أردول يتوقع أن تخرج ورشة القاهرة بوثيقة مجمع عليها لقيادة الانتقال
الخرطوم 23 يناير 2023 ـ توقع قيادي في ائتلاف الكُتلة الديمقراطية أن تنتج الورشة التي تعتزم الحكومة المصرية عقدها مطلع فبراير المُقبل وثيقة تحظى بإجماع القوى السياسية لقيادة الفترة الانتقالية حتى الانتخابات.
وطرح رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل الخرطوم خلال زيارته للخرطوم مطلع يناير الجاري مقترحًا لاستضافة بلاده لقاءات بين الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية لكن مقترحه اصطدم برفض الحرية والتغيير التي قالت إنها لن تجلس مع الفصيل الآخر بوصفه مصنوعا كما أشارت إلى أن الاتفاق الإطاري قطع أشواطا بعيدة وينبغي دعمه بدلا عن افتراع منابر جديدة.
ورغم موقف الحرية والتغيير وزع القنصل المصري في الخرطوم رقاع الدعوة لاجتماع القاهرة كما دعا الحرية والتغيير للمشاركة فيه، لكن الائتلاف جدد رفضه الدعوة بل اعتبرها منبرا لحشد قوى الثورة المضادة.
وبالمقابل وجدت الدعوة المصرية ترحيبا من الكتلة الديمقراطية التي تضم حركات مسلحة والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل – ابرز حلفاء القاهرة- والمجلس الأعلى لنظارات البجا بقيادة محمد الأمين ترك كما تؤيد مبادرة أهل السودان الدعوة المصرية.
وقال القيادي في الكتلة الديمقراطية مبارك أردول خلال ندوة صحفية الاثنين أن “المبادرة المصرية يمكن أن تقود إلى حلول بين السودانيين ويخرج ملخص المناقشات بوثيقة وطنية حاكمة متفق عليها من القوى السياسية المشاركة، تسمح لها بقيادة الانتقال وتشكيل الحكومة بأغلبية مؤثرة ، حتى قيام الانتخابات”.
ورفض تسمية الحراك المصري الأخير بالتدخل في الشأن السوداني، مشيراً إلى أن علاقات الخرطوم مع القاهرة لا يمكن مُقارنتها مع علاقة أي دولة أخرى، وأضاف “تاريخيا عندما تحدث الأزمات في السودان هناك عدد من دول الجوار تدخلت لإيجاد حلول منها تشاد وليبيا ودولة جنوب السودان وغيرها، ويجب علينا أن لا نتحسس بشكل كبير وفي النهاية الأمر متروك للسودانيين، ومصر مشتركة معنا في الأمن القومي وهناك نحو مليون سوداني متواجدون في القاهرة”.
وتحدث أردول عن أن القيادة المصرية ترمي من خلال اللقاء المرتقب لتسهيل جلوس السودانيين مع بعضهم للبحث عن حلول للأزمة.
وأشار إلى أن كل القوى السياسية أيدت المبادرة المصرية، عدا الحرية والتغيير -المجلس المركزي ” لأنها لا تتيح لها السيطرة على مركز القرار ـ حسب تعبيره”.
وشدد على أن الكٌتلة الديمقراطية لن تسمح لمن أسماها بالقوى الصغيرة السيطرة على الفترة الانتقالية والإنفراد بالقرار السياسي في البلاد، داعياً إلى ترحيل قضايا الإصلاح الأمني والعسكري والجيش الواحد إلى ما بعد الفترة الانتقالية، لعدم امتلاك الحكومة الانتقالية التفويض الشعبي الذي يتيح لها التقرير في قضية الجيش الواحد.
واتهم اردول مجموعة المجلس المركزي بالسعي لتشكيل جيش مواز والتدخل في القضاء من أجل البقاء أطول فترة ممكنة في الحكومة الانتقالية.
وحذر في سياق اخرمن إلغاء اتفاقية “جوبا” للسلام مبيناً أن المساس بها سيقود السودان لحالة عدم الاستقرار السياسي وربما العودة للحرب مرة أخرى وهو أمر سيؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي ـ بحسب تعبيره.
وتابع “نُريد الحفاظ على اتفاقية السلام واستكماله، لأنها أوقفت الحرب المنظمة، وإلغائها سيقود لحالة عدم الاستقرار، وربما ستقود لحالة الحرب وإنهاك الاقتصاد الذي يُعاني، وسيعود الناس لصفوف الخبز وانعدام السيولة في المصارف وقطوعات الكهرباء وعدم الالتزام بدفع رواتب الموظفين”.
وحذر من المضي في الاتفاق “الإطاري” ونوه بأن التمسك به سيقود إلى اندلاع ثورة شعبية جديدة وشبهه بالحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس المعزول عمر البشير في السنوات الأخيرة لحكمه.
وانتقد مبارك اردول الآلية الرباعية التي تضم “الإمارات ، السعودية ، بريطانيا ، أمريكا” متهماً إياها بالتغول على الالية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة في السودان والاتحاد الأفريقي والإيقاد.
وقال “الرباعية ليس لديها تفويضي أممي أو أفريقي، ولكنها سحبت البساط من الآلية الثلاثية”.
وأوضح بأن السودان في حوجة لمصالحة شاملة والاعتراف بأخطاء الماضي والاعتذار عنها، إلا أنه عاد وقال “هناك أشخاص مازالوا يصرون على قيادة البلاد نحو المجهول، ويريدون أن يتنصلوا عن مسؤولياتهم تجاه دماء الشهداء”.