من منافع ضارة البرهان
الجميل الفاضل
يومان للتاريخ، لهما قصة طويلة، قصة كفاح بدأت قبل هذين اليومين بكثير، وستمضي الى بعدهما ايضا بكثير.
ولأن وقائع التاريخ الكبري، لا تهبط على المواقع مثل قوات المظلات.
فإن انتخابات نقابة الصحفيين الحرة، من أدنى قيد أو شرط، قد حبست الأنفاس هنا، في انتظار مخاضها كيف يجيء؟، والي أين سينتهي؟، وعلي أي صورة سيكون؟.
ثمان واربعين ساعة، دارت فيها اشرس معارك الضمائر، والأعصاب، والارادات.
جرت في اثنائها محاولات مستميتة، لضرب قوى التغيير والتقدم والبناء.
فمعركة نقابة الصحفيين التي دار رحاها، أمس، وأول امس، ليست مجرد معركة، بين زملاء مهنة، تباينت رؤاهم وتقديراتهم، حول كيفية ادارة شأن المهنة، ومصالح منتسبيها.
انما هي في الحقيقة معركة حول فكرة مستقبل بات يخشاه، الذين يحاولون الآن، إرغام شعب كامل علي الركوع والخنوع.
بل اتصور ان من منافع ضارة البرهان الانقلابية، ميلاد هذه النقابة الثورية، التي استعصى الوصول اليها آبان تولي حكومة تحالف الحرية والتغيير الحكم باسم الثورة، رغم المحاولات المتكررة التي بذلها الصحفيون لبلوغ هذه الغاية، منذ نجاح القوى الثورية في عزل عمر البشير، قبل أكثر من ثلاثة سنوات.
ان خروج نقابة الصحفيين المنتخبة بارادة حرة من القاعدة الصحفية اليوم، يعد بحد ذاته استمرار وتأكيد للمعجزة التي كتب فصولها على الأرض، هذا الجيل الملحمي الشاب، بدأب شديد، وبتفان منقطع النظير.
حالتي
أشهد الا انتماء الآن
الآن إلا أنني في الآن لا