Saturday , 4 May - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

احتدام القتال في جنوب دارفور والطيران الحربي يقصف مواقع للدعم السريع

تجبر الاشتباكات الضارية المدنيين في نيالا على الفرار من منازلهم

نيالا 17 أغسطس 2023- استمرت المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الخميس، لليوم الثامن على التوالي حيث قصف الطيران الحربي التابع للجيش لأول مرة مواقع الدعم السريع.

ومنذ خواتيم الأسبوع الفائت، ظلت نيالا تعيش على وقع المواجهات الدامية بين القوتين ما تسبب في قتل ما يزيد على الخمسين شخصاً في أقل من أسبوع وجرح المئات، كما تسببت المواجهات المباشرة والقصف المدفعي من الطرفين في فرار أكثر من أربع الاف مواطن بعضهم وصل لولاية شمال دارفور المحاذية.

وقال الناشط الحقوقي محمد آدم جلال الدين من مدينة نيالا لـ “سودان تربيون” إن “الاشتباكات تجددت بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ ساعات الصباح الأولى، عقب توغل قوات الدعم السريع من أحياء تكساس وكرري، ومحاولة عبور جسر مكة المؤدي إلى قيادة الفرقة 16 مشاه علاوة على هجوم اخر عبر محور حي الجمهورية والوادي وسط المدينة”.

ونوه بأن الاشتباكات ازدادت حدتها وتوسعت لتشمل معظم أنحاء المدينة، موضحا أن القذائف المدفعية التي يطلقها الجيش وترد عليها قوات الدعم السريع، سقطت في أحياء المطار والمناطق المجاورة له في قرى مجوك، وفيجو وبابا، بجانب سقوط القذائف المدفعية في حي الجبل والدرجة الرابعة، ومعسكر عطاش والسكة وطيبة علاوة على أحياء القادسية وغيرها، كاشفا عن وجود عدد كبير من القتلى يصعب حصرهم لاستمرار المواجهات المسلحة بين الطرفين.

وتحدث عن تعرض اغلب منازل أحياء تكساس وكرري للهدم الكامل بسبب استمرار القصف المدفعي المكثف.

وقال شاهد عيان لـ”سودان تربيون” إنه شاهد أعمدة الدخان تتصاعد داخل قيادة الجيش والمناطق المحيطة بها، بجانب سماعه لدوي الانفجارات القوية لما قال إنها طائرة حربية قصفت مواقع في وسط وجنوب وغرب وشرق المدينة.

بدوره حمل الكاتب الصحفي المهتم بقضايا جنوب دارفور إبراهيم المليك والي الولاية حامد التجاني هنون مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في نيالا ودخولها حالة فوضى شاملة، لإفشاله عمل لجنة أعيان المدينة التي سعت لوقف المواجهات العسكرية بين القوتين.

وقال المليك لـ “سودان تربيون” إن “الوالي هنون منحاز لقوات الدعم، وهناك لجنة كونت من أعيان المدينة وتواصلت مع الجيش والدعم السريع وسعت لتجنيب الطرفين المواجهة داخل المدينة حفاظاً على ارواح المواطنين ولكن أفشلها الوالي والإدارات الأهلية التي تقف جانب الدعم السريع”.

وأكد أن مدينة نيالا تعيش أوضاعاً إنسانية وأمنية بالغة التعقيد بسبب استمرار المواجهات ومحاولة الدعم السريع اقتحام قيادة الفرقة بغرض احتلالها، بينما يدافع الجيش عن قيادته ويدون بالمدفعية ما أحدث خسائر في الأرواح والممتلكات وتسبب في نزوح المواطنين.

واتهم متفلتين ينتمون لقوات الدعم السريع بنهب الأسواق والمنازل، والعمل على إرهاب المواطنين وتهديد وتعرض حياتهم للخطر.

وتتزايد المخاوف من أن تشهد 4 من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، قتالاً أهلياً لإعلان بعض المكونات السكانية في المنطقة ولائها لقوات الدعم السريع، بوقت تتهم بعض الاثنيات هذه القوات بارتكاب جرائم عديدة وانتهاكات ترقى لجرائم حرب في ولايات غرب وجنوب دارفور.