Saturday , 27 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اجتماعات لقوى سودانية بأديس أبابا ترتب لتشكيل تحالف لوقف الحرب

معارك الجيش والدعم السريع أحدثت دماراً هائلا في الخرطوم - صورة لـ"الجزيرة نت"

الخرطوم 20 أكتوبر 2023 – تنطلق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا غدا السبت الاجتماعات التحضيرية للجبهة المدنية لوقف الحرب في السودان وسط مشاركة واسعة من قوى سياسية وحركات مسلحة وأجسام مهنية ونقابية مؤيدة للديمقراطية.

وتأتي الاجتماعات بعد أكثر من ستة أشهر على القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي بدأ في الخرطوم وتمدد ليشمل مناطق واسعة في دارفور وكردفان مخلفا الاف القتلى والجرحى وتشريد ما يزيد عن أربعة ملايين شخص داخليا وخارجيا.

وقال آدم بلال نائب رئيس حركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل جبريل لسودان تربيون إن ملتقى أديس أبابا الذي سيعقد في الفترة من 21 – 24 اكتوبر هو لقاء تمهيدي بغية الترتيب للقاء الجامع الذي ستحدده اللجنة التحضيرية.

وتوقع مشاركة عدد مقدر من قطاعات المجتمع السوداني من بينها لجان المقاومة بتمثيل مقبول والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وتجمع المهنيين وشخصيات مستقلة.

وأضاف “هذا التمثيل التحضيري ليس بالضرورة أن يكون شاملا للجميع ولكن التمثيل فيه النطاق الأوسع للقطاعات على أن يكون اللقاء الجامع المقبل هو الأوسع والأكبر والذي سيضمن مشاركة كل قطاعات المجتمع السوداني الحريصة على وقف الحرب واستعادة الديمقراطية في السودان”.

ونوه إلى أنه سبقت هذا اللقاء العديد من الاتصالات والجهود مع كل القوى التي تدعو لوقف الحرب واستعادة الديمقراطية وبناءا على ذلك سيكون الحضور شاملا.

وتحدث عن عدم تقديم الدعوة للقوى السياسية والحركات المسلحة التي تدعو للحرب لكون أن الهدف الاساسي من هذه الكتلة هو وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي.

وقالت القيادية في قوى الحرية والتغيير عبلة كرار إن الاجتماع التحضيري للقوى المدنية هو ثمرة لمباحثات طويلة امتدت طوال الأشهر الستة الماضية لتأسيس وبناء أوسع جبهة مدنية مناهضة للحرب هدفها استرداد التحول الديمقراطي وانهاء الحرب.

وقالت كرار لسودان تربيون إن أبرز المشاركين في اللقاء قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية برئاسة  الهادي إدريس بجانب حركة العدل والمساواة برئاسة سليمان صندل علاوة على الحزب الجمهوري، هذا بجانب تحالف القوى السياسية والمدنية في شرق السودان وعدد من القوى السياسية من شرق السودان فضلا عن مبادرات السلام التي تكونت من المجتمع المدني في بعض ولايات كردفان ودارفور وعدد واسع من تنسيقيات لجان المقاومة ومجموعات مهنية مثل نقابة الصحفيين المنتخبة واللجنة التسييرية لنقابة المحامين ولجنة المعلمين ونقابة الموانئ وأستاذة الجامعات وعدد من منظمات المجتمع المدني وتنظيمات نسوية، إضافةً لعدد من الشخصيات الديمقراطية المساهِمة في العمل العام.

وأكدت أن أهم القضايا المطروحة للنقاش في الاجتماع هي المحور السياسي الذي يشمل الرؤية السياسية لإنهاء الحرب واسترداد الديمقراطية بجانب تصميم العملية السياسية المفضية لإنهاء الحرب واسترداد الديمقراطية فضلا عن مناقشة كيفية بناء مؤسسات وخطاب إعلامي مناهض للحرب ومساند للتحول المدني الديمقراطي.

وأشارت إلى أن اللقاء سيناقش أيضا القضايا الإنسانية وآليات قيام المؤتمر العام للجبهة المدنية وآليات العمل التنسيقي المشترك بين مكونات الاجتماع التحضيري إلى حين انعقاد المؤتمر العام.

