Wednesday , 1 May - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

16 قتيلا في هجمات للدعم السريع على قريتين واتساع الإدانات للتهجير القسري بـالجزيرة

فرار جماعي لسكان أحدى القرى بولاية الجزيرة.. الجمعة 29 مارس 2024 ــ "مواقع تواصل"

ود مدني 30 مارس 2024 ــ أحصت لجان مقاومة ود مدني بولاية الجزيرة في أواسط السودان، السبت، مقتل 16 مدنيا على الأقل في هجوم لقوات الدعم السريع على قرى غرب سنار، وسط إدانات واسعة لموجة تهجير قسري واسعة لسكان القرى.

وأفادت لجان مقاومة ود مدني في وقت سابق بأن عدة قرى بمحلية الحصاحيصا شمالي ولاية الجزيرة وقرى غرب سنار الواقعة أقصى جنوب ولاية الجزيرة، تشهد موجة نزوح واسعة على خلفية مداهمات ممنهجة تقوم بها قوات الدعم، أسفرت عن مداهمة 28 قرية ومقتل 28 مدنيا خلال الفترة من أول رمضان وحتى ال16 منه.

وحسب بيان للجان مقاومة ود مدني، السبت، فإن هجوما للدعم السريع على قرية ود أبو آمنة أسفر عن 11 قتيلا و16 مصابا من سكان القرية، بينما أدى هجوم مماثل على قرية المناصرة إلى مقتل 5 أشخاص وجرح آخرين.

وأشار البيان أيضا إلى مداهمة قوات الدعم السريع قرية بسوط ما تسبب في مقتل عدد من المواطنين خارج القرية – لم تتمكن لجان المقاومة من حصرهم بعد -.

وقالت مبادرة محامو الطوارئ، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن مئات المدنيين فروا من قرى محليتي الحصاحيصا وجنوب الجزيرة بولاية الجزيرة بسبب تصاعد ما سماها انتهاكات ترتكبها قوات الدعم السريع في حق مواطني القرى.

وحسب بيان لمحامي الطوارئ فإن قوات الدعم السريع هاجمت خلال الأيام السابقة قرى (ود بَهاي، الولي أبو سير، التَكلة، مناقزا، شَرفت، المدينة عرب، كمبو خضر، ود حبيب الله، وأُم تريبات)، و إغتالت وجرحت العشرات من المدنيين العزل كما نهبت المنازل والمحال التجارية والأسواق بالإضافة لارتكاب انتهاكات مرتبطة بالعنف الجنسي والاحتجاز غير المشروع.

ودان محامو الطوارئ بشدة ما سماها سلسلة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة والتي تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان بالإعتداء على المدنيين وقتلهم وتهجيرهم قسريا ونهب وسلب ممتلكاتهم الخاصة، ولفت البيان أنتباه العالم إلى حجم المأساة والكارثة التي يتعرض لها المدنيين بالجزيرة.

في ذات السياق أدان تجمع المهنيين السودانيين ما عده انتهاكات مؤسفة ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة شملت القتل والنهب.

وانتقد بيان لتجمع المهنيين تهديد قوات الدعم السريع لبعض سكان القرى وتهجيرهم من مناطقهم بحجج واهية رغم الوعود التي ظل يرددها قادة الدعم السريع ووصفهم لهذه الأفعال بأنها تفلتات معزولة، قائلا “إن واقع هذه الافعال يقول إنها فعل ممنهج قد يعمق من الآثار الاجتماعية المترتبة على هذه الحرب”.

وطالب تجمع المهنيين قوات الدعم السريع بضرورة فتح المسارات الإنسانية الآمنة للمواطنين من أجل ممارسة حياتهم وضرورة الالتزام الصارم بالمعاهدات الدولية التي تكفل للناس حقهم في حرية الحركة والتنقل وتلقي العلاج.

من ناحيته، قال حزب الأمة بقيادة مبارك المهدي إن الصادق عبد الله الفكي، وهو أحد رموز الحزب بمنطقة أَبو سير بولاية الجزيرة اغتالته قوات الدعم السريع إثر اقتحامها للمتطقة في ابشع هجوم غادر – حسب تعبير بيان اصدره الحزب -.

