Saturday , 27 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الأمم المتحدة تحذر من تعرض ملايين السودانيين لـ “الجوع الشديد” بعد 6 أشهر

نازحون من شرق دارفور يحملون مساعدات انسانية بعد وصولهم إلى معسكر زمزم في 22 مايو 2013

نازحون من شرق دارفور يحملون مساعدات انسانية بعد وصولهم إلى معسكر زمزم في 22 مايو 2013

الخرطوم 23 مارس 2022 – رجحت وكالتان أمميتان مواجهة 18 مليون سوداني للجوع الحاد بحلول سبتمبر المقبل، نظرًا لضعف الحصاد والأزمة الاقتصادية وتأثيرات النزاع.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، من “أن التأثيرات المجتمعية الناجمة عن النزاع والأزمة الاقتصادية وضعف الحصاد تؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول الناس على الغذاء”.

وقالتا في بيان مشترك، تلقته “سودان تربيون”، الأربعاء، إنهما يرجحان “تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد في السودان إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل”.

واستمرت العملة المحلية في الانخفاض مقابل سلة العملات الأجنبية، حيث بلغ الجنيه 750 مقابل الدولار الواحد في السوق الموازي، فيما قيمته في النظام المصرفي نحو 640 للدولار.

وأشار البيان إلى ارتفاع أعداد النازحين في الأشهر الأخيرة، بسبب الصراع في مناطق بدارفور وكردفان، حيث أن انعدام الأمن أدى إلى تآكل سبل كسب العيش والحق أضرارًا بالمزارع، علاوة على انتشار البطالة على نطاق واسع.

وتحدث عن أن انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع تكاليف الغذاء والنقل قاد إلى زيادة الصعوبة بالنسبة للأسر لتوفير الطعام على موائدهم.

ويتوقع تقرير صادر عن الفاو وبرنامج الأغذية، أعدته بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي، أن ييلغ الإنتاج المحلي للحبوب نحو 5.1 مليون متري للموسم الزراعي لهذا العام.

وأشار التقرير إلى أن هذا الإنتاج يغطي احتياجات أقل من ثلثي عدد السُّكان، مما يجعل البقية يعتمدون على المساعدات الإنسانية وواردات الحبوب بأسعار تفوق قدرة معظم السودانيين.

وقال ممثل منظمة الفاو في السودان، باباغانا أحمدو، إن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والبذور يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار غير التخلي عن إنتاج الغذاء”.

وأكد أحمدو على أن هذا الشأن “يحتمل أن يكون له عواقب وخيمة على أمن السودانيين الغذائي وتوفر الغذاء في البلاد، وهو أمر قد يؤدي إلى مزيد من الصراع والنزوح”.

وحاليًا، تبلغ الأسعار المحلية لطن القمح أكثر من 550 دولار، بزيادة قدرها 180% مقارنة بذات الفترة في العام 2021.

وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي في البلاد، إيدي رو، إن “ثمة علامات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة إلى تحمل تكاليفه وتوفره لمعظم الناس في السودان”.

وأضاف: “إن تداعيات الرصاص والقنابل التي تسقط على أوكرانيا، ستظهر على نطاق واسع، بما في ذلك هنا في السودان، حيث من المتوقع أن تعاني العائلات أكثر بعد أن تصبح الوجبات الأساسية رفاهية للملايين”.

ويعتمد السودان على أوكرانيا وروسيا بنسبة 86 إلى 78% في وارداته من القمح، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وغزت روسيا جارتها أوكرانيا في 24 فبراير الفائت، في حرب يبدو إنها لن تتوقف قريبًا في ظل مقاومة كييف الكبيرة لقوات موسكو.

وتحدث رو عن أن برنامج الأغذية العالمي يجد نفسه “في موقف سيء يتمثل في عدم وجود موارد كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وقال البيان إن مخزون برنامج الأغذية العالمي انخفض هذا العام، في السودان بشكل خطير، حيث سيبدأ في النفاد بحلول مايو المقبل.

وأشار إلى أن العجز يبلغ 270 مليون دولار، مما دعا البرنامج إلى إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفًا.

وتقول منظمة الفاو إنها تحتاج إلى 51.4 مليون دولار، هذا العام، لدعم مليوني أسرة زراعية ورعوية ضعيفة لتتمكن من إنتاج غذائها والمحافظة على ماشيتها ولتعزيز قدرتها على الصمود.