جنوب دارفور توقف متهمين بالتورط في أحداث “بليل”
نيالا 25 ديسمبر 2022- كشف سلطات ولاية جنوب دارفور الأحد، عن القبض على مجموعات مسلحة متورطة في الهجمات الدامية التي طالت المدنيين في قرى شرق مدينة نيالا، وأعلنت أن الأحداث خلفت نحو 11 قتيل بينهم جُندي يتبع لقوات الدعم السريع وشرطي.
وتشهد مناطق شرق نيالا عاصمة الولاية منذ منتصف الأسبوع الماضي توترات أمنية في أعقاب تعرض مجموعة من المواطنين لكمين مسلح في بلدة (أم عضال) القريبة من محلية بليل، وتطورت الأحداث الجمعة بهجمات مسلحة طالت عدد من القرى.
والسبت، فوضت حكومة الولاية الأجهزة الأمنية والعسكرية باتخاذ كافة التدابير لحسم التفلتات الأمنية، وأعلنت فرض حالة الطوارئ في الولاية وحظر تجوال بمحلية “بليل”.
وقال مدير شرطة جنوب دارفور اللواء حقوقي محمد أحمد ود الزين في تصريحات صحفية عقب اجتماع للجنة الأمن “انه تم القبض على دراجتين نقل بها عدد من المسلحين وسيارتين بهما مسلحين أيضاً تم تحويلهم إلى قسم شرطة بليل ونعتقد جازمين بأنهم جزء من الأحداث”.
وكشف أن الحصيلة الرسمية للقتلى في الأحداث بلغت نحو 11 قتيل بينهم شرطي وآخر يتبع لقوات الدعم السريع تم قتله حصباً بالحجارة بواسطة مواطنين غاضبين في طريق “نيالا ـ الفاشر”، وأوضح أن 7 قرى طالها التخريب كما تعرضت منازل المواطنين فيها للحرق والنهب.
وأفاد المسؤول بصدور \ توجيهات للقوة المشتركة التي تم الدفع بها لتأمين المدنيين التعامل بحسم مع المجموعات المتفلتة، مع التوجيه بتعزيز التواجد الشرطي والنيابة العامة بفتح بلاغات جنائية في مواجهة المتورطين في الأحداث.
ويتهم مواطنون فارين من مناطق النزاع قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو “حميدتي” بالتورط في الهجمات التي طالت قرى “بليل”.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي مجموعات على متن سيارات دفع رباعي بها أسلحة ثقيلة.
إلى ذلك كشف والي جنوب دارفور حامد التجاني هنون عن الدفع بنحو 58 مركبة عسكرية و 400 عنصر من الشرطة والجيش وجهاز المخابرات والدعم السريع لتولي مسؤولية إعادة الأمن والاستقرار.
وأكد أن لجنة أمن الولاية قادرة على بسط الأمن وحماية المواطنين ووجه مفوضية العون الإنساني وكافة المنظمات بضرورة إرسال مساعدات عاجلة للمتأثرين من هذه الأحداث.
استمرار موجة النزوح
وقالت مصادر حكومية تحدثت لـ”سودان تربيون” إن التقديرات الأولية للذين نزحوا نتيجة للأحداث الدامية يتجاوز الـ20 ألف مواطن يتواجدون في رئاسة محلية بليل إضافة إلى معسكر “دريج” للنازحين بمدينة نيالا في حاجة لتدخل إنساني عاجل.
وكشف المتحدث باسم منسقية النازحين ادم رجال لـ”سودان تربيون” عن العثور على ثلاثة مفقودين بينهم طفلة، وكذب رواية مسؤول الشرطة بشأن عدد القرى المحروقة قائلاً إنها 12 قرية، متهماً حكومة الولاية بالفشل في توفير الممرات الآمنة للمواطنين الفارين لمدينة نيالا وبليل.
وأضاف “تراهن حكومة الولاية على إبقاء العالقين في أماكنهم الخطيرة، وإجبار الذين نزحوا للعودة مرة أخرى إلى قراهم المنكوبة ليتسنى لها إكمال مشروع التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي الذي بدأه المخلوع عمر البشير، بإبادة السكان الأصليين جماعياً، وإبدالهم المستوطنين”.