Friday , 4 October - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الدعم السريع يستولي على قاعدة الجيش في ولاية وسط دارفور

دمار واسع لحق بمدينة زالنجي .. صورة لـ "سودان تربيون"

زالنجي 31 أكتوبر 2023 ــ قالت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، إنها سيطرت على قيادة الفرقة 21 مُشاة بمدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، بعد أشهر من الحصار.

وقال قائد الدعم السريع ــ قطاع وسط دارفور، اللواء علي يعقوب، في فيديو بثته القوات؛ إنهم “تمكنوا من السيطرة على قيادة الفرقة 21 مشاة بمدينة زالنجي”.

وكشف عن أسر قائد الفرقة ونحو 50 من كبار الضباط وعددًا من الجنود، إضافة إلى الاستيلاء على كل الآليات والمركبات الحربية.

وقالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها استولت على كميات هائلة من المدافع والدبابات والمركبات العسكرية في قاعدة الجيش بزالنجي، وتعهدت بعدم العودة من منتصف الطريق، وان تعمل على أن يكون القتال الحالي آخر الحروب.

وأضافت: “إننا ماضون بعزيمة وإرادة مع أبناء الشعب لتأسيس دولة جديدة تليق بتضحياتهم وتطلعاتهم في الحرية والسلام والعدالة وبناء جيش قومي مهني واحد ومؤسسات مدنية”.

ويأتي استيلاء الدعم السريع على الفرقة 21، بعد أقل من أسبوع من بسط سيطرته المطلقة على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور كآخر قاعدة عسكرية متبقية للجيش في ثانٍ أكبر ولاية سودانية بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية.

وأكد شهود عيان لـ “سودان تربيون”، سيطرة الدعم السريع على الفرقة 21 بزالنجي، عقب وصول تعزيزات ضخمة من ولاية جنوب دارفور بقيادة قائد ثانٍ القوات عبد الرحيم دقلو.

وقالوا إن قوات الدعم السريع، استخدمت لأول مرة الطيران المسير و قصفت به قاعدة الجيش في المدينة والمناطق المحيطة بها بصورة مكثفة، ما دفع القوات المسلحة لمغادرة دفاعاتها المتقدمة التي كانت تقيمها قرب مركز “الحصاحيصا” للنازحين المتاخم للفرقة.

واتهم نازحون، خلال الشهرين الماضيين، قوات الدعم السريع بتعمد محاصرة المركز الذي يأوى الآلاف من ضحايا الحروب السابقة بين الجيش والحركات المسلحة، كما منعت النازحين من مغادرة مواقعهم على الرغم من قصفها المخيم بالمدفعية الثقيلة مما أدى لمقتل أعداد كبيرة من النازحين.

وتأتي التطورات الميدنية الجديدة في إقليم دارفور، بالتزامن مع مباحثات بين الجيش والدعم السريع تتوسط فيها السعودية وأميركا والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، في محاولة جادة لوضع حد للقتال المستعر منذ 15 أبريل الماضي.

وقال والي سابق بولاية وسط دارفور، مفضلًا عدم ذكر اسمه لـ “سودان تربيون”، إن “ما جرى في قيادة الفرقة 21 مُشاة، هو عملية تسليم وتسلم، بعد مفاوضات بين القوتين انتهت إلى أن يسلم الجيش قاعدته للدعم السريع لمنع وقوع مزيدًا من الضحايا في صفوف المدنيين”.

ولم يتيسر لـ “سودان تربيون”، الحصول على تعليق من الجيش حيال هذه التطورات.

وجرى تأسيس قاعدة الجيش في زالنجي في العام 2012، تزامنًا مع قرار الرئيس المعزول عمر البشير الخاص بإنشاء ولايتي وسط وشرق دارفور، كما تم تأسيس قاعدة أخرى في مدينة الضعين العاصمة التاريخية لقبيلة الرزيقات التي ينحدر منها معظم قادة الدعم السريع.

وتسيطر حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، على أجزاء واسعة من ولاية وسط دارفور، حيث انفتح الفصيل المسلح على مناطق جديدة في الولاية مستغلا الفراغ الأمني الذي خلفه القتال بين الجيش والدعم السريع.