«يونيسيف» : العنف في ولاية الجزيرة أجبر آلاف الأطفال على الفرار

بورتسودان 21 ديسمبر 2023 – قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” الخميس، إن حوالي 150 ألف طفل سوداني فروا من ولاية الجزيرة وسط السودان، التي انتقلت اليها الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبدأت قوات الدعم السريع في 15 ديسمبر الجاري، عملية عسكرية موسعة استهدفت ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم، قبل أن تتمكن من إجتياح عاصمة الولاية ود مدني وغالب بلداتها المترامية.

وأدى هذا التصعيد العسكري إلى فرار أكثر من 250 الف شخص، هربا من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، كما أن أغلب المستشفيات خرجت عن العمل بجانب أن المنظمات الإغاثية التي تقدم خدماتها لآلاف النازحين علقت انشطتها.

وافاد بيان أصدرته يونيسف إن “تصاعد القتال في ولاية الجزيرة أجبر ما لا يقل عن 150 ألف طفل على ترك منازلهم في أقل من أسبوع”.

وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف “أُجبر عشرات الآلاف من الأطفال الأكثر هشاشة في ولاية الجزيرة على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان مع اندلاع القتال في مناطق كانت تعتبر في السابق آمنة نسبياً”.

وأوضحت أن هذه الموجة الجديدة من العنف ستترك الأطفال والأسر محاصرين بين خطوط القتال أو عالقين في مرمى النيران، وهو ما يترتب عليه عواقب وخيمة.

وأردفت “سمع زملاؤنا في السودان قصصاً تقشعر لها الأبدان عن الرحلات المروعة التي أُجبرت النساء والأطفال على القيام بها فقط للوصول إلى الأمان في مدينة مدني”.

وأضافت “والآن، حتى هذا الشعور الهش بالأمان تحطم مع إجبار نفس هؤلاء الأطفال مرة أخرى على ترك منازلهم …لا ينبغي أن يضطر أي طفل إلى تجربة أهوال الحرب يجب حماية الأطفال والبنية التحتية المدنية التي يعتمدون عليها”.

وتعد مدينة ود مدني بمثابة المركز الرئيسي للعديد من الخدمات الأساسية المنقذة للحياة في ولاية الجزيرة، حيث يتواجد بها مركز غسيل الكلى الوحيد في الولاية بجانب مركز علاج الأورام السرطانية أحد أكبر المراكز في السودان.

وجددت يونيسف دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان وحثت أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان – بما في ذلك ضمان حماية الأطفال – وتيسير وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق إلى الأطفال والعائلات في المناطق المتضررة.