رفض نسوي واسع لمبررات اعتقال الداعيات لوقف الحرب في الدمازين
الخرطوم 5 سبتمبر 2023– “من بين اللائي نظمن وقفة احتجاجية ضد الحرب أم لديها ابن يقاتل في صفوف الجيش والاخر من المنتسبين للدعم السريع الا يحق لها المطالبة بوقف الحرب؟”.
بهذا السؤال ابتدرت رئيسة “شبكة النساء جميعا”الدفاع عن موقفهن الرافض لاستمرار الحرب وهاجمت البيان الذي اصدرته حكومة إقليم النيل الأزرق لتبرير اعتقال نسوة نظمن وقفة للتضامن مع امهات وزوجات فقدوا اولادهم وازواجهم اثناء الحرب ودعوا لوقف نزيفها.
واعتقلت السلطات الامنية السبت الماضي ناشطات ومصور بعد مشاركتهم في وقفه احتجاجية بالدمازين في إقليم النيل الأزرق تدعو لوقف الحرب، قبل أن يفرج عنهن بعد ساعات بالضمان مع تدوين بلاغات ضد المعتقلين تحت طائلة المادة 69 الخاصة بالإخلال بالأمن والسلامة والمادة 77 التي تتحدث عن الازعاج العام.
واصدرت حكومة النيل الازرق الاثنين بيانا تأسفت فيه على مطالبة النساء بوقف الحرب في ظل الظروف التي يعيشها الإقليم.
وأضافت المتحدثة باسم الحكومة فواتح البشير وفقا للبيان “إن الاسف يأتي من منظور أن هذه الحرب التي تدور رحاها الآن فرضت من الدعم السريع على الدولة والنظام القائم وعلى القوات المسلحة لينتج عن ذلك استشهاد وأسر وجرح خيرة أبناء قواتنا المسلحة”.
وأشارت الى أن المتمردين لم يكتفوا بذلك بل استهدفوا المواطنين العُزل تقتيلا ونهبا وتشريدا واغتصابا في مشاهد موثقة أدانتها جميع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي كما تفنن الدعم السريع في رسم وتطبيق أسوأ السيناريوهات بحق السودانيات والسودانيون وجعل من المستشفيات ودور العلاج مسكنا ومعسكرات.
واستنكرت المتحدثة ان تخرج بعض النسوة بعد كل هذه الجرائم والانتهاكات ليقلن “لا للحرب” برغم قانون الطوارئ الذي يحكم الإقليم، واعابت على المحتجات عدم التظاهر لنصرة الجيش او لرفض الاغتصاب والتنديد بالسرقة واذلال الكبار قبل الصغار.
واعتبرت المسؤولة الحكومية، الوقفة النسوية الاحتجاجية تشئ لعدم احترام القانون وتحديه.
واثار البيان ردود أفعال واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة وانه ممهور بتوقيع الناطقة باسم حكومة النيل الازرق رئيسة المجلس الاعلى للثقافة والاعلام وهي سيدة كانت في صفوف الحركة الشعبية وتقلدت المنصب وفقا لاتفاقية السلام.
وشنت مجموعة من الناشطات هجوما عنيفا على البيان ووصفنه بالمخجل والمخيب للآمال.
واعتبرت رئيسة شبكة النساء جميعا منى بله البيان مخيبا كونه صدر من امرأة لم تساند المكلومات ممن فقدن ازواجهن في هذه الحرب.
وارسلت حكومة الاقليم قوة امن اقتادت رئيسة شبكة للنساء جميعا من منزلها قبل ساعات من انطلاق الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة السبت وتم تفريقها بواسطة قوة امنية.
واضافت بلة لسودان تربيون من “بين الامهات المطالبات بوقف الحرب امرأة لها ابنان احداهما انضم للدعم السريع والاخر في الجيش كانت تبكي بحرقة لهذا الحال، فكيف تناصر استمرار الحرب وهي تعلم انها ستفقد أحدهما”.
ومن جانبها أكدت إحدى النساء اللائي تم اعتقالهم قبل اربعة ايام ضمن من نظمن الوقفة لسودان تربيون التمسك بالدعوة لوقف الحرب بأسرع فرصة.
واعتبرت دعم أحد الاطراف هو تأجيج لنار الحرب واشعالها بين طرفي القتال ونحن كأمهات قصدنا أيضا وقف الحرب الدائرة جنوب الاقليم وجبال النوبة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية.
ووصفت بيان الحكومة بالهزيل والمحبط لحكومة جاءت نتاج اتفاقية السلام، مردفة “لولا حقن الدماء لما تقلدوا هذه المناصب وماكانت المتحدثة الرسمية نفسها في هذا المقعد”.