Friday , 26 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المصانع تتوقف عن تسعير المنتجات مع تسارع تدني قيمة الجنيه

الأسواق السودانية تشهد إرتفاعاً كبيراً في أسعار السلع

الخرطوم 6 مارس 2022– أوقفت معظم المصانع فى السودان لاسيما العاملة بإنتاج المواد الغذائية تسعير وبيع المنتجات جراء تدهور قيمة العملة المحلية بنحو غير مسبوق.

ومنذ أسابيع يشهد الجنيه السوداني تراجعا مريعا انعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية ومعيشة المواطن بارتفاع أسعار المنتجات بشكل كبير.

و قدرت مصادر مصرفية موثوقة لـ” سودان تربيون” نسبة تآكل الجنيه السوداني مابين 25 إلى 30% خلال شهر فبراير فقط.

وقال عدد من أصحاب المصانع لـ” سودان تربيون” إنهم لايستطيعون وضع أي سعر للمنتجات مع التدهور الكبير في قيمة العملة المحلية وارتفاع تكلفة الإنتاج.

وأكد الأمين العام السابق للغرف الصناعية أشرف صلاح أن القطاع الصناعي وكافة  القطاعات الاقتصادية الأخرى تعيش حالة شلل كامل  وارتفاع مخيف في مدخلات الإنتاج الصناعي بسبب الانفلات الذي وصفه بالرهيب في سعر صرف الدولار.

ويجري تداول الدولار فى المتوسط مابين 550 إلى 560 جنيها.

وأضاف صلاح في تصريح لـ”سودان تربيون” الأحد أن المصانع عاجزة حاليا عن تسعير المنتجات ومعظمها تتوقف عن البيع إلى حين استقرار وضع المدخلات.

وتابع ” حذرنا مرارا من أن موازنة العام 2022 م تحمل مصاعب كبيرة  للمواطن السوداني والاقتصاد بشكل عام خاصة وتشتمل على عجز كبير كما أن هناك شكوك في تحصيلها للايردات الذاتية”.

وتقول الحكومة إنها تعتمد على الإيرادات الذاتية في موازنة العام الحالي بعد توقف الدعم الدولي للسودان في أعقاب إجراءات قائد الجيش في أكتوبر الماضي.

ولفت الي أن اعتماد الموازنة على تلك الإيرادات  المباشرة وغير المباشرة بالاعتماد على المنتجين والمواطنين لها آثارها كارثية على مستوى الأسعار.

ونوه إلى أن  القطاع الصناعي إضافة إلى انفلات سعر الصرف واجهته مشكلة مضاعفة الرسوم بمختلف مسمياتها منذ الشهر الماضي بنسبة تصل إلى 500% وفى ذات الوقت ارتفعت فاتورة  الكهرباء 500% كما ارتفعت أسعار الوقود مما جعل تكلفة الإنتاج ضخمة  جدا ومتصاعدة باستمرار.

وتابع هناك عوامل  أخرى ساعدت في الارتفاع أهمها الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها بارتفاع أسعار البترول والنقل البحري والبري وارتفاع الوقود والبتر وكيماويات إضافة إلى زيادات في كل السلع في البورصات العالمية ابتداء بالقمح والذرة السكر وكافة المحصولات الزراعية في البورصات التي زادت بنسبة تصل إلى مالا يقل عن 20% و30 %.

وأضاف كل ذلك له انعكاس على الاقتصاد السوداني الذي يعتمد في معظم مدخلات إنتاجه على الاستيراد.

وأوضح أن هناك حالة من الركود الاقتصادي وقال إنه حتى السلع الضرورية سريعة التصريف تعاني الآن من تلك الحالة لارتفاع السعر مردفا هذه حالة الركود التضخمي.