تباين مواقف لجان المقاومة

وتتباين مواقف لجان المقاومة التي كانت تحرك الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري في السودان حيال المشاركة في اللقاء، وأعلنت لجان مقاومة ضاحية أم بدة غربي أم درمان المشاركة وقالت في تعميم نشرته على الفيسبوك “تنسيقية لجان مقاومة أحياء أم بدة ستشارك في الاجتماع التحضيري لتوحيد القوى المدنية بأديس أبابا وأنها بعثت بممثلها لحضور الاجتماع”، فيما لم يتأكد مشاركة لجان مقاومة أم درمان القديمة والخرطوم بحري في اللقاء، بينما امتنعت لجان مقاومة شرق النيل عن المشاركة وفقا لمصدر تحدث لسودان تربيون.

من جانبه قال قيادي بارز في كيان “غاضبون بلا حدود” وهي مجموعات احتجاجية ظهرت إبان المظاهرات المناوئة لانقلاب 25 أكتوبر 2021 وهي تتصدي للشرطة في الخطوط الأمامية لسودان تربيون، إنهم لن يشاركوا في مؤتمر أديس أبابا برغم تلقيهم دعوة رسمية.

وأضاف “نعمل بطريقتنا لمناهضة هذه الحرب ولن نشارك في أي اجتماعات كل المؤشرات تشير إلى أنها تعمل على إحياء مليشيات الجنجويد ورسم دور مستقبلي لها برغم الجرائم والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها ضد المدنيين في الخرطوم ودارفور وكردفان”.

مقاطعة حزب البعث

وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي مقاطعته لاجتماعات أديس أبابا الداعية لوقف الحرب.

وقال المتحدث باسم الحزب عادل خلف الله إن البعث لن يشارك في لقاء أديس أبابا إلا أنه عاد وأكد علمهم ومد أياديهم لكل قوى الثورة والديمقراطية والسلام لاستنهاض الجماهير في الداخل لبلورة واستكمال جبهة حقيقية عريضة للديمقراطية والتغيير، كأفضل مفصح عن الثوابت الوطنية بالإرادة الوطنية – وفقا لتعبيره.

وذكر خلف الله أنه منذ بدء الحرب العبثية المدمرة برزت عدة مبادرات لإيقاف الحرب واستعادة الحياة المدنية، من ضمنها دعوتهم لبناء جبهة عريضة للديمقراطية والتغيير مكونة من قوى الثورة الرافضة للانقلاب والانقلابيين والرافضين للحرب والمؤمنين بمبادئ وشعارات الانتفاضة الثورية بعيدا عن إملاءات القوى الخارجية وتقديراتها.

واوضح أن اجتماع 21 أكتوبر يأتي في إطار عمل المسهلين الدوليين وعلى ذات نهج الوصاية والضغوط الدولية، حسب تعبيره.

في الأثناء قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر إن حزبهم لن يشارك في الاجتماع التحضيري للجبهة المدنية المنعقد السبت بأديس أبابا لكنه عاد وكشف عن وجود تنسيق سياسي بينهم والقوى المدنية لتكوين أكبر جبهة لمناهضة الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع.

وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي راض عن كل الخطوات التي تقوم بها قوى الحرية والتغيير وشركائهم في القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري ونوه إلى أن الحزب جزء من الجبهة المدنية ويتم تنويره باستمرار بكافة الخطوات التي تمت، وكشف عن تقديمهم لرؤيتهم الخاصة بوقف الحرب في اجتماعات سابقة عقدتها القوى المدنية.

مناوي يقلل

وتعليقا على اجتماعات أديس أبابا قال رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي لسودان تربيون “إن أي حراك في الشأن الوطني مهم خاصة إذا تم تصويبه بشكل مطلوب، أما اجتماع أديس أبابا ليس لدي عنه معلومة غير أنه ممول خارجيا”.

وقلل مناوي من الحراك الذي تقوم به القوى المدنية المؤيدة للديمقراطية ودعوتها لوقف الحرب، وتابع “حراك أديس أبابا لا يختلف عما يجري من مشاورات في القاهرة وجوبا ولكن لقاء أديس أبابا ربما قُصد منه تنشيط عضوية قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي وإعادة توحيدها بعد أن فرقتهم الحرب”.

وقال مناوي الذي يرأس أيضا اللجنة السياسية في ائتلاف قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية إن المفقود في السودان ليست تظاهرة في الفنادق والقاعات انما توحيد الصف الوطني وقبول الآخر وتفادي أخطاء الماضي التي سببت الحرب الحالية، وفقا لقوله.