شهود: قوات الدعم السريع اعادت الانتشار بكثافة في الخرطوم بحري
بحري، 20 يوليو 2024- كشفت مصادر متعددة لـ”سودان تربيون” أن قوات الدعم السريع لم تنسحب من مدينة بحري، التي تُصنف كضلع ثالث للعاصمة الخرطوم، كما تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
تنتشر قوات الدعم السريع في المدينة بشكل كثيف، حيث تسيطر عليها بشكل شبه كامل، باستثناء بعض المواقع العسكرية التابعة للجيش السوداني، الذي يسيطر بدوره على مقر سلاح الإشارة وقاعدة حطاب في شرق النيل وسلاح الأسلحة بالكدرو.
ونفذت قوات الدعم السريع أكثر من 30 موجة هجومية على سلاح الإشارة، وحاولت أكثر من مرة اقتحام قاعدة حطاب، كما توالي الهجمات على سلاح الأسلحة في منطقة الكدرو شمال المدينة.
وكان مصدر عسكري مطلع قال لـ”سودان تربيون” الأسبوع قبل الماضي، إن قوات الدعم السريع انسحبت من بحري باتجاه ولاية سنار، بحسب رصد أجهزة الجيش.
لكن مصادر متطابقة وشهود عيان أكدوا أن القوات لم تنسحب أو تزيل ارتكازاتها العديدة في المدينة.
ونوهت مصادر تقطن بالقرب من شوارع رئيسية في بحري إلى استمرار تحركات قوات الدعم السريع، وتغيير بعض مواقع التمركز بين منطقة وأخرى دون تغيير موقع الارتكازات الرئيسية.
كما افاد سكان بأحياء بحري القديمة أن عدداً من القوات تحركت الأسبوع الماضي بنحو 50 سيارة بكامل تجهيزاتها وتغيبت لمدة 3 أيام ثم عادت مرة أخرى إلى مرابطها بشارع الزعيم الأزهري.
وأكدوا وجود قوات عالية التجهيز تتجه بشكل مستمر نحو سلاح الإشارة وتتجه جنوباً في عدة مناسبات إلى السوق المركزي في شمبات، ثم تتجه إلى شارع “مور” وبالقرب من جسر الحلفايا.
ويرجح مصدر مطلع أن تكون هذه القوات ليست من تلك المنوط بها الوجود في الارتكازات، مرجحا انها قوات قتالية خاصة لأنها تتحرك وفق أصوات التدوين المدفعي أو الطلقات العالية، كما أنها تتحرك في مجموعات دون مرافقة الدراجات النارية.
دعاية مضللة
وأكد شهود عيان انتشار قوات الدعم السريع في أحياء بحري القديمة: الصبابي، الدناقلة، حلة حمد، حلة خوجلي، الديوم، المزاد، الشعبية، الصافية، شمبات الحلة، الأراضي، والحلفايا.
شدد على أن انسحاب قوات الدعم السريع غير صحيح ووصفه بالدعاية المضللة.
وأضاف: “بالمنطق البسيط كنا خرجنا وشاهدنا الناس جميعاً واحتفلوا بخلو المدينة من القوات العسكرية وإنهاء الحرب”.
وأكد أن حركة المواطنين لا تزال مقيدة ومحسوبة، حيث تسمح الارتكازات بحركة محدودة للمواطنين تحت رقابة الجنود أو الذين يتم إرسالهم لإحضار الماء والغذاء من مختلف “التكايا” – مطابخ الطعام الطوعية-.
وأكدت مصادر مختلفة في عدد من أحياء بحري، تحدثت لـ “سودان تربيون”، استمرار تواجد عناصر الدعم السريع، مشيرة إلى أن حركة القوات تتراجع بشكل كبير مقارنة بالحركة الكثيفة لوحدة الشرطة العسكرية تستمر لبعض الوقت.
