السودان يعد بإنهاء الإشكالات مع دول الجوار ووزير الخارجية الليبي يزور الخرطوم
الخرطوم 25 مايو 2016 ـ قال وزير الخارجية السوداني إن بلاده تتجه لتصفير الإشكالات مع دول الجوار للاحتفاظ بعلاقات آمنة ومتطورة، كاشفا عن زيارة لنظيره الليبي إلى لخرطوم قريبا، وتوقع حدوث اختراق في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وتآكل الحصار الأميركي إن لم يرفع.
وللسودان مشكلات أمنية مع جيرانه من ضمنها نزاعات حدودية، كما تعاني علاقاته مع الدول الغربية من الفتور بسبب تجديد واشنطن لعقوبات اقتصادية على الخرطوم منذ عام 1997.
وحول علاقات السودان مع دول الجوار قال غندور إن وزارته تتجه الى تصفير الاشكالات مع دول الجوار والاحتفاظ بعلاقات آمنة ومتطورة معها وابان ان السودان وصل مع بعض الدول في محيطه الافريقي الى درجة التنسيق الكامل خاصة مع اثيوبيا واريتريا بجانب علاقات التنسيق المستمر مع تشاد خاصة في المجال العسكري اضافة الى افريقيا الوسطى وجدد حرص الحكومة على علاقات متميزة مع دولة جنوب السودان.
وأكد وزير الخارجية ابراهيم غندور حرص بلاده على السلام مع ليبيا ودعم الخرطوم لحكومة فائز السراج باعتبارها تمثل الشرعية الدولية المعترف بها، موضحا أن السودان من الدول القلائل التي لم تغلق سفارتها بطرابلس.
وأعلن غندور لدى حديثه في منبر دوري لوزارة الإعلام، الأربعاء، عن زيارة وزير الخارجية الليبي للسودان قريباً لتقوية العلاقات بين البلدين تحت قيادة حكومة الوفاق الوطني.
وتتهم الحكومة الليبية، السودان بدعم ما تسميه “الحركات الإرهابية”، ووجهت في ديسمبر 2014 عدة اتهامات للسودان وقطر بإرسال أسلحة الى قوات “فجر ليبيا” ذات التوجه الإسلامي وهددت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم والدوحة.
وبشأن مستقبل العلاقات السودانية المصرية جدد الوزير التأكيد على “سودانية حلايب” من دون أن يكون هناك “تفريط في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين”.
وأشار إلى تحسن العلاقات الخارجية مع الدول الأفريقية ووصفها بالمتميزة مبينا أن الدول الأفريقية ساندت السودان في المحكمة الجنائية ورفع الحصار الاقتصادي عنه، وحول العلاقات مع المحيط العربي أفاد أن السودان جزء من تحالف عربي واسع ويتمتع بعلاقات قوية مع اشقائه العرب ويجد منهم السند والدعم في كافة قضاياه المصيرية.
وحول علاقات السودان مع الولايات المتحدة وصف غندور أميركا بـ “الصديق اللدود”، قائلا إن واشنطن ظلت تفرض على السودان حصارا جائرا بلا مبررات، وأكد ان حوار بلاده مع أميركا لن ينقطع. وزاد “سيطرق السودان كل الأبواب حتى تفتح”.
واعتبر الموقف العدائي للإدارة الأميركية مع السودان لا مبرر له في ظل الجهود التي بذلتها الحكومة في بسط السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وقال “إن الحصار إن لم يرفع سيتآكل”.
وقال “أنا غير متفائل أو متشائم في علاقة السودان بأميركا، واتوقع حدوث اختراق في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن”.
وقال وزير الخارجية إن العلاقات السودانية الأوروبية شهدت خلال الآونة الأخيرة انفتاحا ملحوظا نتيجة للحوار عقب لقائه عدد من المسؤولين الأوربيون ببروكسل، وأضاف “هناك انفتاح واضح.. لا أقول أن علاقاتنا مع أوروبا سمنا على عسل ولكن جبال الجليد بيننا وبين بعض الدول الأوروبية بدأت تذوب ولم يتبقى لنا إلا أن نبحر نحو بعضنا البعض”.
لكن غندور ألمح الى عقبات تعترض تطور العلاقات السودانية مع بعض الدول الأوروبية لا سيما بريطانيا، مشيرا إلى أن العلاقة مع بريطانيا ليست بالقدر المطلوب، بيد انه أوضح أن علاقة السودان بألمانيا تمثل نموذجا بجانب ايطاليا واستراليا التي تعتزم الوزارة فتح قنصلية فيها تمهيدا لفتح سفارة لخدمة أكثر من 35 ألف سوداني مقيم في أستراليا.
ونوه إلى اهتمام السودان بدول أميركا اللاتينية والحرص على فتح سفارات في البرازيل وفنزويلا والأرجنتين، وأكد أن العلاقة مع الصين وصلت الى مستوى استراتيجي وظلت بكين “السند القوي” للسودان في مجلس الأمن فضلاً عن دورها الرائد في الاقتصاد السوداني، بجانب روسيا التي وعدت بعدم فرض عقوبات أخرى على السودان.
وأكد الوزير أن السودان ظل يلعب دوراً مهماً في المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية وظل يسعى لتقوية علاقاته الخارجية عبر 83 سفارة وقنصلية.
وعزا القرار الأخير بعدم التجديد لمنسق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة بالسودان ايفو فرايسن لعدم تعاونه مع الحكومة ورفعه تقارير غير صحيحة عن السودان، وزاد “هذا المسؤول الأممي قال إن السودان يشهد مجاعة.. هل سمعتم أن هناك مجاعة في البلاد..؟”.
وتابع “المسؤول الأممي شوه صورة السودان ولم يتم طرده، لكن تم رفض تجديد الاقامة له”.
وبشأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2265” قال غندور إن القرار المتعلق بولاية الفريق الخاص بتنفيذ القرار ظل يتجدد سنوياً منذ عام 2005، لكن بريطانيا وأميركا حاولتا ادخال فقرات اضافية الهدف منها ايقاف تصدير الذهب.
وأبان أن الفريق سرب التقرير الى مجلة أميركية قبل تقديمه الى مجلس الأمن لمزيد من الضغوط على السودان، إلا ان دول الصين وروسيا ومصر وفنزويلا والسنغال وأنقولا وآخرين وقفوا ضد القرار.
وجدد تمسك الحكومة بخروج قوات “يوناميد” من دارفور بعد الاستقرار والسلام الذي يشهده الإقليم حالياً، منبها إلى أن بوركينا فاسو أمرت بسحب قواتها من البعثة بعد انسحاب قوات جنوب أفريقيا.