الجيش يتصدى لهجوم من الدعم السريع على سنار ونزوح لآلاف المدنيين
سنار 11 يوليو 2024 – قالت مصادر عسكرية لسودان تربيون إن الجيش تصدى لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع، الخميس،على مدينة سنار، التي تقع على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم، في محاولة لبسط سيطرتها على آخر المدن في ولاية سنار.
ودارت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غربي سنار في جبل مُوية. وحسب مصادر ميدانية لسودان تربيون، فإن قوات الدعم السريع هاجمت سنار من عدة محاور صباح الخميس.
وأوضحت ذات المصادر أن الهجوم على مدينة سنار، الواقعة شمالي عاصمة الولاية سنجة بحوالي 70 كيلومترًا، تم من المحورين الجنوبي والغربي للمدينة. وأشارت إلى أن الجيش تمكن من صد الهجوم وتدمير عدد من الآليات العسكرية، كما غنم سبع سيارات قتالية ودمر تسع عربات أخرى.
في الأثناء، وجه سلاح الجو التابع للجيش السوداني ضربات جوية لتجمعات الدعم السريع بمنطقة جبل موية غربي سنار. بعد أن تحولت المنطقة الرابطة بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض إلى نقطة انطلاق لهجمات الدعم السريع الساعية لإكمال سيطرتها على ولاية سنار.
وتصاعدت العمليات العسكرية في ولاية سنار منذ 24 يونيو المنصرم، عندما هاجمت الدعم السريع مواقع الجيش في مناطق جبل موية وتمكنت من السيطرة على الموقع الاستراتيجي الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وفي 29 من ذات الشهر، التفت قوات الدعم السريع على الجيش في سنار المدينة وتوغلت لعمق أكثر من 60 كيلومترًا عبر الطرق الترابية الوعرة لتسيطر على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، وتستحوذ على قيادة الفرقة 17 مشاة، رئاسة الجيش في الولاية، وهو ما أتاح للقوات التمدد شرقًا وغربًا وجنوبًا لتسيطر على الدندر والسوكي وأبو حجار وود النيل ومناطق الدالي والمزموم.
ونقل شهود عيان لسودان تربيون إنه في وقت مبكر من صباح اليوم، هاجمت قوات الدعم السريع مدينة سنار بعنف عبر محورين: الأول عن طريق الجنوب مع الطريق الرابط مع سنجة، والثاني من الاتجاه الغربي للمدينة حيث جسر العرب.
وقال تجمع شباب سنار – جسم طوعي – إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في جسر بلدة مايرنو المتاخمة لسنار، علاوة على قرية “البير” نحو سبعة كيلومترات جنوب غرب سنار. وأشار التجمع كذلك إلى اندلاع مواجهات دامية بين الطرفين بالقرب من جسر العرب، وتحدث عن استخدام الطرفين للأسلحة الثقيلة.
إلى ذلك، أبلغت مصادر عسكرية سودان تربيون بشن الطيران الحربي غارات جوية مكثفة على تجمعات لقوات الدعم السريع في منطقة “جبل موية” علاوة على تمركزات أخرى في الجزء الشمالي لمدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.
ونشرت منصات تابعة للجيش السوداني مقاطع مصورة أظهرت تدمير آليات حربية تابعة لقوات الدعم السريع علاوة على استلام أخرى، وقال متحدث من قوات العمل الخاص التابعة للجيش إن القوات المسلحة تمكنت من استلام أربعة مدافع ثنائية وثلاثة مدافع دوشكا بجانب تدمير تسع مركبات عسكرية بشكل كامل، وأشار إلى أنهم أجبروا قوات الدعم السريع على التراجع.
في الأثناء، قال ناشطون في الولاية إن اندلاع المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الجزء الغربي والجنوبي لسنار تسبب في موجات نزوح جديدة لسكان قرى “النورانية، البير، جودة، العزازة خرصان”، إلى جانب نزوح سكان بلدة “مايرنو”.
ومنذ خواتيم الشهر الفائت، فر أغلب سكان ولاية سنار بعد انتقال المواجهات إلى المنطقة، حيث استقبلت القضارف وحدها ما يزيد عن 100 ألف شخص، بالإضافة إلى نازحين فروا إلى إقليم النيل الأزرق الواقع في أقصى جنوب السودان.