صيحة : تصاعد الانتهاكات ضد النساء في السودان وسط تجاهل المجتمع الدولي
نيروبي 23 مارس 2024- قالت شبكة نساء القرن الافريقي (صيحة) إن الاستعباد الجنسي والاختطاف القسري والاسترقاق باتوا من ادوات الحرب ومحفزات التجنيد بالسودان وان جرائم العنف ضد النساء تتم بشكل مستمر وممنهج في ظل تجاهل المجتمع الدولي والقوى المدنية والحزبية.
ورصدت الشبكة حزمة من الانتهاكات وقعت في جنوب كردفان واقليم جبال النوبة مؤكدة تورط قوات الدعم السريع في تلك الاحداث المتكررة التي وصفتها بالشكل المنهجي بغرض التهجير والقضاء على وجود المزارعين.
وكشفت المدير الاقليمي لشبكة صيحة هالة الكارب في تصريح لسودان تربيون عن ظاهرة اختطاف البنات من مجتمعات العمال الزارعين والزواج القسري للطفلات من قبل افراد الدعم السريع ومن ثم اخفائهن عن اسرهن.
وقالت إن الاختطاف والاعتداء الجنسي أحد استراتيجيات الدعم السريع منذ 20 عاما وان المليشيا تمددت في الخرطوم والجزيرة بسبب صمت وتماهي النخب السياسية العسكرية والمدنية وسياسات الاعفاء تحديدا في جرائم الاغتصاب.
واشارت الى أن نساء السودان يدفعن الثمن باهظا لتواطؤ الطرفين وتجاهلهم لأهمية حماية النساء بجانب غياب الاصلاح القانوني والامني مضيفة ان النساء بتن لقمة سائغة لفوضى الجيوش وجنون المليشيا
وافادت صيحة في تقرير لها بتاريخ 22 مارس 2024 بعنوان – جنوب كردفان وجبال النوبة مليشيا الدعم السريع تواصل ارتكاب الفظاعات -. إن قوات الدعم السريع هاجمت نهاية ديسمبر الماضي محلية هبيلا في جنوب كردفان. وتعرضت قرى التردا، التنقل، وطأ، فيو، الزلطاية، وقردود أبو الضاكر لهجوم عنيف من مليشيا قوات الدعم السريع نتج عنه مقتل عدد من المواطنين والأطفال والنساء، حرق قريتي فيو والزلطاية بالكامل.
واضاف التقرير” أدت هذه الأحداث إلى موجة نزوح حادة وبلغ عدد النازحين آنذاك,8949 نازح ونازحة أي 1596 أسرة، بينما بلغ عدد المفقودين 52 شخصًا”.
وقال التقرير في التاسع من فبراير 2024 قامت مليشيات الدعم السريع بشن هجوم عنيف على القرى المأهولة بمجتمعات المزارعين المسالمين في مناطق التنقل والزلطاية؛ حيث نتج عن هذا الهجوم مقتل سبعة من الشباب واختطاف ثلاث عشرة فتاة اعمارهن مابين 17 الى 30 عاما وأخذهنّ إلى جهة مجهولة،
واوضح التقرير – وفق نشطاء محليين – أنّه تم أخذ الفتيات إلى محلية القوز وهي محلية تقع تحت سيطرة الدعم السريع.
وبحسب زعيم الإدارة الأهلية أنّه قد تم الإفراج عن ثلاث من النساء المختطفات.
واعتبر التقرير ان اختطاف النساء والفتيات بتلك المناطق لا ينفصل عن تاريخ الممارسات الشنيعة لمليشيا الدعم السريع والمليشيات القبلية تحت رعاية المؤتمر الوطني ونظام البشير، والذي مكّن المليشيات القبلية وقنّنَ وجودها بتشكيل الدعم السريع.
وأبرز التقرير الانهيار الشامل في القطاع الصحي، ما أدى ب لحرمان النساء والفتيات من تلقي خدمات الصحة الإنجابية والصحة العامة، وزيادة معاناة النساء اللاتي تعرضن لجرائم العنف الجنسي
وتعاني جنوب كردفان وجبال النوبة من انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت منذ الأسبوع الأول من فبراير مما يزيد من صعوبة توثيق الانتهاكات وإيصال العون إلى النساء والمجتمعات المحلية المتضررة ويضعف إمكانية تقديم الخدمات.
كما انتقد التقرير تجاهل المجتمع الدولي والقوى السياسية المدنية والحزبية لقضايا الانتهاكات التي تتعرض لها النساء وبالأخص جرائم العنف الجنسي، بينما تستمر مليشيات الدعم السريع في ارتكاب أفظع الانتهاكات والتي أصبحت تتم ممارستها بشكل منهجيّ بغرض التهجير والقضاء على وجود المزارعين
وشدد التقرير على ان الصمت حيال تلك الانتهاكات والإصرار على عدم المطالبة بمحاسبة الجناة سيؤدي بالضرورة إلى استمرار دوائر العنف والمزيد من التمزيق للنسيج الاجتماعي السودان راهنا تحقيق السلام بمعاقبة الجناة.