Saturday , 27 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

إعفاء مفوض العون الإنساني بالسودان بعد عاصفة اتهامات بالتلاعب في المساعدات

دار تأوى آلاف النازحين في مدني وسط السودان.. صورة لـ "سودان تربيون"

بورتسودان 14 سبتمبر 2023 – أعفى وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس الوزراء المكلف بالسودان عثمان حسين عثمان، مفوض العون الإنساني نجم الدين موسى من منصبه من دون توضيح أي أسباب وذلك بعد تقارير ناقدة لطريقة إدارة ملف المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب.

وتم تعيين صلاح المبارك يوسف بديلا عن المفوض المقال التابع لحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم.

ونقل مصدر عليم لـ “سودان تربيون” عن وزير التنمية الاجتماعية أحمد آدم بخيت “قيادي بالعدل والمساواة” أنه لم يستشار في إعفاء المفوض وتعيين خلفا له حيث تقع مفوضية العون الإنساني ضمن اختصاصات وزارة التنمية الاجتماعية.

وكانت تقارير صحفية قد انتقدت طريقة إدارة مفوضية العون الإنساني لملف المساعدات الإنسانية التي تدفقت من عدة دول لإغاثة المتضررين من الحرب.

وطبقا لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فإن نحو 5.2 مليون نسمة اضطروا لمغادرة الولايات التي نشب فيها القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الولايات الآمنة.

وعلى إثر اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم في منتصف أبريل المنصرم وتوسع الاشتباكات في مناطق بدارفور وكردفان اضطر السكان للفرار إلى عدة ولايات استضافتهم في مراكز إيواء تفتقد لحصص الغذاء والرعاية الصحية.

وقال “م أ” وهو ناشط ضمن عشرات النشطاء الذين يشرفون على مراكز الإيواء بود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في أواسط السودان إن مراكز الإيواء ظلت تعتمد على الجهد الشعبي منذ وصول الفارين من الحرب إلى ولاية الجزيرة لكن أغلب المتبرعين أصابهم الانهاك.

وأكد الناشط لـ “سودان تربيون” على أننا “نسمع بالإغاثات في نشرات الأخبار ولا نراها هنا في مراكز الإيواء. اليوم لم يحصل الأطفال على شاي الصباح والوضع مزري للغاية”.

وحسب والي ولاية الجزيرة إسماعيل العاقب في مؤتمر صحفي الأحد الماضي فإن ولاية الجزيرة بها حاليا أكثر من 400 مركز إيواء يقيم فيه النازحون من الحرب.

واضطرت وزارة التنمية الاجتماعية لاصدار توضيح للرد على تقارير اتهمت مفوض العون الإنساني المقال بالفساد وسوء إدارة لمساعدات الإنسانية وصفت فيه الاتهامات بحق المفوضية بأنها “جزافية”.

ونفى توضيح الوزارة أن يكون وزير التنمية الاجتماعية والمفوض العام للعون الانساني على صلة باستلام وتوزيع المساعدات الإنسانية والصحية التي يجري استلامها عبر لجان متخصصة ومشكلة من كل الجهات ذات الاختصاص مثل الأجهزة الأمنية والسلطات الصحية والمواصفات والمقاييس والبيئة والدفاع المدني وغيرها.

وأضاف أن المساعدات الصحية تذهب إلى وزارة الصحة الاتحادية وتوزعها كجهة مختصة، كما أن هناك منظمات أممية تقوم بالتوزيع عن طريق المنظمات الوطنية والشركاء المحليين مثل الهلال الأحمر السوداني.

وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية ترسلها لجنة التوزيع الاتحادية وتنقلها إلى الولايات بالتعاقد المباشر مع وزارة المالية ولا يقوم بذلك وزير التنمية أوالمفوض.

وأكدت الوزارة أنه توجد بالولايات لجان توزيع خاصة بها وهي لجان تعمل تحت إشراف الولاة دون تدخل من اللجان المركزية في العمل الميداني الولائي، وتابع “إذا كان هنالك قصور في اداء هذه اللجان فينبغي مسائلة الولاة و اللجان الفرعية في الولايات لأنها اللجان الميدانية التي تقوم بالتوزيع المباشر للمستحقين وليست اللجنة العليا أو وزير التنمية أو مفوضية العون الانساني”.

ونفت وزارة التنمية الاجتماعية بتوزيع أي مساعدات إنسانية في أماكن سيطرة قوات الدعم السريع كما أوضحت أن كل المساعدات الإنسانية التي تأتي من السعودية او من مركز الملك سلمان توزع عن طريق منظمة الإشراق ومنظمة إغتنام بالتنسيق مع مفوضية العون الانساني واللجنة المتخصصة والهلال الأحمر السوداني حسب خارطة التوزيع الجغرافية المتفق عليها. أما المساعدات القادمة من الإمارات فقالت الوزارة إنها توزع عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوداني والجهات الأخرى ذات الصلة بينما توزع المساعدات القادمة من دولة قطر عن طريق الهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر السوداني بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وتشير سودان تربيون إلى أن قرار إعفاء مفوض العون الإنساني نجم الدين موسى جاء بعد دعوات لإجراء تحقيق شفاف حول تقديم مساعدات غذائية من دون اخضاعها للفحص ووصول مواد إغاثة لمناطق سيطرة قوات الدعم السريع وتجاوز مجتمعات أكثر حاجة للإغاثة إلى جانب تسرب مساعدات للأسواق.