Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

التوقيع بمداد الشرايين

الجميل الفاضل

الجميل الفاضل

“ميثاق سلطة الشعب” الذي توقع عليه غدا “لجان المقاومة” ليس حدثا عابرا تعدو به الريح كيفما اتفق.
بل أتصور ان هذا الميثاق الذي يقابل الي الان على الاقل بقدر من البرود والحيرة وربما الاستهانة.. سيكون علامة فارقة. تضع نقطة، وتفتح سطرا، لتفسح طريقا يفضي لغد افضل، ولمرحلة تختلف. فالمجترون للتاريخ شأنهم شأن الابقار الكسولة، التي تدمن بحكم العادة مضغ ما تستعيده من جوفها من خشاش.
وبطبيعة الحال تظل كذلك هي العقول الجامدة موصولة باوتاد الامس والماضي والتاريخ، ترعي في ذات الفلك بقيدها.
فالنضج وصحة الفكر، وصواب الرأي.. كما يقول المفكر المغاربي محمد عابد الجابري: أمور ليست خاصة بالكبار وحدهم، كبار السن، وكبار “العلم”.. ويمضي الجابري الي القول : إن ما يكتبه الشباب بصدق ومعاناة. يكون في الغالب أقرب إلى كبد الحقيقة مما يكتبه “الكبار” الذين كثيرا ما تشوش المداراة والمراوغة وكثرة الحسابات والاعتبارات رؤيتهم؛ وتعقل ألسنتهم؛ وتعكر صفو فكرهم.
اذن فان بروز لجان المقاومة في العام ٢٠١٣ كأول تنظيم شبابي ثوري عابر للانتماءات الايدولوجية، والولاءات الحزبية.. لا يقل أهمية في التاريخ عن ظهور مؤتمر الخريجين العام في العام ١٩٣٨ الذي بدأ كاول محاولة مستقلة للتعبير عن تطلعات الشعب.. وبروح قومية متجردة خالصة لا تشوبها شائبة.
فإن ميثاق سلطة الشعب الذي سطرته لجان المقاومة تحت دخان قنابل الغاز، وبمداد يخرج مع الأرواح من شرايين الشباب المتفجرة، لابد أن يأتي معبرا بالضرورة عن روح أطول ثورة سودانية نفسا وعمرا، واوسعها نطاقا وتنوعا وشمولا.. رمت بظلها الوارف العريض على كل ارجاء البلاد.. احياء وقري ومدن.
ان توقيع هذا الميثاق يمثل تطورا نوعيا كبيرا ينقل لجان المقاومة من كونها تنظيمات قاعدية يقتصر دورها على تنظيم وقيادة العمل الميداني للحراك الثوري، إلى بناء تنظيم موحد في إطار هيكلي مرن قادر على انفاذ برنامج سياسي مشترك يترجم شعارات هذه اللجان المطالبة بحكم مدني خالص الي واقع.. دون اغفال بالطبع لأهداف الثورة الكبرى المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.

لام.. الف
يقول خاليوت بن بعانخي في مقدمة ميثاقه المسطور بمعبد البركل:
“لكي أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي في هذه الدنيا، والي الذين يخلفونهم والي الابد”.
انني لا اكذب، ولا اعتدى على ملك غيري، وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء، انني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل، ولا أقبل رشوة لاداء عمل غير شرعي، انني لا اعتدى على ممتلكات المعبد”الدولة”بل اقدم العطايا للمعبد.
انني اقدم الخبز للجياع، والماء للعطشي، والملابس للعاري.
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا