Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

تحركات مكثفة لتوحيد المبادرات النسوية السودانية لوقف الحرب

الحرب افرزت أوضاعاً بائسة وسط الالاف من النساء في السودان

كمبالا 30 ابريل 2024- شهدت كمبالا أول اجتماع من نوعه لتوحيد المبادرات النسوية الرامية لوقف الحرب وبناء السلام، في السودان بمشاركة 30 منظمة ومبادرة.

وخلص اللقاء النسوي الذي انعقد الاربعاء 24 ابريل الجاري، الى حزمة من التوصيات على رأسها التصدي الجماعي لوقف الحرب والعمل لتحقيق السلام من خلال خطة عمل مشتركة تحت اسم مقترح – منصة المرأة السودانية لتنسيق المجموعات والمبادرات النسوية لوقف الحرب وبناء السلام في السودان-.

وحوت التوصيات التي تحصلت سودان تربيون على نسخة منها عدد من النقاط أبرزها الاستناد في عمل التنسيق بين المجموعات النسوية على القرارات الدولية والمحلية الخاصة بالمرأة، ووجوب تمثيلها في المراكز السياسية والاقتصادية والمطالبة بنسبة 50%.

وضمت التوصيات ايضا تبني التدريب وبناء قدرات الكارد النسوي بجانب الدعم اللوجستي من المانحين فضلا عن مخاطبة الدول التي شهدت الحرب للاستفادة من تجاربها ونقلها الى السودان لتلبية متطلبات مرحلة ما بعد الحرب

وذكرت التوصيات زيادة قاعدة المجموعات النسوية الى أكبر قدر من المؤسسات الوطنية والاقليمية العالمية واشراك الرجال في تلك المبادرات بالإضافة الى تكوين الية تنسيقية بين المبادرات النسوية وعدم الانتماء او التوقيع مع جهة سياسية للاحتفاظ باستقلالية العمل دون الانحياز لجهة محددة.

وشددت التوصيات على العمل الجماعي والتصدي معا للحرب وبناء السلام واعداد خطة لاحقة لتنفيذ تلك الاهداف واعادة الثقة المطلوبة بين تلك الفئات ولم شتات المبادرات النسوية وتوحيد الهدف مع مراعاة استقلالية تلك الكيانات

وقالت الناشطة السياسية نعمات كوكو لسودان تربيون ان اجتماع كمبالا رصد قرابة 30 مبادرة نسوية بغرض تكوين منصة موحدة للتصدي للحرب واصفة اياه بالنقلة النوعية لأن تلك المجموعات كانت تفتقد للتنسيق حتى يكون أثر الجهود النسوية أكبر على ارض الواقع.

غير أن ناشطات حقوقيات اعترضن في عدد من المجموعات النسوية على مواقع التواصل الاجتماعي على أن الاجتماع ضم قياديات بالمؤتمر الوطني مشددات على انهن لن يكن جزءاً من منصة لا تحقق اهداف المدنية ولن يتعاملن مع جهة بها قياديات من فلول النظام المعزول.

ويتوقع في مقبل الايام أن تسحب بعض المبادرات مشاركاتها في تلك الاجتماعات التي تعمل على توحيد رؤى النساء في القضايا الحرب والسلام والمشاركة الفاعلة في كل المفاوضات التي تدعو لوقف الحرب بين طرفي القتال الجيش والدعم السريع

وابرزت نعمات في استطلاع اجرته “سودان تربيون” حول مدى اسهام المبادرات النسوية التي تكونت بعد الحرب في تخفيف معاناة الحرب على المرأة ان العمل النسوي امامه تحديات كبيرة جعلت ما قدمته تلك المبادرات بسيط جدا مقارنة بما يجب يقدم وانه لا يساوي حجم الكارثة في ظل الظروف الامنية التي يتم فيها الاعتقال والتهديد للنساء والناشطات.

وعادت بالقول “اسهمت بشكل كبير وفتحت اعين العالم على الانتهاكات التي طالت النساء ونجحت في عمل حملات اعلامية ومذكرات خاطبت بها الجهات الدولية   للتنديد بإفرازات الحرب والمجاعة”.

واشارت كوكو لمشاركة النساء في لجان الطوارئ ومساهمات الطبيبات في العمل الطوعي أضف الى تكاتف مجموعة من الناشطات لمد يد العون لبعض النساء واجلاءهم من مناطق الاشتباكات بدعم ذاتي.

واكدت نعمات انهن بالمقابل دفعن فواتير باهظة حيث تم اعتقال بعضهن وتهديد غالبيتهن ومع ذلك يصرون على مواصلة الطريق والدعوة لوقف الحرب موضحة ان ما قامت به النساء عمل تاريخي لكن مردوده لا يعتبر بحجم الكارثة لحزمة من التحديات الماثلة.

بدورها قالت المديرة الاقليمية لشبكة نساء القرن الافريقي “صيحة ” هالة الكارب ردا على سؤال هل استجاب المجتمع الدولي لصوت النساء المندد بالانتهاكات ضد المرأة السودانية خلال العام الماضي ان الانتهاكات تتزايد يوما تلو الاخر وتتجاهل السلطات حماية النساء ويصمت المجتمع الدولي تجاه الامر.

وافادت الكارب ان العالم لا يحرك ساكن ولا يقدم دعماً محسوساً لضحايا العنف الجنسي مؤكدة قصور الخدمات الصحية ومساعدة الناجيات في الوصول لمناطق امنة لتلقي العلاج فضلا عن قلة التمويل للتصدي لهذه الانتهاكات التي وصفتها بانها في غاية الضخامة.

ودعت الكارب الى محاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات الماثلة وانه دون تحقيق المحاسبة سيؤدي ذلك الى تمزيق النسيج الاجتماعي واتساع دائرة العنف.

وقالت الناشطة الاجتماعية صاحبة مبادرة سودانيات لبناء السلام المستدام التي تكونت بعد الحرب الهام مالك إن النساء وضعن بصمات واضحة لخدمة المرأة اثناء الحرب على ارض الواقع من تبرعات وغيره وسد فجوة الاحتياجات بجانب مجهودات جماعية مع المانحين.

واضافت الهام ان هذه الجهود مع انها بطيئة لكن بدأت حاليا تحصد تلك الثمار مردفة “سيكون هنالك دور فعال للمجتمع الدولي تجاه وقف الحرب والانتهاكات ضد النساء”.

ودعت ممثلة غرفة طوارئ بحري علا السماني الى جمع توقيعات للضغط على مجلس الامن الدولي لتوسيع نطاق حظر الاسلحة على السودان.