وكالات أممية تحذر من عجز كبير في تمويل إغاثة اللاجئين الجنوبيين بالسودان
الخرطوم 25 أبريل 2016 ـ أطلقت وكالات الأمم المتحدة نداء حذرت فيه من محدودية تمويل المساعدات المقدمة لنحو 221 ألف لاجئ من جنوب السودان في السودان، وقالت إن العجز في احتياجات العام 2016 يبلغ 82% في ظل 50 ألف جنوبي عبروا الحدود خلال الأربع أشهر الأخيرة فقط.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، الإثنين، عن قلقهم العميق إزاء نقص التمويل الذي يمكن أن يؤثر على المساعدات التي تقدم إلى اللاجئين الجنوبيين في السودان.
وتجمعت اليونيسيف ومفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي لإطلاق نداء من أجل تمويل إضافي مطلوب لتلبية الاحتياجات المتزايدة الناشئة بسبب تدفق الفارين من دولة الجنوب بوتيرة متسارعة إلى السودان.
وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في السودان محمد أدار، إن “مواردنا تواجه ضغوطاً بينما تتزايد الاحتياجات بسرعة في ذات الوقت”.
وأشار إدار، وفقا لبيان صادر من الوكالات الثلاث تلقته “سودان تربيون”، إلى أن أكثر من 50 ألف شخص من جنوب السودان عبروا الحدود إلى السودان منذ بداية عام 2016، متجاوزين رقم التخطيط المحدد للعام بأكمله.
وأكد أن المزيد من النقص في التمويل سيعيق قدرة المفوضية على الاستمرار في تقديم المساعدات للاجئين من جنوب السودان الحاليين في السودان، مع الاستجابة أيضاً للاحتياجات الطارئة للقادمين الجدد.
وأوضح أن الاحتياجات الإنسانية للمفوضية لعام 2016 لا تزال ممولة بنسبة 18٪، ما يترك أكثر من 128 مليون دولار من الاحتياجات لم تلب حتى الآن.
وعبَّر رؤساء اليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي عن مخاوف مماثلة بشأن الموارد المحدودة المتاحة للاستجابة للاحتياجات الأساسية للجنوبيين الساعين للجوء إلى السودان بما في ذلك الحصول على المياه النظيفة والمأوى والمستلزمات المنزلية الضرورية والحماية الكافية.
وقالوا إن الوضع يبعث على القلق لأن نقص التمويل للوكالات يتزامن مع تزايد إنعدام الأمن الغذائي في جزء من جنوب السودان في ظل استمرار أعمال العنف، ما يؤدي إلى تزايد سريع في عدد اللاجئين الجنوبيين في السودان.
وحذر ممثل اليونيسف بالسودان جيرت كابلييري، من أن منظمته ينفد ما لديها من تمويل لتوفير الدعم الحاسم لأكثر من 100 ألف طفل من جنوب السودان في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وتابع: “مع 11٪ فقط من مجموع الاحتياجات الإنسانية التي تلقت تمويلاً حتى الآن في عام 2016 ونقصٌ يقدر بنحو 105 مليون دولار، تشعر اليونيسيف بقلق بالغ إذ أنها قد تضطر إلى تقليصات حاسمة لإنقاذ الحياة من المياه والمرافق الصحية والتغذية ومساعدات حماية الصحة للأطفال المعرضين للخطر”.
من جانبه قال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري عدنان خان “نحن قلقون إذ لم نحصل على التمويل الكافي قريباً، فلن نكون قادرين على الاستجابة لاحتياجات اللاجئين من جنوب السودان الذين لا يزالون يفرون من بلادهم للحصول على الغذاء والملجأ”.
ويواجه برنامج الأغذية العالمي حالياً عجزاً في التمويل لمدة 12 شهراً يبلغ 181 مليون دولار منها 19 مليون دولار سيجري استخدامها لتلبية احتياجات اللاجئين من جنوب السودان عبر عملية الإغاثة والإنعاش الممتدة.
ويجبر النزاع وإنعدام الأمن الغذائي المزيد من دولة جنوب السودان على الفرار من بلدهم، وعبور الحدود إلى الدول المجاورة، وتجري حالياً استضافة 678 ألف لاجئ من جنوب السودان في دول الجوار منهم 221 ألف لاجئ في السودان.