عقار : تمدد الدعم السريع للجزيرة مقلق والجيش يتهيأ لمعركة النصر
بورتسودان 25 ديسمبر 2023 – وصف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، تمدد قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة بالأمر المقلق، لكنه بث في ذات الوقت تطمينات بقرب تحقيق النصر.
وأكد عقار، في خطاب وجهه للسودانيين مساء الاثنين أن تمدد قوات الدعم السريع إلى اواسط السودان أمر مزعج وتسبب في إحباط للشعب السوداني.
وشدد على أن هذا التمدد “لا يعني انتصار قوات التمرد على السودانيين والجيش السوداني”، وتابع “اطمئنكم ان قادتنا العسكريين على دراية بجميع مخاوفكم، وكل عثرة في الحرب هي تجربة لتجويد ما بعدها، وكلي ثقة، بأن القيادة العسكرية تدرس ذلك، وتتهيأ لخوض معركة النصر”.
وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في 18 ديسمبر الماضي وسط ظروف لم يفلح قادة الجيش في توضيحها خاصة وان القوات المهاجمة لم تجد اي مقاومة بعد انسحاب القوات السودانية بشكل مفاجئ.
وأثار الامر استياءاً عاماً في البلاد لعدم تمكن الجيش من النهوض بدوره في حماية المدنيين من هذه القوات التي تنهب وتسرق المدنيين وتهاجم منازلهم. ونزح الآلاف من عاصمة ولاية الجزيرة حماية لأنفسهم.
وخاطب عقار القوى السياسية والمدنية الوطنية، ودعاها إلى الاتحاد وتكوين جبهة عريضة، وعدم ترك الساحة للتنظيمات التي قال إنها تدعم التمرد تحت مسميات عديدة، وتسعى لاختطاف الصوت المدني، وتسويق الأوهام، للشعب السوداني والمجتمع الإقليمي والعالمي.
ووجه نائب رئيس مجلس السيادة انتقادات حادة لمن اسماها القوى السياسية والدول الخارجية المساندة لقوات الدعم السريع، قائلا إن الحرب الحالية هدفها الاحتلال.
وتابع “الاحتلال مصيره أن يُقاوم، وليس هنالك شعب لا يقاوم احتلال وطنه، أنتم في الجانب الخطأ من التاريخ، أن تآمركم على السلطة ونظام الحكم، تعدَّى ذلك إلى التآمر على هذا الوطن وشعبه، فهل أنتم منتهون؟”.
وأشار عقار إلى أن الأحزاب السياسية السودانية نتيجة لضعفها، عبر التاريخ، لجأت إلى المؤسسة العسكرية كجسر للوصول لسدة الحكم، وبذلك اقحمت المؤسسة العسكرية في السياسة، بدلا من قيامها بمهامها الدستورية، وظلت رغبة السودانيين بخروج المؤسسة العسكرية من السياسة مطلباً مستمراً.
وأضاف “المدان ليست القوات المسلحة بل الاحزاب التي استغلت الجيش السوداني، وأنتم بوقوفكم ومساندتكم لمليشيا الدعم السريع، نتيجة تَرِكة الغُبن ومرارات الماضي تجاه الأنظمة السابقة، لا سيما العسكرية منها، جعلتكم ترتكبون خطأ، أسوأ من خطأ الأحزاب السياسية التي سبقتكم في الزج بالقوات المسلحة في السياسة”.
ويتهم القادة العسكريون وحلفائهم من القوى السياسية تحالف قوى الحرية والتغيير بدعم قوات الدعم السريع وتحريضها على محاربة الجيش رغبة منها في الوصول للسلطة. وهو ما ظل ينفيه قادة القوى المنادية بإبعاد الجيش عن السلطة مشيرين إلى انهم ظلوا حتى اخر لحظة يسعون لمنع القتال بين الطرفين.
وشدد عقار على أن خروج المؤسسة العسكرية من السياسة، لا يعني استبدالها والاستقواء عليها، بميليشيا لديها تاريخ حافل بالجرائم ضد الإنسانية وضد الشعب السوداني، وان ما يجري الآن المتضرر منه جميع السودانيين والسودانيات.
وخاطب عقار الدول التي تساند احتلال الدعم السريع وتدمير الدولة السودانية قائلا “نعلم أن لكم مصالح، سواءاً اقتصادية أو أخرى، دفعتكم لمساندة هذه القوات المحتلة بالمال والسلاح والغطاء السياسي والدبلوماسي”.
وقال إن تلك الدول رغم انفاقها السخي على الدعم السريع، فلن تحقق سيطرتها على السودان، وستواجه مقاومة حتمية.
وأكد المسؤول السيادي على أن لوم جماعة الإسلاميين على الحرب ومأساة النزوح واللجوء في غير محله، وان من أشعل الحرب هو من تحرك لاحتلال قاعدة مروي، في 13 أبريل 2023، ورفض الانصياع لأوامر قيادة الجيش السوداني بالتراجع، في اشارة إلى قوات الدعم السريع.
وجدد عقار تمسك الحكومة السودانية بخارطة الطريق ذات المراحل الأربعة لإنهاء الحرب، وشدد على أن أي منبر جاد يجب أن يضع في الاعتبار رغبة الشعب السوداني في السلام الدائم وليس الهدن المؤقتة.
وتابع “يشترط في هذا أن يتوفر منبر جاد، لاسيما وان جميع المنابر لم تحقق المطلوب منها، في (جدة، مبادرة دول الجوار) ووجه المسؤول السوداني انتقادات لمبادرة ايقاد قائلا ” الإيقاد فحدث ولا حرج قد أصابها مرض التصحر الذي يفترض أن تحاربه.