مبادرة لإعادة سكان بابنوسة لسوء الأوضاع في مخيمات الإيواء
بابنوسة 15 يوليو 2024 – يعتزم ناشطون ومتطوعون في غرف الطوارئ إطلاق مبادرة تهدف إلى عودة المواطنين إلى مدينة بابنوسة، التي تحتضن رئاسة الجيش بولاية غرب كردفان، بعد سبعة أشهر من المواجهات العسكرية الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبدأت قوات الدعم السريع في يناير الماضي عملية عسكرية واسعة تهدف للسيطرة على قيادة الفرقة 22 مشاة في بابنوسة، حيث خاضت معارك ضارية ضد القوات المسلحة، لكن دون جدوى في ظل استماتة الجيش في الدفاع عن قيادته.
واجبرت المعارك في بابنوسة ما يزيد عن 50 ألف شخص على الفرار إلى القرى والمدن المجاورة، حيث يعيشون في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد نتيجة لانعدام المعونات الإنسانية وتوقف مصادر الدخل.
وقال مطلق مبادرة عودة سكان بابنوسة، سليمان محمد سليمان، وهو ناشط في العمل الطوعي، لـ “سودان تربيون”: “إن فكرة عودة سكان بابنوسة نبعت من صعوبات الوضع الإنساني الذي يعاني منه سكان المنطقة المتواجدين في مراكز الإيواء المؤقتة”.
وأشار إلى أن سكان البلدة يعيشون في نحو 12 مركز إيواء مؤقت منتشر في مناطق “المجلد، أم جاك، القنطور، الفولة، الأضية” وغيرها، ووصف ظروفهم المعيشية بالحرجة لغياب المنظمات الدولية الناشطة في العمل الإنساني.
واقترحت المبادرة نحو خمس مراحل لعودة سكان بابنوسة: الأولى هي طرح الفكرة على سكان المدينة، بالإضافة إلى تشكيل جسم يضم أبناء بابنوسة وتكوين مجلس استشاري وآخر للأمناء يضم جزءاً من الإدارات الأهلية وأبناء المنطقة في المهجر.
ونصت المبادرة على التواصل مع أطراف النزاع لإبلاغهم بأن رغبة أهل المنطقة هي العيش في سلام وأمان وحرية داخل منازلهم، وحددت منطقة آمنة خارج المدينة ينقل إليها السكان في الأيام الأولى لبدء العودة، مع السعي بالتعاون مع المنظمات والجهات الخيرية لتوفير المواد الغذائية والصحية ومياه الشرب، وتأسيس سوق مؤقت يوفر احتياجات المواطنين، خاصة المزارعين والرعاة. وتلي ذلك حملة لإعادة الإعمار وإزالة مخلفات الحرب.
الجيش يمشط الأحياء
إلى ذلك، أبلغت مصادر عسكرية “سودان تربيون” أن الجيش السوداني واصل انفتاحه على أحياء مدينة بابنوسة، حيث انتشر نهاية الأسبوع المنصرم في أحياء “السكة حديد، المصنع، البوستة” وغيرها، مع تعزيز الدفاعات حول قيادة الفرقة، علاوة على اللواء 89 مشاة، والذي سبق أن سيطرت عليه قوات الدعم السريع.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ما زالوا ينتشرون بكثافة في الجزء الغربي والجنوبي والشرقي من مدينة بابنوسة، ويقيمون ارتكازات ضخمة تعيق حركة المدنيين.
وتسببت المعارك البرية والقصف المدفعي بين الطرفين، بجانب الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي، في دمار هائل طال البنى التحتية، وشمل ذلك مصادر المياه، ومنازل المواطنين، وعدداً من المؤسسات الخدمية.