Saturday , 27 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

«شر البلية»

عثمان فضل الله

عثمان فضل الله

كثيرون أسعدهم الخطاب.. وآخرين احبطهم وهناك من الناس أحزنهم بلاشك.. أما أنا فقد أضحكني نعم والله قد أضحكني كثيرا.. لأن الرجل الذي تحدث اليوم نزع عنه الحكمة قطعة قطعة والحكمة تاج الحكام.. ومن تحدث اليوم نزع عنه الوقار قطعة قطعة والوقار شيمة الكبار.. ومن تحدث اليوم باحثا عن تصفيق فئة قليلة تتخذ من عواصم العالم مستقرا وتنادي بالمزيد من العذاب حصد السراب فلا أرضى الله بخطابه ولا أرضى اخوان الشيطان..

ضحكت وانا اقرأ رسائل تصلني يوميا من كرماء في بلادي باتوا يتسولون اللقمة والهدمة.. رسالة من رجل لا يجد قيمة الفونتلين واخرى أتى موعد ولادتها ولاتملك حق الداية وهذه تسأل أن كان هناك من يساعدها بقليل مواد تموينية تطعم بها اطفالها..

نعم ضحكت بهستيريا قهقهت عاليا وضربت كفا بكف لرجل وضع الله في رقبته مسؤولية 30 مليون سوداني ويسقوهم الى الموت سوقا لأنه يريد أن يثبت لنفسه شجاعته وانه لم يكن موجودا في بدروم لأربعة أشهر متتالية.. رجل في دولته الناس يقطعون المسافة من الثورة حتى ود درو ليلا متخفين بالظلام والخربات وصولا الي مسيد شيخ الامين ليتركوا أطفالهم هناك حتى يجدوا ماياكلون..

هل درى من تحدث اليوم عن الرجولة والرجالة بذلك. إن لم يكن يدري فتلك مصيبة، وإن كان يدري ويتجاهل ما يدري فالمصيبة أفدح.. وله نقول ارفع هاتفك وتحدث مع ذلكم الشيخ الوقور الذي شيطنه حلفائك ومن تسعى لإرضائهم وطالبوك بدك مسيده بالطائرات كم طفلا الان يأوي وكم أسرة به من الجوع تستجير.

ضحكت ولم اعرف معنى المقولة ذائعة الصيت ” شر البلية ما يضحك ” الا اليوم فالرجل يتحدث عن المقاومة الشعبية وهو يعلم ان المعركة ليست مغنى وعرضة وحلاقيم والرجل يتحدث عن تسليح الناس للدفاع عن حرائرهم ويعلن ألا تفاوض. يحفر الخنادق حول شندي ومروي والقضارف ويقول اننا مستعدين وسنمضي الي الامام..

يستجدي أن تكون المقاومة الشعبية تحت إمرة الجيش وهو يعلم انه لا سلطان له على الجيش ولاسلطان للجيش على المقاومة ولا للمقاومة والجيش سلطان على الدعم السريع.

ينادي بالحرب وهو مهزوم نفسيا ومهزوم عسكريا ومهزوم سياسيا ومهزوم دبلوماسيا والبساط الأحمر الذي استقبل به غريمه أين ماحل خير دليل.

حاصر قواته داخل الحاميات وينادي بالسلام ووقف الحرب ومن تحدث اليوم ينادي بتسعيرها يحاصره اليوم دبلوماسيا صادقا أم كاذبا يمنح العالم ما يريد من لغة ويفتح المغلق من ابوابه ومن تحدث اليوم يغلق المفتوح ولايبالي. شئنا أم أبينا

تلك حقيقة شاخصة أمام عيوننا فلا دارفور استردت ولا اليرموك عاد ولاجبل الأولياء بخزانها يستطيع ان يقترب منها من كانوا فيها بالأمس..

هذا الرجل يريد صديقا أن يمسكه من اكتافه ويهزه هزا حتى يصحو من حالة الإنكار التي هو فيها.. ليقول له أن المقاومة التي يحدثونك عنها هباء.. اختبرت في مدني و”عرد” قائدها مختفيا بعد أن كان يملأ الدنيا ضجيجا ومكاتب قادة الفرق تكبرا وتجبرا وعنجهية وما جرى في مكتب اللواء احمد الطيب قبيل سقوط مدني بيوم وضع امامك في التقارير أين هو الان ولماذا تبخر هل سألت نفسك أين من كانوا يتغنون للحرب في أيامها الأولى.. ومن أين الان يشتمونك ويصفونك بالعواليق كلما تحدثت عن رفع المعاناة عن شعبك..هؤلاء سيدخلون القضارف في محرقة و الدامر ومروي في مجزرة  وانت المسؤول.

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك  ولايرحمنا