2000 قتيل وجريح في الفاشر منذ مايو ومطالبات للبرهان بتدمير مدافع الدعم السريع
الفاشر 23 يونيو 2024 – كشفت منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة بإقليم دارفور، الأحد، عن ارتفاع ضحايا معارك الفاشر إلى نحو 2000 قتيل وجريح منذ مايو الماضي وحتى الآن. في وقت دعا والي شمال دارفور قائد الجيش لتدمير مدافع الدعم السريع التي تقصف الفاشر.
وفرضت قوات الدعم السريع حصارًا على الفاشر قبل أن تبدأ قصفها وخوض معارك شرسة مع الجيش وحلفائه منذ 10 مايو الماضي، ما دفع الآلاف إلى الفرار من العنف.
تفاصيل الأحداث
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إنه “منذ بدء القتال في الفاشر قبل ستة أسابيع، قُتل أكثر من 260 شخصًا وأصيب أكثر من 1,630 آخرين، بينهم نساء وأطفال”.
وأشارت إلى أنها حذرت من تعرض المستشفيات للهجوم المستمر وعدم وصول المساعدات، رغم دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء القتال في الفاشر قبل 10 أيام.
واستنكرت المنظمة قصف قوات الدعم السريع، ليل الجمعة، صيدلية مستشفى النساء والتوليد “السعودي”، ما أدى إلى مقتل صيدلي أثناء عمله وشخص آخر على بُعد 200 متر من المشفى وفرد ثالث بالقرب من مقر سكن موظفي أطباء بلا حدود.
وشددت على أن المستشفى أصبح يعمل بشكل جزئي بعد تعرضه لأضرار.
وتعرض المستشفى السعودي لهجومين منذ اندلاع المعارك في 10 مايو الماضي، وذلك ضمن 8 هجمات على مستشفيات الفاشر، حيث جرى إغلاق المستشفى الجنوبي بعد تعرضه لهجوم من الدعم السريع، وقبل ذلك أُغلق مستشفى الأطفال بسبب الأضرار الناجمة عن غارة جوية.
وأصبح المستشفى السعودي الوحيد العامل في الفاشر رغم حاجته إلى الإمدادات والكوادر.
وقالت المنظمة إن القتال يمنعها من إيصال الإمدادات، محذرة من وقوع هجوم جديد على المستشفى السعودي نظرًا لاستمرار القتال قربه.
القصف العشوائي
استهدف قصف عشوائي شنته قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، مركز غسيل الكلى الذي يتعالج فيه 94 مريضًا بأمراض الكلى. وقصفت قوات الدعم السريع محيط قيادة الجيش والسوق الرئيس في الفاشر وأحياءها الغربية والشمالية.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تغريدة على منصة اكس الأحد إن قوات الدعم السريع حكمت بالإعدام على مرضى الكلى بقصفها مركز العلاج الوحيد في الاقليم، وأضاف ” فليشهد العالم بجرائم هذه المليشيا المدعومة من دولة تتمتع بعضوية الأمم المتحدة”.
في ذات السياق، قالت وزارة الصحة بإقليم دارفور في بيان صحفي إن أكثر من 2000 شخص سقطوا ما بين قتيل وجريح منذ بدء الهجوم على الفاشر في مايو الماضي، فضلاً عن نزوح قسري لآلاف المواطنين وإحراق عدد هائل من المنازل.
مناشدات للبرهان
إلى ذلك، طالب والي ولاية شمال دارفور المكلف الحافظ بخيت قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بحسم قصف قوات الدعم السريع العشوائي على أحياء الفاشر.
وقال الوالي في تصريح صحفي، الأحد، إن الجيش “بمقدوره تدمير مدافع الدعم السريع وإيقاف القصف العشوائي في الفترات الصباحية والمسائية”.
ودعا إلى ضرورة تدخل قائد الجيش لفك الحصار الذي تفرضه الدعم السريع على مدينة الفاشر، وفتح طريق “الدبة – مليط – الفاشر” من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، بعد أن أدى الحصار إلى ارتفاع أسعار السلع.
وتابع: “أغلب سكان المدينة يعيشون في العراء بسبب القصف المدفعي الممنهج والمقصود من الدعم السريع لتهجير سكانها، حيث يعيش النازحون بلا مأوى ولا غذاء وبدون خدمات إنسانية”.
وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر لإكمال قبضتها على كامل إقليم دارفور، فيما يدافع الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه عن المدينة بضراوة باعتبارها آخر معاقلهم في الإقليم الواقع غرب السودان.
إحصائيات وأضرار
من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم عبد الله خاطر، لسودان تربيون، إن عدد القتلى بلغ 405 قتلى و2282 إصابة منذ مايو الماضي وحتى اليوم.
وأكد المدير العام للوزارة تعرض مركز غسيل الكلى بالفاشر للقصف اليوم من الدعم السريع، مضيفًا “حتى الآن لم نستطع حصر الخسائر”.
وأفاد أن الوضع حتى الآن مستقر، وتابع “غدًا الإثنين موعد جلسة غسيل الكلى في المركز ولكن بعد عمل التقييم الفني سيتم معرفة ما إذا كان المركز مستعدًا لإجراء عمليات غسيل الكلى للمرضى”.
وأشار إلى أن عدد القتلى وسط الحقل الطبي وصل إلى 3، هم: ضابط الصحة ومدير إدارة التراكوما وليد فاروق نتيجة لسقوط قذيفة في منزله، ومدير إدارة التدريب المستمر بالوزارة علي طالب الدين الذي قُتل بمنزله بيد الدعم السريع، ومساعد صيدلي آمنة أحمد بخيت التي تأثرت بسقوط قذيفة في صيدلية المستشفى السعودي.