خبراء أمميون : 25 مليون سوداني في حاجة ماسة للمساعدات الانسانية
جنيف 6 فبراير 2024- قال خبراء في الأمم المتحدة إن حوالي 25 مليون شخص، من بينهم 14 مليون طفل، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في السودان، منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023.
وتطلق الأمم المتحدة الأربعاء من جنيف خطط الاستجابة الإنسانية وخطط الاستجابة للاجئين في السودان لهذا العام والتي تهدف إلى الوصول إلى ما يقرب من 15 مليون شخص داخل البلاد.
وسيشارك في الاجتماع كل من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي.
وأصدر خبراء أمميون بيانا مشتركا الثلاثاء، حذروا فيه من مآلات الوضع الإنساني في السودان وكشفوا عن ان القتال المستمر منذ أشهر أدى لمقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص وإصابة 33 ألفًا.
وتسببت الأزمة الإنسانية المتدهورة في السودان في نزوح جماعي غير مسبوق، حيث يقدر عدد النازحين داخلياً بنحو 9.05 مليون شخص، وهو ما يمثل حوالي 13 في المائة من جميع النازحين داخلياً على مستوى العالم وفقا للبيان.
ومع نزوح ما يقرب من 4 ملايين طفل، يواجه السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم. وتحولت أكثر من 170 مدرسة في جميع أنحاء البلاد إلى ملاجئ طوارئ للنازحين داخلياً.
وتفيد التقارير أن عشرين مليون طفل سوداني لا يذهبون إلى المدارس، ويتعرضون لخطر البيع والاعتداء الجنسي والاستغلال والانفصال الأسري والاختطاف والاتجار والتجنيد والاستخدام من قبل الجماعات المسلحة.
ويقيم غالبية النازحين داخلياً – 67 بالمائة – في المجتمعات المضيفة وفيما يسمى “مواقع التجمع”، بما في ذلك المدارس والمستوطنات غير الرسمية أو المناطق المفتوحة والمباني المهجورة، ويعيشون في ظروف مزرية مع دعم محدود من منظمات الإغاثة الدولية.
ويعاني النازحون بحسب الخبراء من نقص حاد في الغذاء، ويفتقرون إلى إمكانية الحصول على مياه الشرب المأمونة والرعاية الصحية والإمدادات الطبية الأساسية والصرف الصحي، وأدى الاكتظاظ إلى الانتشار السريع للأمراض. حيث تم الإبلاغ عما يقرب من 10,000 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا، بما في ذلك 275 حالة وفاة مرتبطة بها، في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك الأماكن التي يلجأ إليها النازحون داخليًا.
ويواجه حوالي 17.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، جوعاً حاداً وأدى الصراع المستمر إلى تفاقم التوترات القائمة بين المجتمعات التي تركزت على الولاءات المبلغ عنها للأطراف المتصارعة، والوصول إلى الأراضي وهياكل السلطة المحلية، مما زاد من تعقيد سياق النزوح المعقد بالفعل في السودان.
وأدت ندرة الموارد ومحدودية المساعدات الإنسانية الدولية إلى زيادة خطر العنف بشكل كبير بين المجتمعات المضيفة والنازحين داخلياً، حيث يقع كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والنساء والفتيات ضحايا للهجمات المستهدفة من أفراد المجتمع المضيف.
وتحدث الخبراء عن تقارير مثيرة للقلق حول تقييد تحركات المدنيين بسبب الوجود المكثف لقوات الدعم السريع والميليشيات المسلحة التابعة لها، والتهديدات أو التقارير المتعلقة بالاعتقال التعسفي والاختطاف والتعذيب والأعمال التي ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري، والتجنيد القسري للشباب والاتجار بالبشر.
كما اظهروا قلقا حيال استمرار الإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكبها الأطراف المتحاربة وتجاهلها للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين في أوقات النزاع المسلح.
وحث الخبراء الأمميين أطراف النزاع على الوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والأعيان المدنية والممتلكات الثقافية والعاملين في المجال الطبي والعاملين في المجال الإنساني والمجتمع المدني، والالتزام بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وطالبوا جميع الأطراف السماح وتسهيل المرور الآمن والسريع ودون عوائق وتوصيل الإغاثة الإنسانية في الوقت المناسب لجميع الأشخاص المحتاجين، بما في ذلك المحاصرين في بؤر النزاع الساخنة والمراكز الحضرية المأهولة بالسكان.
وتابعوا ” ينبغي محاكمة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان ومعاقبتهم بعقوبات تتناسب مع خطورة الأفعال المرتكبة، وضحاياهم”.