Friday , 19 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان: عمليات نهب واسعة ودعوات لتنظيم دوريات حماية في الأحياء

النيران التهمت السوق المركزي بشمبات - السبت 22 ابريل 2023

الخرطوم 25 أبريل 2023 ــ انتشرت عمليات نهب المارة والمحال التجارية ومخازن المصانع، بصورة واسعة، مما دعا ناشطون إلى دعوة السكان لتنظيم دوريات حماية للأحياء.

وسجلت مؤسسات الدولة الخدمية لا سيما الشرطة، غيابًا كاملًا، منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل الجاري كما غابت شرطة الدفاع المدني التي كان يرجى دورها في اخماد الحرائف وانقاذ العالقين جراء انهيارات المباني بسبب القصف.

وقال شهود عيان، لـ “سودان تربيون”، الثلاثاء؛ إن “عمليات نهب واسعة طالت مخازن المصانع في الخرطوم بحري، بدأت منذ احراق مقر تجاري للجيش في محيط المنطقة الصناعية”.

وأشاروا إلى أن المنهوبات شملت الثلاجات والمكيفات والأسُّرة والمواد الغذائية، في ظل غياب كامل للرقابة الحكومية.

وقال شاهد عيان في الخرطوم بحري، فضّل عدم ذكر اسمه إن عمليات النهب في المنطقة بدأت بعد اندلاع حريق ضخم في سوق المدينة الرئيسي “المحطة الوسطى”، الثلاثاء المنصرم.

وأشار، خلال حديثه لـ “سودان تربيون”، إلى أنه ومنذ خواتيم الأسبوع المنصرم، توسع نطاق سرقة ونهب المحال التجارية ومحال بيع الهواتف الناقلة والأجهزة الكهربائية والأثاث المنزلي.

ونشط شباب حي شمبات المجاور للمنطقة الصناعية في تنظيم دوريات تأمين للحي، لحماية منازلهم متسلحين بأسلحة بيضاء تشمل العصى والسيخ.

وقالت المواطنة أسماء عبد الله إن معظم المنهوبات والمسروقات من المنطقة الصناعية بُيعت في سوق الاثنين، وهو سوق أسبوعي يقع في المنطقة الواقعة بين الحلفايا والدوشاب، شمالي الخرطوم.

وأفادت “سودان تربيون” بأنه جرى بيع شاشات التلفار 42 بوصة بمبلغ 13 ألف جنيه فيما يتعدى سعرها في العادة 200 ألف جنيه، فيما بُيعت أسطوانة غاز الطبخ بواقع 5 آلاف بينما يصل سعرها الحقيقي إلى 50 ألف، بينما بُيعت مكيفات التبريد بمبالغ زهيدة.

وقال المواطن أسامة أحمد، لـ “سودان تربيون”، إن معظم أصحاب المحال التجارية في الحلفاية نقلوا بضائعهم إلى أماكن آمنة، خوفًا من عمليات النهب والسرقة بعد ظهور عصابات متلفته.

وساعد حصار السُّكان في المنازل أو مغادرتهم العاصمة الخرطوم إلى مدن آمنة، في توسيع عمليات النهب، التي شلمت مقرًا رئيسيًا لبيع الذهب في السوق العربي قرب القصر الرئاسي الذي تُسيطر عليه قوات الدعم السريع.

ونشر مواطنون مقاطع فيديو، تُظهر نهب بعض جنود الدعم السريع للمحال التجارية، كما وثق آخرون قصص تعرضهم للنهب من عناصرها.

وتعرضت محال تجارية في منطقة الرياض شرقي الخرطوم والسوق العربي لعمليات نهب واسعة.

وظل الجيش يتهم قوات الدعم السريع بنهب المارة والمحال التجارية، لكنها نفت ذلك وقالت إن النهب الجاري خطة ماكرة يقف خلفها النظام السابق لإلصاق التهم بها.

ووجهت الدعم السريع، الثلاثاء، القادة الميدانيين بالتعامل الصارم مع كافة أشكال التفلت والنهب والتخريب للممتلكات العامة والخاصة.

وقالت غرفة مصنعي الأدوية الوطنية، الثلاثاء، إن عدداً من مصانع الأدوية الواقعة بالباقير وسوبا وبحري تعرضت لعمليات نهب مستمرة منذ اندلاع الحرب، وارتفعت وتيرتها خلال اليومين الماضيين.

وتكثفت دعوات ناشطين إلى تنظيم دورية تأمين للأحياء السكنية بواسطة الشباب، فيما انتشر وسم “وين الشرطة” في مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدين غيابها بالكامل منذ 11 يوما.

ويتخوف أن يقود تنظيم دوريات لتأمين الأحياء إلى إغراء البعض لحمل السلاح، مما يفاقم الوضع ويحولها من اشتباكات بين قوتين عسكرتين إلى مواجهات شاملة.