تفاقم أوضاع نيالا الأمنية وسط مخاوف من كارثة وشيكة
نيالا 24 يوليو 2023 ــ تأزمت الأوضاع الأمنية بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بسبب استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدّعم السريع وسط مخاوف من حدوث كارثة.
وتأثرت ولاية جنوب دارفور، بالحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي، حيث وقعت في مدينة نيالا مواجهات دامية بين القوتين تسبب في مقتل اعداد كبيرة في صفوف المدنيين، فيما نهبت المليشيات المسلحة المتحالفة مع قوات الدّعم أغلب اسواق المدينة.
وقال الصحفي عيسى دفع الله من مدينة نيالا لـ”سودان تربيون”، الاثنين؛ إن “قوات الدّعم السريع تقصف قيادة الفرقة 16 مشاه ومنازل المواطنين بالكاتيوشا وقذائف الهاون من منصات داخل الأحياء السكنية بكرري وتكساس”.
وأشار الى أن القصف تسبب في قتل أعداد كبيرة من المدنيين.
وكشف عن حركة نزوح واسعة للمواطنين خارج المدينة مع من أحياء كرري والوادي وغيرها مع تدهور الوضع المعيشي والأمني وانعدام الكثير من السلع الغذائية.
وحذر دفع الله من أزمة صحية وشيكة بعد خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة وتزايد الوفيات والجرحي والمصابين، مشيرًا إلى معاناة كبيرة يعيشها مرضى الفشل الكلوي بعد خروج المستشفى التخصصي عن الخدمة نتيجة للاشتباكات المستمرة.
وأوضح دفع الله بأن قوات الدّعم السريع منذ بدأ الحرب تحاول السيطرة على قيادة الفرقة 16 مشاه وهي مهمة قال بأنها شبه مستحيلة لوقوع القيادة بمنطقة تساعدها العوامل الطبيعية على التخندق دفاعيا وتكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة في المعارك التي دارت في المدينة منذ 15 أبريل.
وأضاف: “إذا استمرت قوات الدعم السريع في المحاولة للسيطرة على القيادة سيؤدي ذلك إلى زيادة عدد الضحايا وسط المدنيين وسيقود إلى حدوث كارثة”.
وقالت هيئة محامي دارفور، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن استمرار القصف المتبادل بين الجيش وقوات الدّعم أدى لمقتل 13 شخص بينهم اطفال وفقاً لحصر أولي، إلى جانب عشرات الجرحى والمفقودين، كما هنالك ضحايا سقطوا برصاص أسلحة القنقص لم تتوفر إحصائية بأعدادهم.
وتحدثت الهيئة عن وجود جثث ملقاة في بعض الأماكن، مشيرة إلى أن قوات الدّعم السريع أقامت ارتكازات داخل الأحياء السكنية ويقوم الجيش بالقصف من أماكن بعيدة مما أدى إلى تزايد الخسائر في الأرواح.
واوضحت الهيئة الحقوقية أن اتجاه قوات الدعم السريع لإتخاذ مدن ولايات دارفور مناطق عمليات رئيسية لأنشطتها الحربية سيؤدي إلى حروبات بين مكونات دارفور الأهلية وتفشي الفوضى بكل اقليم دارفور.
وشددت على ضرورة وقف الحرب العبثية وإبعاد الإرتكازات العسكرية عن الأحياء ومساكن المواطنين، وحملت كل المشاركين في الحرب مسؤولية إرهاق أرواح المواطنين بما فيهم المحرضين عليها من قيادات الإدارة الأهلية التي قالت إنها تخلت عن مسؤوليتها بانحيازها لأحد طرفي النزاع المسلح.
وفي الثالث من يوليو الجاري، أعلنت الإثنيات العربية وقبيلة الفلاتة في مدينة نيالا انحيازها ودعمها لقوات الدّعم السريع وحثت ابنائها في القوات المسلحة للانسحاب من الجيش والانضمام للدعم السريع.
وكان قادة في الإدارة الأهلية والحركات المسلحة أفلحت في خواتيم أبريل الماضي، في التوصل لاتفاق يقضي بوقف المواجهات المسلحة، وذلك بتقسيم مدينة نيالا لجزئين. الأول: الاتجاه الغربي ويضم مقر قيادة الجيش وأمانة الحكومة وعدد من المؤسسات الحكومية وهي مناطق خاضعة لسيطرة القوات المسلحة، بينما الاتجاه الشرقي ويضم مطار نيالا الدولي ومقرات الشرطة وجهاز المخابرات وهي مواقع خاضعة لسيطرة قوات الدّعم السريع.