عدد اللاجئين الجنوبيين يتجاوز المليون والسودان يقول إن نصفهم على أراضيه
الخرطوم 16 سبتمبر 2016 ـ أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، الجمعة، أن جنوب السودان من ضمن أربعة دول في العالم تجاوز عدد اللاجئين منها عتبة المليون شخص، وبحسب السلطات السودانية يوجد نصف هذا العدد في السودان، بينما يتوزع بقيتهم في دول مجاورة.
وأصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريراً، قبل اجتماع قادة العالم في 19 – 20 سبتمبر الحالي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اللاجئين والمهاجرين وقمة القادة بشأن أزمة اللاجئين العالمية التي يستضيفها الرئيس الأميركي.
وقالت المفوضية السامية إن عدد اللاجئين من جنوب السودان الى الدول المجاورة تجاوز هذا الأسبوع عتبة المليون نسمة، من بينهم 185 ألف شخص فروا من البلاد منذ اندلاع أعمال عنف جديدة بجوبا في 8 يوليو الماضي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر السودانية بولاية النيل الأبيض السودانية، يوم الجمعة، إن عدد اللاجئين من جنوب السودان بلغ 82 ألف في محطات الانتظار بمحليتي الجبلين والسلام المتاخمتين لحدود دولة الجنوب منذ العام 2014.
وأوضح المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر أسامة عثمان طلحة أن 40 – 50 أسرة تصل السودان يوميا عبر ثلاثة معابر بولاية النيل الأبيض “المقينص والكويك وجودة”.
وأضاف أن هناك ثمانية محطات لاستضافة القادمين من دولة جنوب السودان، وأكد استقرار الوضع الصحي بتلك المحطات، وأبان أن جميع الأطراف وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المدنية يقدمون كافة الخدمات من غذاء وصحة للاجئين.
وأقر السودان رسمياً معاملة الجنوبيين الفارين من الحرب بجنوب السودان مؤخراً باعتبارهم لاجئين الأمر الذي يفتح الباب أمام الأمم المتحدة لتقديم العون لهم وتمويل برامج الاغائة، وجاء اعتراف السودان باعتبار الجنوبيين لاجئين في مذكرة تفاهم وقعتها معتمدية اللاجئين مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأول من سبتمبر الحالي، لتقديم الخدمات الضرورية للاجئين الجنوبيين بولايات شرق دارفور، جنوب كردفان، غرب كردفان، النيل الأبيض والخرطوم.
وتقدر معتمدية شؤون اللاجئين السودانية، عدد اللاجئين الجنوبين الذين وصلوا البلاد بـ 500 ألف جنوبي في الفترة الأخيرة، ويتمركزون بولايات النيل الأبيض وشرق دارفور وغرب كردفان وجنوب كردفان.
وتناول تقرير مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أوضاع اللجوء التي طال أمدها والتي تلاقي اهتماماً أقل، ويتضمن قصة مؤثرة عن فتاة شابة من جنوب السودان، تُدعى “إيستر”، تعيش في مخيم كاكوما بشمال كينيا، وقد فوتت أعواماً من التعليم قبل أن تتمكن من بلوغ العام الأخير في المدرسة الثانوية.
يشار إلى أن هناك 3% فقط من الأطفال في مخيم كاكوما مسجلون في المدرسة الثانوية، وأقل من 1% يصلون إلى التعليم العالي.
وأوضحت المفوضية أن جنوب السودان وسوريا وافغانستان والصومال هي الدول التي تجاوز عدد اللاجئين منها عتبة المليون نسمة.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي “بما أن المجتمع الدولي ينظر في كيفية التعامل بأفضل طريقة مع أزمة اللاجئين، من المهم أن نفكر بما هو أبعد من البقاء على قيد الحياة، فالتعليم يمكّن اللاجئين من التخطيط إيجابياً للمستقبل في بلد لجوئهم وبلدهم الأم عندما يعودون يوماً ما إلى وطنهم”.
وتقول الأمم المتحدة ان نحو خمسة ملايين شخص من سكان جنوب السودان، أي ما يعادل ثلث السكان يعانون من إنعدام الأمن الغذائي بشكل “غير مسبوق”.
ونال جنوب السودان استقلاله في يوليو 2011 بعد انفصاله عن السودان إثر حرب أهلية استمرت 25 عاما، إلا أن البلاد غرقت في حرب أهلية منذ ديسمبر 2013 أسفرت عن سقوط ألاف القتلى وتشريد مئات الآلاف.