Thursday , 18 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الأزمة السودانية تجبر لاجئي جنوب السودان على العودة إلى ديارهم المضطربة

لاجئون جنوبيون يستعدون لعبور الحدود باتجاه السودان - ارشيف

جوبا 8 مايو 2023- آخر مكان تود لينا “مجوك” أن تذهب إليه بعد فرارها من القتال الدائر في السودان، هو بلدها جنوب السودان الذي تركته مع اندلاع الحرب الأهلية في عام 2013.

لكن عندما اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الشوارع المحيطة بمنزلها الشهر الماضي، أصبح جنوب السودان المكان الوحيد الذي يمكنها الوصول إليه بصحبة طفليها.

وقالت الشابة البالغة من العمر 26 عاما “لم أكن لأعود إلى جنوب السودان. كنت سأذهب إلى أي مكان لكن لم يكن لدي خيار آخر”.

وتمكنت لينا من بناء حياة جديدة لنفسها في مدينة أم درمان على نهر النيل في الجهة المقابلة للعاصمة السودانية الخرطوم من خلال العمل خادمة في المنازل.

ثم بدأت الأعيرة النارية تنطلق واضطرت أسرتها إلى شد الرحال وترك حياتهم الجديدة، باستثناء زوجها.

واضطر الزوج للبقاء لأنهم لم يكن لديهم ما يكفي من المال لدفع ثمن مقعده في الشاحنات والحافلات التي أقلت لينا وابنهما وابنتهما إلى الحدود، في رحلة مرهقة للأعصاب استمرت يومين على طرق عبر الأدغال.

ولدى وصولهم انضموا إلى آلاف الأشخاص الذين يخيمون في العراء في منطقة الرنك في جنوب السودان في حرم جامعي متهدم تحمل بناياته آثار رصاص من قتال دار قبل عقد من الزمان.

وأنشأ اللاجئون في المنطقة أكواخا بدائية باستخدام العصي وقطع القماش لتؤويهم.

وتوزع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات إغاثة أخرى الطعام والماء وأغطية ومساعدات أخرى.

وقالت لينا “ارتفاع درجة الحرارة يقتلنا وهناك بعض الناس ظلوا 4 أيام دون طعام ولا مكان للنوم والأطفال يمرضون”. وتأمل في أن تساعدها الأمم المتحدة في الانتقال إلى بلد آخر.

وحتى الشهر الماضي، كان أكثر من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في السودان بعد أن فروا من صراع مستمر منذ سنوات طويلة.

ومنذ اندلاع القتال في الخرطوم، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور أكثر من 30 ألف شخص إلى جنوب السودان، أكثر من 90% منهم من جنوب السودان، وتقول المفوضية إن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.

وتخشى وكالات الإغاثة أن يؤدي هذا التدفق للاجئين إلى تفاقم أزمة إنسانية متردية بالفعل في جنوب السودان الذي يوجد به أكثر من مليوني نازح، ويحتاج 75% من سكانه البالغ عددهم 11 مليون نسمة إلى مساعدات.

يذكر أن جنوب السودان حصل على استقلاله عن السودان في عام 2011 بعد صراع بين الشمال والجنوب استمر لنحو عقدين. واندلعت حرب أهلية هناك بعد عامين فقط، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شارلوت هالكفيست “جنوب السودان من أكثر الأزمات التي تعاني من نقص التمويل في المفوضية بالفعل، ونحن الآن نتحرك لدعم هذا التدفق الجديد. نحث المجتمع الدولي على عدم نسيان جنوب السودان”.

ومثل لينا، فرت سوزان وليام (36 عاما) من الحرب الأهلية في عام 2013 وأعادت بناء حياتها في السودان حيث عملت ممرضة في الخرطوم.

اما الآن فقد عادت إلى وطنها وهي أيضا في المخيم البدائي في “الرنك” مع أطفالها الأربعة.

وقالت سوزان “يقولون إنه لا يوجد استقرار في جنوب السودان، لذلك قررنا بناء منازل في السودان. لكن الآن أيضا لا يوجد استقرار في السودان. ماذا نفعل؟ لا نعرف”.

 رويترز