وأكد حزب الامة أن هجوم الدعم السريع على قرى وبلدات ومدن الجزيرة مستمر وطال أكثر من 170 قرية ما أدى إلى مقتل أكثر 300 مدني وجرح اكثر من 600 آخرين.

كما استنكر بيان لحزب المؤتمر السوداني ما اسماه الجرائم المروعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة قائلا إن المدنيات والمدنيين العزل في ولاية الجزيرة يتغرضون لأصناف متنوعة من الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الممنهجة، منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية وعاصمتها مدينة ود مدني في ديسمبر الماضي.

وأشار بيان الحزب إلى أن الجرائم تنوعت ما بين استباحة كاملة لبعض القرى وتهجير قاطنيها وسلب الممتلكات واعتداءات على المدنيين وازهاق أرواح عدد من الابرياء والاخفاء القسري لآخرين، فضلاً عن الجبايات الباهظة وتحصيل الأموال من دون سند قانوني أو أخلاقي، إضافة لتمدد هذه الفظائع لتشمل عدد من القرى المتاخمة لولاية سنار.

وحمل حزب المؤتمر السوداني قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وتخوم سنار كاملة المسؤلية عن الجرائم المرتكبة، مؤكدا أنها لن تسقط بالتقادم، وطالب الدعم السريع بحكم سيطرته على هذه المناطق بالتوقف فوراً عن ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين العُزَّل، وضمان أمنهم وحمايتهم.

اجراءات قاسية

وفرضت قوات الدعم السريع إجراءات صارمة على الراغبين في مغادرة الولاية المنكوبة، تشمل التفتيش الجماعي والشخصي للرجال والنساء والأطفال.
وأعدمت قوة من الدعم السريع 12 شخصاً في قرية “مناقزا” بولاية الجزيرة قبل ايام، رميأ بالرصاص في مجزرة جديدة ضد أهالي القرى والبلدات، مع اشتداد الهجمات التي يقوم بها أفراد تلك القوات.

وقتل أكثر من 100 شخص في سلسلة هجمات ممنهجة للدعم السريع على قرى الجزيرة خلال شهر فبراير الفائت.

وقال شهود عيان فروا من قرى متاخمة لمحلية الحصاحيصا لسودان تربيون، إن قوات الدعم السريع تفرض إجراءات قاسية ضد المغادرين وتقوم بتفتيش الجميع بلا استثناء.

وأفاد أحد الفارين من قرى محلية الحصاحيصا قيام تلك القوات بتعذيب بعض المغادرين وضربهم بالسياط ورميهم على الأرض.

وأكدت سيدة حبلي، فرت من الولاية تحدثت لسودان تربيون عند وصولها إلى منطقة بالقرب من ولاية القضارف، إنها “تعرضت للتفتيش الشخصي على يد جنود الدعم السريع وضربها واتهامها باخفاء متعلقاتها الشخصية في بطنها”.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها، الجمعة، انه “تزامناً مع بدء شهر رمضان المعظم، صعدت المليشيا اعتداءاتها على القرى الآمنة في ولايات الجزيرة، وشمال وجنوب كردفان. مضيفة أن في ولاية الجزيرة وحدها، هاجمت المليشيا ثماني وعشرين قرية خلال الأسبوعين الماضيين وقتلت ثلاثة وأربعين من المدنيين، ونهبت ممتلكات مواطني هذه القرى ومحصولاتهم الغذائية، وحولت أعداداً كبيرة منهم لنازحين ومشردين- بحسب صياغة البيان.

وأكد أشخاص أخرين غادروا الولاية خلال الأيام السابقة نصب قوات الدعم السريع للعشرات من نقاط التفتيش ومطالبة الجنود للجميع بإبراز هوياتهم وأموالهم وهواتفهم وتفتيش حقائبهم.

وقال أحد اولئك الأشخاص لسودان تربيون، إن الجنود الموجودين على نقاط التفتيش قاموا بتفتيش أطفاله الاثنين واجبارهم على خلع قمصانهم وترهيبهم.

وقالت الأمم المتحدة في فبراير المنصرم، إن طرفا الصراع في السودان يرتكبان انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب.

وقال مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن طرفي الحرب في السودان ارتكبا انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب، تشمل هجمات عشوائية على مواقع مدنية مثل مستشفيات وأسواق وحتى مخيمات النازحين.