لافروف يقول إن موسكو في انتظار موافقة السودان التشريعية على القاعدة الروسية
الخرطوم 9 فبراير 2023- قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده في انتظار موافقة المؤسسات التشريعية في السودان على إنشاء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان.
وكان نظام الرئيس المعزول عمر البشير وقع اتفاقا مع موسكو يسمح للبحرية الروسية بإقامة قاعدة عسكرية في مدينة بور تسودان الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، ويسمح لها كذلك الاحتفاظ بالقاعدة لمدة 25 عاما مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات بحال لم يعترض أي من الجانبين.
وبعد الإطاحة بالبشير في عام 2019، تم تجميد الصفقة لكن في أواخر عام 2020 بدا أن موسكو توقع وتنشر من جانب واحد نسخة من اتفاقية إنشاء القاعدة لإجبار السودان على ذلك.
وأنهى الدبلوماسي الروسي الخميس زيارة خاطفة للسودان بدأها ليل الأربعاء، وعقد خلالها مباحثات مع المسؤوليين العسكريين تطرقت إلى العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الدولية والإقليمية.
وبحث لافروف مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي” العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بما يخدم المصالح المشتركة، إلى جانب التطورات الإقليمية والدولية، فضلاً عن الأزمة السياسية الراهنة على ضوء الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي.
وأثنى البرهان على الدعم الذي تقدمه روسيا للسودان في المحافل الدولية والإقليمية، كما نقل للوزير الروسي تطورات العملية السياسية وعزم الجيش على تسليم السلطة لحكومة مدنية.
وأكد حميدتي بحسب بيان صحفي، أهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين، مشيراً إلى أن السودان يسعى إلى بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، معرباً عن أمله في توصل روسيا وأوكرانيا إلى حلول سياسية ودبلوماسية، تنهي الحرب وتحقق الأمن والاستقرار والسلام بين البلدين، وتجنب العالم الآثار السالبة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مُشترك مع نظيره السوداني علي الصادق بشأن القاعدة الروسية على البحر الأحمر إن ” الاتفاق الذي تم توقيعه بالفعل يحتاج التصديق عليه” .وأكد دعم روسيا لمساعي السودان لرفع العقوبات المفروضة عليه.
وأفاد أن لقاءاته بالمسؤولين السودانيين ناقشت التنسيق المشترك في المحافل الدولية وإصلاح مجلس الأمن الدولي، على خلفية محاولات الغرب عرقلة إنشاء النظام متعدد القطبية حيث يتمتع الجميع بفرص متساوية.
وأضاف “تحدثنا عن ضرورة التنسيق المشترك في المحافل الدولية لإصلاح الأمم المتحدة”، مؤكدا أن “السودان وروسيا متفقان على رؤية التوجه نحو عالم ديمقراطي متعدد الأقطاب”.
وتابع قائلا “ندعم السودان في رفع العقوبات الدولية المفروضة من مجلس الأمن الدولي، وسنعمل على دعم بعضنا في المحافل الدولية من أجل مصلحة البلدين”.
ووصف لافروف التعاون الاقتصادي والتجاري مع السودان بالجيد ، مشيدا بدور السلطات السودانية في تسهيل عمل الشركات الروسية وجذب مزيد من الاستثمارات الروسية للسودان.
كما أعلن معارضة بلاده للتدخلات الخارجية التي تحاول فرض أملاءات في طريق إدارة السودان شؤونه الداخلية، مردفا “نرى أن الحوار الوطني يكون بين السودانيين من دون تدخل خارجي”.
وعن الوفود الأوروبية التي تزور السودان بالتزامن مع زيارته، رأى لافروف أن هذه الجهود الأوروبية تحاول عرقلة ما تفعله روسيا لإقامة عالم متعدد الأقطاب.
وزاد “سمعت عن زيارة 5 أو 6 دبلوماسيين أوروبيين وقد زارت هذه المجموعة موريتانيا أيضا. يبدو وكأن هذه المجموعة تقتفي أثرنا، حتى أن السيد جوزيب بوريل زار جنوب إفريقيا بعد زيارتنا”.
وتزامنت زيارة لافروف مع زيارة نحو 6 مبعوثين غربيين أجروا لقاءات مكثفة مع إطراف الأزمة السياسية في السودان من أجل حملهم على الاتفاق على استئناف التحول الديمقراطي الذي انقلب عليه الجيش.
من جهته قال وزير الخارجية السوداني علي أن السودان السعي الروسي لخلق عالم متعدد الأقطاب، والعمل على خلق أمم متحدة تتساوى فيها جميع الدول بشكل تام.
وكشف عن الاتفاق على زيادة التعاون بين البلدين وتعزيز مستوى التبادل التجاري ونوه بأن اللقاء تطرق إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء إقليميا أو دوليا.
وتعمل روسيا على تعزيز علاقاتها مع السودان ذي الموقع الاستراتيجي في المنطقة الإفريقية، في ظل العٌزلة المفروضة عليها من قبل الغرب جراء غزوها أوكرانيا.