مع عودة الميرغني.. هل يقوى (الحسن) على مفاصلة نهائية؟
خاص: سودان تربيون
تحت عنوان “عودة وطن” تترقب الأنظار الاثنين رجوع زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني للسودان بعد انقطاع لنحو عشرة أعوام تنقل فيها بين القاهرة ولندن والرياض، لكن وصوله الخرطوم يجئ وسط تعقيدات سياسية بالغة تكاد تعصف بحزبه وبالأوضاع في البلاد بشكل عام.
وعلى نحو خاص ينتظر أن يضع مرشد الختمية ، حدا للخلافات الناشبة بين اثنين من أنجاله – الحسن وجعفر- بعد قيادتهما خطين متعاكسين حيال التعامل مع الأزمة السياسية الراهنة التي خلفها استيلاء العسكر على الحكم في 25 أكتوبر 2021.
وكان الحسن الميرغني انضم إلى القوى السياسية التي تؤيد الحل وفقا لوثيقة اللجنة التسييرية للمحامين حيث وقع بموجبها الإعلان السياسي الذي يمهد للمشاركة في اختيار الحكومة المرتقبة، بينما سبقه جعفر الميرغني للتحالف مع قوى الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية التي تضم قوى مسلحة وحزب البعث السوداني وأحزاب من شرق السودان وهي تيارات ساند غالبها إجراءات قائد الجيش التي عرفت على نطاق واسع بأنها انقلاب على الحكومة المدنية.
ورغم أن الميرغني حسم لحد كبير موقفه حيال خلاف نجليه الحسن وجعفر لصالح الأخير بظهوره في تسجيل مصور بتاريخ 16 نوفمبر الجاري وإعلانه تفويض جعفر لحسم من أسماهم المتفلتين داخل الحزب لكن الصورة النهائية لما سيؤول إليه وضع الحسن تبدو غامضة للغاية خاصة انه استمر في تحدي قرارات مؤسسات الحزب التي أعلنت تجريده من أي صفة تنظيمية بما في ذلك موقعه كنائب لرئيس الحزب.
وعمم إعلام الاتحادي الأصل قرار مسجل الأحزاب السياسية الذي أعلن اعتماد جعفر الميرغني نائبا أوحدا لرئيس الحزب وهو ما يمهد لاعتبار أي تحرك سياسي يقوده الحسن مسلكا شخصيا لا يمثل الاتحادي الأصل.
مؤامرة واستهداف
يقول القيادي في الحزب أسامة حسونة المحسوب على مجموعة الحسن، لـ”سودان تربيون” إن الاتحادي يتعرض لمؤامرة كبيرة واستهداف مباشر للحسن الميرغني،موضحاً أن رئيس الحزب حل في العام 2013 الأمانات وقام بتكليف أمناء جدد، وكون لجنة تسييرية برئاسته ونائبه الحسن.
وأضاف ” مولانا الميرغني، لا يمكن أن يقف ضد إرادة الشعب، وهو الذي أجمع السودانيين على قيادته للتصدي للنظام السابق وكان رئيسا للتجمع الوطني”.
تحذير من الوقيعة
قبل ساعات من العودة المرتقبة للميرغني، حذرت من أسمت نفسها “القيادة التاريخية للحزب الاتحادي” في بيان من استغلال تلك العودة في الفتنة والوقيعة داخل بيت الميرغني، وتأجيج الصراع بين (الأشقاء) خاصة وان هناك جهات مستفيدة من هذا الصراع لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، وتعمل جاهدة لخلق تحالف بينها وبين السلطة العسكرية والميلشيات الموالية بعيدا عن القوى الثورية وأحزابها الوطنية- وفق البيان.
وقالت القيادة في بيانها “إن من الصعب على الحسن الميرغني التحرك بعيدا عن مظلة محمد عثمان الميرغني”.
وذكرت “أن تكليف جعفر الصادق بحسم المتفلتين إشارة واضحة أن مولانا غير راض عن تصرف الحسن والأمين السياسي السابق إبراهيم الميرغني واضطر معه للخروج علنا في تسجيل مرئي ومسموع ليعلن موقفه الرسمي”.
ولا تتوقع القيادة ، ان يعلن الحسن معارضة علنية لخط محمد عثمان لتقديرات كثيرة محيطة بشكل العلاقات المعقدة داخل الحزب والذي تعلو فيه قداسة الأسرة والطريقة على ما دونها.
وفي سياق قراءة مستقبل الحسن مع خط التطورات الجارية حالياً وعودة رئيس الحزب، يعتقد المحلل السياسي أحمد موسى، من الصعب للحسن الميرغني ان يتحرك بعيدا عن والده.
ورأى في حديث لـ(سودان تربيون) أن عودة الميرغني بعد سنين والزخم الذي ستحدثه ستطغى على تحركات الحسن وإبراهيم ولن يجدا مساحة تحرك واسعة وستضعف من قدرتهما على المناورة.
ورغم ثبات الحسن الميرغني حتى الآن بشأن موقفه بتأييد الإعلان الدستوري للمحامين، تشير تقديرات أخرى إلى إمكانية خروجه من الحزب في صورة أقرب إلى تجميد نشاطه من تلقاء نفسه.
ويؤكد مقربون من الحسن، أنه ينتظر مقابلة والده للحديث معه حول التطورات الأخيرة ومناقشة ما يمكن أن يحدث في ظل القرارات الأخيرة التي اتخذها الحزب وموقفه من العملية السياسية الجارية لحل الأزمة، ومن ثم اتخاذ قرار نهائي.