«حميدتي» يصدر قراراً مفاجئاً بعزل مستشاره السياسي يوسف عزت
الخرطوم 10 يوليو 2024- على نحو مفاجئ، أصدر قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو،”حميدتي”، الأربعاء، قراراً بعزل مستشاره السياسي يوسف إبراهيم عزت.
ووجه حميدتي الجهات ذات الصلة باتخاذ ما يلزم لتنفيذ القرار “الذي يأتي في إطار الترتيبات الداخلية الروتينية”، وفقاً لبيان أصدره المتحدث باسم الدعم السريع.
ويربط مراقبون بين قرار الإقالة وتصريح عزت عن غياب الحركة الإسلامية عن مؤتمر القاهرة للقوى السياسية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه لم يكن مبرراً. وقال عزت في منشور على منصة “أكس” إن قبول الواجهات كان يستدعي قبول الأصل.
وأضاف ” اعتقد نتيجة القاهرة تشير إلى امكانية تصميم عملية سياسية على مشاركة الجميع في الوصول لاتفاق شامل بين السودانيين يخاطب الأزمة وجذورها والاتفاق على الحلول التي تؤسس للدولة وشكل الحكم فيها وحقوق المواطنة وحل كافة القضايا”.
وعمل عزت مستشاراً سياسياً لحميدتي منذ بداية عام 2021، حيث كان الرجل حينها نائباً رئيس مجلس السيادة وأصبح عزت المتحدث الأول باسم الدعم السريع عقب اندلاع القتال مع الجيش السوداني منتصف أبريل 2023.
وفي أبريل الماضي، نظمت قوات الدعم السريع ورشة في أوغندا لهيكلة العمل المدني والسياسي، تقرر فيها تولي القائد الثاني للدعم السريع عبد الرحيم دقلو مهام مجلس التنسيق المدني لقوات الدعم السريع.
وبعد وقت وجيز من قرار اقالته قال يوسف عزت في بيان إنه طلب من حميدتي إعفاءه نتيجة للترتيبات الداخلية الجديدة التي نقلت مهامه للقائد الثاني عبد الرحيم دقلو.
وأضاف “بما أنني شخص مدني وأعمل من موقع لا أخضع فيه للأوامر العسكرية أو جزء من هياكل قوات الدعم السريع ولأسباب أخرى سيأتي ذكرها مستقبلاً، طلبت إعفائي لأن تكليفي مرتبط بعلاقة شخصية قبل أن تكون أسرية ربطتني بالأخ محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ أزمنة الطفولة”.
وشدد على أنه سيبذل جهده لتقديم المشورة السياسية والعمل مع المنظمات الشبابية والثورية التي تؤمن بالتغيير ولها مواقف واضحة من الثورة ومستقبل بلادنا المرتبط بالعدالة والتحول المدني الديمقراطي.
وينسب لعزت اقناعه حميدتي بتبني مفهوم ثورة الهامش ضد سيطرة المركز ومحاربة نظام 1956 وغيرها من الشعارات التي كانت تطرحها الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وعمل عزت قبل التحاقه بقوات الدعم السريع في الحركات المسلحة في دارفور التي حاربت حكومة البشير في عام 2003.
وكان ضمن قلة من شباب دارفور ذوي الأصول العربية الذين التحقوا بحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور قبل انشقاق منى مناوي.
وبعد ذلك، كان من مؤسسي جبهة القوى الثورية المتحدة التي تولى فيها منصب الأمين السياسي وشارك في عملية الدوحة للسلام في دارفور ضمن قوى التحرير والعدالة، قبل أن يختلف مع رئيس الحركة التجاني سيسي وينشق عنه.
خلال دراسته بكلية الحقوق في جامعة النيلين، كان عزت ناشطًا في منابر الطلاب الديمقراطيين وغادر بعدها إلى كندا التي يحمل جنسيتها الآن.