تدهور مستمر
من ناحية أخرى، قال مواطنون في شمال الخرطوم بحري لـ “سودان تربيون” إن الأوضاع الحالية تشهد تدهورًا مستمرًا مع تواصل
وأشاروا إلى النقص الحاد في الغذاء الذي يواجه السكان، بالإضافة إلى نقص الدواء والمياه، حيث يعتمد السكان على مياه النيل في الشرب بشكل مباشر برغم تلوثها.
ويواجه سكان شمال بحري ظروفًا قاسية بسبب نقص الغذاء والدواء، ويتم نقل المرضى إلى الجزيرة اسلانج عبر القوارب، كما يتعرضون بشكل مستمر لخطر تساقط القذائف داخل الأحياء.
حشود كبيرة
وفي أنحاء “الحاج يوسف وشرق النيل”- شرق العاصمة- أكدت مصادر هناك لـ”سودان تربيون” أن الدعم السريع لم تنسحب وتتحرك بشكل طبيعي، مع تجمعها بأعداد كبيرة في مناطق مختلفة يتم تغييرها مرة أو مرتين خلال الأسبوع.
وأفادت أن القوات تتحرك أحيانًا لمهاجمة قاعدة حطاب التابعة للجيش، كما أنها تتحرك بشكل مستمر في الشارع المؤدي إلى مصفاة الجيلي، وتحدث مناوشات متعددة بين القوات المتواجدة في القاعدة والدعم السريع.
وأشارت الى تمركزات مستمرة في العديد من أحياء شرق النيل، تزايدت بعد الحديث عن انسحاب القوات من المنطقة، حيث أقيمت ارتكازات جديدة على مساحات واسعة في الشوارع الرئيسية.
وتتواجد أكبر الارتكازات في الجريف محطة 13 وقرب محلية شرق النيل وعلى مداخل شوارع العيلفون وفي الحاج يوسف “شارع الردمية وشارع واحد”، كما تنتشر قوات كبيرة في المزارع المختلفة بالمنطقة – بحسب ما قالت المصادر.
وقال بعض الناشطين إن هناك غرفًا مخصصة لنقل شائعات حول تقدم القتال وانسحاب قوات الدعم السريع المنتشرة في بحري، حيث تحرص هذه الغرف على متابعة صفحاتها في محاولة لتشويه الحقائق التي تنشرها عن المناطق.
وأوضح الناشط “أ-ح” الذي يعمل في “التكايا” ببحري، إن هناك هجوم مستمر وتخوين للناشطين ومحاولة لتشويه الحقائق حول تواجد الدعم السريع في بحري، مؤكدًا أن هذه القوات موجودة كما هي وربما زاد عددها.
وذكر أن هذه الغرف التابعة للإسلاميين – بحسب قوله، تنشر خطاب الكراهية والعنصرية والفتنة، وتفبرك روايات عن تراجع وانخفاض أعداد هذه القوات وانسحابها، وهو ما يدحضها الواقع.
وجزم بأن الوضع كما هو ولم يطرأ أي تغيير خلال الفترة الماضية. بل تزايدت الهجمات والاعتقال والتفتيش على المواطنين، وفي بعض الحالات يأتي جنود الدعم السريع للحصول على الطعام من التكايا.
وأكد وجود الارتكازات التي أقامتها قوات الدعم السريع في الأحياء كما يتوزع جنود في المنازل، مع استمرار حملات التفتيش والاعتقال.
وكشف أن عمليات التجنيد تتم بشكل مستمر، حيث تقود هذه القوات حملات التجنيد الإجباري أو العمل القسري في صيانة السيارات أو الكهرباء أو غيرها من الأعمال.
وأشار إلى أن موضوع الانسحاب ليس حقيقيًا أو سهلاً كما يشاع ولا يوجد أي انسحاب خاصة مع انقطاع الإنترنت، وهو ما كان سيكشف حقيقة الأمر.
ومنذ اندلاع القتال منتصف أبريل العام الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة بحري، حيث تتحكم في مداخل الجسور التي تربط بحري بالخرطوم، وكذلك الجسور التي تربط بحري وأم درمان.