الهادي إدريس: لن نسمح بإلغاء اتفاق «جوبا» وورشة التقييم تستهدف إحيائه

الخرطوم 1 فبراير 2023 ـ نفى رئيس الجبهة الثورية السُودانية الهادي إدريس الأربعاء، سعيهم لإجراء تعديلات على اتفاق “جوبا” للسلام من خلال مؤتمر تقييم الاتفاق التي بدأت الثلاثاء.

وبدأ الثلاثاء، مؤتمر تقييم وتقويم اتفاق جوبا للسلام وسط غياب حركتي تحرير السودان بقيادة مناوي والعدل والمساواة التي يرأسها جبريل إبراهيم اثر انضمامهما لائتلاف الكٌتلة الديمقراطية المناهض للاتفاق الإطاري الموقع بين الجيش ونحو 52 من القوى المدنية المؤيدة للديمقراطية في الخامس من ديسمبر الماضي.

وقال إدريس الذي قدم ورقة حول “التعريف بمضامين وملامح اتفاق جوبا وتحديات التنفيذ الرئيسية” في اليوم الثاني للمؤتمر ” نريد إنزال الاتفاق لأرض الواقع وإحيائه والهدف من الورشة ليس الإلغاء او التعديل بل تقييم التنفيذ ولن نسمح بإلغاء الاتفاق”.

وأشار إلى أنهم يعملون على خلق زخم سياسي جديد من خلال المؤتمر وإلزام الحكومة المدنية المقبلة بتنفيذه وتابع ” لا نُريد أن نرى الاتفاق معلق في الخرطوم بين القصر الجمهوري ومجلس الوزراء او في رئاسة الولايات ولو مضينا في هذا النهج سيواجه مصير اتفاقيات السلام السابقة”.

وأكد استحالة إجراء أي تعديل على وثيقة جوبا دون موافقة الأطراف الموقعة عليه ورأى بأن ما يتردد بشأن وجود اتجاه لإلغاء الاتفاق حديث بلا قيمة، مبيناً أنهم أحرص الناس على تنفيذه وإنزال بنوده لأصحاب المصلحة.

وكانت حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة اتهمتا قوى الاتفاق الإطاري بالعمل على إلغاء اتفاق جوبا من خلال عقد ورشة التقييم وحذرت من إجراء أي تعديلات وقالا بأن ذلك سيقود إلى اندلاع الحرب.

وأكد إدريس في ورقته أن الأسباب الرئيسية وراء عدم تنفيذ الاتفاقية هو ضعف الإرادة السياسية لدى الموقعين وحملهم جميعاً المسؤولية مباشرة في عدم توفير آليات التنفيذ ، علاوة على عدم الالتزام بالجداول الزمنية وعدم إجازة القوانين الخاصة بهذا بجانب تعدد الأطراف الموقعة على الاتفاقية.

واعتبر  ماحدث في 25 أكتوبر- استيلاء الجيش على السلطة- ساهم بشكل رئيسي في عدم استقرار الوضع السياسي وعطل تنفيذ الاتفاقية، كما انتقد عدم تأسيس مكتب للمحكمة الجنائية الدولية في السودان وعدم تسليم المطلوبين للمحكمة برغم استعداد الموقعين للتعاون الكامل وغير المحدود مع المحكمة.

وتحدث إدريس عن اتفاقيات السلام السابقة التي أبرمتها حكومات السودان المُتعاقبة وقال إن معظمها تتحدث عن قضايا أقاليم ومناطق مُحددة باستثناء اتفاق جوبا الذي تناول القضايا القومية وهو ما ميزه عن بقية الاتفاقيات.

وأشار كذلك بأن ما يميز الاتفاق انه لم يوقع مع حكومة شمولية لكون أن الأنظمة الشمولية لديها حساسية عالية من العمليات الإصلاحية ولا تصطحب أصحاب المصلحة ولا تعترف بالمشاركة السياسية وهذا ما يميز اتفاق جوبا.