«هيومن رايتس ووتش» تحمل قادة الدعم السريع مسؤولية التطهير العرقي في الجنينة
نيويورك 9 مايو 2024 ــ حملت منظمة هيومن رايتس ووتش، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” وشقيقه عبد الرحيم وقائد قطاع غرب دارفور مسؤولية جرائم التطهير العرقي التي ارتكبت في الجنينة بولاية غرب دارفور.
ونشرت المنظمة الحقوقية، الخميس، تقريرًا بعنوان: “لن يعود المساليت إلى ديارهم، التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة”، يوثق هجمات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معه على أحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت.
وقال التقرير، الذي اطلعت عليه “سودان تربيون”، إن “استهداف إثنية المساليت والجماعات غير العربية، بهدف دفعهم إلى مغادرة المنطقة بشكل دائم يُشكل تطهيرًا عرقيًا”.
وشددت على أن السياق الخاص الذي وقعت فيه عمليات القتل الواسعة النطاق، يحتمل أن يكون لدى الدعم السريع وحلفائها نية تدمير المساليت كليًا أو جزئيًا في غرب دارفور على الأقل، ما يشير إلى حدوث إبادة جماعية أو تحدث.
وحملت المنظمة قائد قوات السريع محمد حمدان “حميدتي” وشقيقه عبد الرحيم وقائد الدعم السريع في غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بارك الله، مسؤولية قيادة القوات التي نفذت الجرائم.
وحدد التقرير حلفاء الدعم السريع الذين يتحملون مسؤولية مقاتلين ارتكبوا جرائم خطيرة، من بينهم قائد جماعة الجبهة الثالثة ــ تمازج وزعيمين قبليين عربيين.
تفاصيل مروعة
وقالت المنظمة إن هجمات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معه في الجنينة، قتلت آلاف الأشخاص، حيث اُرتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واسعة النطاق في سياق حملة تطهير عرقي ضد إثنية المساليت.
وأشارت إلى الدعم السريع اشتبكت مع قافلة عسكرية كانت تعبر الجنينة في 24 أبريل 2023، وبعدها هاجمت والجماعات المتحالفة أحياء المساليت واشتبكت مع جماعات مسلحة ذات أغلبية من المساليت تُدافع عن مناطقها.
وأضافت: “خلال الأسابيع التالية، وحتى بعد أن فقدت مجموعات المساليت المسلحة السيطرة على أحيائها، استهدفت قوات الدعم السريع والمليشيات المدنيين العزل بشكل منهجي”.
وتابعت: “بلغ العنف ذروته في مذبحة واسعة في 15 يونيو 2023، عندما أطلقت الدعم السريع وحلفائها النار على قافلة من المدنيين بطول عدة كيلومترات كانوا يحاولون الفرار بائسين برفقة مقاتلين من المساليت”.
وأفادت بأن الدعم السريع والمليشيات أطلقوا النار على النساء والأطفال والرجال الذين كانوا يركضون في الشوارع أو يحاولون السباحة إلى الضفة الأخرى كجا الهادر حيث غرق الكثير منهم.
شهادات موثقة
وقابلت هيومن رايتس ووتش 220 شخصًا في تشاد وأوغندا وكينيا وجنوب السودان، كما راجع وحلل باحثوها 120 صورة وفيديو وصورًا من الأقمار الصناعية ووثائق شاركتها منظمات إنسانية، لدعم روايات وقوع الانتهاكات الجسيمة في الجنينة.
وقالت إن الدعم السريع والمليشيات صعّدت انتهاكاتها مرة أخرى في نوفمبر 2023، حيث استهدفت السكان المساليت الذين لجأوا إلى منطقة اردمتا في الجنينة.
واردفت: “تعرضت النساء والفتيات للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي وتعرض المعتقلون للتعذيب. دمر المهاجمون بشكل منهجي البنية التحتية المدنية الحيوية واستهدفوا الأحياء والمواقع بما فيها المدارس في المجتمعات التي تتشكل غالبيتها من المساليت”.
وأشارت إلى أن المهاجمون أحرقوا الأحياء وقصفوها وهدموها كليًا، بعد إفراغها من سكانها.
وطالبت هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي لدعم التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية، لضمان حصولها على الموارد المالية اللازمة لتنفيذ ولايتها في دارفور.
وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
ونادت المنظمة الحقوقية الأمم المتحدة بنشر بعثة جديدة بشكل طارئ لحماية المدنيين المعرضين للخطر في السودان، بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش، تيرانا حسن، إن “التقاعس العالمي عن مواجهة فظائع بهذا الحجم غير مقبول. على الحكومات ضمان محاسبة المسؤولين بسبل تشمل فرض عقوبات موجهة وتعزيز التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية”.
وتابعت: “بينما يدرك مجلس الأمن الدولي والحكومات الكارثة التي تلوح في الأفق في الفاشر، ينبغي النظر إلى الفظائع الواسعة التي ارتكبت في الجنينة على أنها تذكير بالفظائع التي يمكن أن تحدث في غياب عمل منسق”.