غضب حكومي وشعبي على مقتل شابين في محيط قيادة الجيش
الخرطوم 12 مايو 2021 ـ تصاعدت موجة الغضب الشعبي والرسمي على مقتل شابين في محيط قيادة الجيش، وسط مطالبات بتنحي الحكومة المدنية عن الحكم.
وقُتل ليل الثلاثاء شابين وأصيب 39 آخرين، برصاص قوات نظامية، في محيط قيادة الجيش بعد انتهاء احياء ذكرى فض الاعتصام في 3 يونيو 2019، والتي تصادف 29 رمضان.
وأعلن مجلس الوزراء، الأربعاء، عن عقد جلسة طارئة لمتابعة الإجراءات التي اتخذها عبد الله حمدوك ليل الثلاثاء، وهي تسليم الجُناة ومراجعة وتصحيح مسار شراكة الحكم.
وأغلق محتجون في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة عدد من الطرق العامة احتجاجا على عنف الدولة، وسط مطالبات شعبية بتنحي الحكومة المدنية عن الحكم.
وانتشرت دعوات كثيفة في وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج والمشاركة الواسعة في تشييع قتلى أحداث الأمس إلى مثواهم الأخير.
وطالب عضو مجلس السيادة رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، بتقديم المتورطين في أحداث الثلاثاء إلى العدالة.
واعتبر والي ولاية الجزيرة عبد الله الكنين اطلاق النار على الذين أحيوا ذكرى فض الاعتصان بمثابة “جريمة نكراء ترقى للجرائم ضد الإنسانية”.
وقال الكنين: “إن المماطلة والتسويف في أعمال لجان التحقيق تضعنا تحت دائرة الاتهام جميعا، وإن الاسراع في اكمال هياكل السلطة الانتقالية أصبح ضرورة ملحة”.
وأعلن حزب المؤتمر السوداني عن سحب رئيسه عمر الدقير من عضوية مجلس شركاء الحكم الانتقالي، مهددا بسحب وزرائه من الحكومة حال لم تتخذ قرارات تتعلق بالعدالة.
وطالب الحزب بمساءلة وزيري الدفاع والداخلية والنائب العام وولاة الولايات عن أحداث الثلاثاء والأحداث المماثلة السابقة، مع إقالة الذين قصروا في أداء واجباتهم.
كما طالب بايقاف الضباط والجنود المسؤولين عن الانتهاكات فورا، مع “تتبع سلسلة القيادة وتقديم المشتبه بتورطهم للمحاكمة”، إضافة إلى إصلاح وإعادة هيكلة الجيش والقوات النظامية وتأكيد السيطرة السياسية المدنية عليها.
ودعا المؤتمر السوداني إلى “اتخاذ تدابير كفيلة بوضع كافة القوات المسلحة والنظامية تحت القيادة الفعلية للحكومة المدنية على وجه السرعة”.
من جانبه، طالب الحزب الشيوعي بتنحي مجلسي السيادة والوزراء، إضافة لوالي الخرطوم، عن الحكم، داعيا إلى تكوين حكومة مدنية جديدة تمثل قوى الثورة ومجلس سيادة مدني.
وحث الحزب الشيوعي الجماهير على “التقدم بثبات وجسارة للسير في طريق الشهداء حتى الوصول إلى أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة”.
وكان الجيش قد أعلن فجر الأربعاء عن استعداده للتعاون مع النيابة العامة في التحقيق في أحداث الأربعاء وتسليم المتورطين إلى القضاء.
واتهم مستشار قائد عام الجيش، العميد الطاهر أبو هاجة، جهات – لم يسميها – بتبدير أحداث الثلاثاء والتخطيط لها باحتراف لـ”تشويه صورة الجيش”.
وقال أبو هاجة: “التحقيقات ستكشف ما هي الجهة المستفيدة. ما حدث بالأمس فتنة هدفها زعزعة الأمن والاستقرار وخلق فوضى ودراما خيالية لفرض واقع جديد يراد له أن يسود”.
وتابع: “هنالك خطة خبيثة لإفشال الفترة الانتقالية اختارت هذا التوقيت بعناية”.