اثر اقتحام قوات الدعم السريع للبلدة.
وأثارت الحادثة ردود أفعال غاضبة وإدانات من قوى سياسية وحركات مسلحة وأجسام مهنية ونقابية فضلا عن إدانات دولية ونادت بإجراء تحقيق وتقديم الجناة للمحاكمة.
انتهاكات الجزيرة
إلى ذلك قال تقرير أصدره المرصد السوداني لحقوق الإنسان أنه وثق لانتهاكات خطيرة ارتكبتها أطراف النزاع العسكري بولاية الجزيرة.
وأوضح المرصد في تقرير نشره الأربعاء، أن الانتهاكات التي ارتكبها الطرفان تشمل القتل خارج نطاق القانون والاعتقالات التعسفية والتعذيب.
ونوه الى أن قوات الدعم السريع قامت بعمليات اغتصاب، إضافة إلى النهب الممنهج للممتلكات العامة والخاصة.
وأكد التقرير أن قوات الدعم السريع ارتكبت العديد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، منها استهداف المدنيين والأعيان المدنية والتهجير القسري للمدنيين.
وأشار إلى أنه وثق الهجوم على مدينة ود مدني ونهب مخزونات الإغاثة والمنشآت التجارية والصناعية.
ووثق التقرير وقوع 154 هجوماً شنته قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في الفترة من أبريل 2023 ومارس 2024، أسفر عن مقتل 248 شخصاً وإصابة 347 آخرين.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة ود مدني وقتلت المدنيين واعتقلتهم تعسفياً ونهبت الممتلكات.
وأشار إلى أن الهجوم العنيف والنهب الممنهج من قوات الدعم السريع تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان ولاية الجزيرة إلى مناطق أخرى داخل السودان وخارجه.
وأوضح التقرير إلى أن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا من مدينة ود مدني والمناطق المحيطة بها بحلول 30 ديسمبر 2023، فيما نزحت آلاف الأسر من مختلف مناطق الجزيرة التي استباحتها قوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة.
وأفاد التقرير بأن قوات الدعم السريع حولت مباني مصنع سوار بمدينة الحصاحيصا إلى مركز لاحتجاز وتعذيب المدنيين واعتقلت العشرات من الأشخاص في ظروف سيئة، وتعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع المعلومات.
وتحدث التقرير عن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المسلحة والتي تمثلت في القصف العشوائي الذي طال المناطق المأهولة بالسكان مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
كما أشار التقرير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بزرع الألغام في بعض المناطق الريفية في الجزيرة، مما عرض حياة المدنيين للخطر وتعقيد جهود الإغاثة الإنسانية.
ونوه الى أن الجيش نفذ حملة إعتقالات طالت بعض السياسيين من بينهم رئيس حزب المؤتمر السوداني بمحلية 24 القرشي صلاح الدين الطيب الذي قتل تحت التعذيب في معتقلات القوات المسلحة.