السلطات السودانية تتأهب لذكرى فض الاعتصام وفولكر يحث على ضبط النفس
الخرطوم 3 يونيو 2022- أغلقت السلطات السودانية الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم تحسباً لمواكب احتجاجية في الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة، بينما دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأجهزة الأمنية لاحترام حرية التظاهر وعدم التعرض للمواكب.
وفضت الأجهزة الأمنية السودانية بالقوة المفرطة اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019م وصاحبت العملية الأمنية انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان أدت لمقتل أعداد كبيرة من المحتجين وإصابة المئات وفقدان العشرات.
وأعلنت لجان المقاومة في الخرطوم وعدد من الولايات الخروج في مواكب لإحياء الذكرى التي تصادف الثالث من يونيو قابلتها السلطات في الخرطوم بقرارات صارمة أغلقت على إثرها الجسور الأساسية لمنع عبور المحتجين صوب القصر وهي الوجهة التي حددتها اللجان.
وقالت لجنة الأمن في ولاية الخرطوم “أنه في إطار التدابير التي اتخذتها السلطات الأمنية للحفاظ على أمن وسلامه مواطني ولاية الخرطوم وتحسبا لما يمكن أن يحدث من أعمال تخل بالأمن والسلامة العامة خلال المواكب المعلنة الجمعة لإحياء ذكرى فض الاعتصام، تعلن السلطات الامنيه إغلاق كافه الجسور أمام حركه المرور عدا جسري الحلفايا وسوبا”.
وفي الأثناء دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس عشية الاحتجاجات لتغليب روح السلمية التي عرفت بها ثورة ديسمبر في كل العالم.
وحث خلال احتفاء مصغر أقامته الآلية الثلاثية بأسر عدد من شهداء ثورة ديسمبر على “احترام حرية التظاهر وعدم التدخل حتى لو شعرت بالاستفزاز فلا مبرر لاستخدام مفرط للقوة”.
وأبدى المسؤول الاممي أملا في أن يطبق قرار السلطات الأخير – رفع الطوارئ- بشكل واضح في مواكب الجمعة ،وزاد “يجب أن تتوقف انتهاكات حقوق الإنسان”.
وتابع “3 يونيو يوم حزن وحداد ويجب ألا يؤدي لأحزان جديدة”.
وقال ممثل الاتحاد الافريقي محمد بلعليش إن ذكرى فض الاعتصام تحرك كثير من المواجع والأحزان وتلهم في ذات الوقت للسعي المتصل للحوار مشددا على أن السودان بحاجة للمصالحة وهو ما تعمل عليه الالية الثلاثية.
وأوضح بلعليش أن الجهود المبذولة للحل ليست تزكية للعفو ولا دعم للافلات من العقاب، وأن العدالة والمساءلة تمثل قضايا أساسية.
من جهته قال ممثل ايقاد اسماعيل اويس ان الالية الثلاثية تقاسم اسر ضحايا فض الاعتصام الاحزان وتشاركهم الشعور بالألم متعهدا الاستمرار في العمل لتحقيق تطلعات وامال الذين ضحوا بحياتهم من أجل السودان.
وتحدث رئيس منظمة شهداء ديسمبر فرح عباس عن ضرورة مساندة عدم الافلات من العقاب وتحريك أجهزة العدالة منعا لتكرار ما حدث في 3 يونيو 2019، ورأى أن العفو عن الجناة يعني الدعوة لاستمرار العنف.
وقال إن على الالية الثلاثية العمل على ابعاد العسكر من السلطة ليتولوا مهامهم المعروفة في حراسة وتأمين الحدود وترك شؤون الحكم لحكومة مدنية.
استعدادت أمنية
وأفاد شهود عيان “سودان تربيون” ان الجيش أغلق فجر الجمعة الطرق المؤدية للقيادة شرق الخرطوم بالكتل الخراسانية ونشر تعزيزات مكثفة حول المكان.
ونظمت عدد من أحياء العاصمة مواكب ليلية دعائية تحث على المشاركة في مليونية 3 يونيو.
وفي سبتمبر عام 2019 أصدر رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك قرارا قضى بتشكيل لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام ولكن اسر ضحايا الحادثة بعد مرور أكثر من عامين على تشكيلها اتهموها بالتقاعس عن أداء مهامها وفشلها في الكشف عن نتائج التحقيقات التي توصلت إليها.
بدورها تعزو لجنة التحقيق تأخر صدور التقرير النهائي لعدم قدرة إدارة الأدلة الجنائية السودانية على التعامل مع الأدلة المادية واعتذار الاتحاد الأفريقي عن تقديم الدعم اللوجستي، إضافة إلى بعض الصعوبات المالية.
وفي سياق آخر قمعت الشرطة أعداد كبيرة من المحتجين خرجوا في مظاهرات الخميس، منددة بالحكم العسكري في كل من بري شرق الخرطوم وشارع الأربعين في أمدرمان مطلقة عليهم كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص من سلاح الخرطوش ذو المقذوف الانشطاري ما أوقع إصابات عديدة وسط المحتجين.