الخارجية تستدعي دبلوماسيا أميركيا وتبلغه احتجاجها على التشكيك في استفتاء دارفور
الخرطوم 12 أبريل 2016 ـ استدعت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء،نائب القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى الخرطوم، بنجامين ميرلينغ، ونقلت إليه احتجاجا شديد اللهجة لتشكيك بلاده في عملية الاستفتاء الإداري الجاري حاليا في إقليم دارفور، وذلك بعد ساعات من اصدار الخارجية السودانية بيانا حادا انتقد مسلك واشنطن بشدة.
وأبلغ وكيل وزارة الخارجية السودانية عبد الغني النعيم، الدبلوماسي الأميركي بتناقض التصريحات التي صدرت عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مع عملية السلام الجارية، ومع موقف واشنطن الذي رحب بتوقيع السودان لخارطة الطريق.
وأضاف حسب تعميم صحفي أن “عملية الاستفتاء واحدة من استحقاقات اتفاقية الدوحة، الموقعة منذ وقت طويل ولم تكن سرية ولم تبدي الولايات المتحدة عليها أي ملاحظات”.
وعد الوكيل مباركة واشنطن ودعمها لعملية السلام فى السودان يندرج في اطار سلسلة (الوعود الكاذبة) التي تطلقها الادارة الاميركية، لافتا الى أن تأكيد مساعيها نحو الاستقرار ينبغي أن يتضح في المشاركة باعادة تنمية دارفور سيما وأن أساس الصراع في الاقليم هو “غياب التنمية”.
ونبه المسؤول السوداني إلى ان توقيت صدور التصريح الأميركي كان “خاطئا”، ويعطي اشارات سالبة للحركات المسلحة ومعارضي الحكومة.
وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية، قال في تصريحات مطلع هذا الأسبوع، إن بلاده تشعر بالقلق حيال إجراء استفتاء دارفور باعتبار إن الإقتراع لا يضمن التعبير عن إرادة الدارفوريين بمصداقية ويقوض عملية السلام الجارية.
وبحسب اتفاقية الدوحة لسلام دارفور الموقعة في يوليو 2011 بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، فإن الاستفتاء سيقرر الوضع الإداري لدارفور، وتُضّمن نتيجته في الدستور، ويشمل خياري الإبقاء على الوضع الراهن لنظام الولايات أو توحيد دارفور في إقليم واحد.
وقال بيان صحفي من نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في واشنطن مارك تونر، إن إنعدام الأمن بدارفور والتسجيل غير الكافي لسكان دارفور يمنع النازحين في المخيمات من المشاركة الكافية.
وأقترح النعيم على نائب القائم بالأعمال الأميركي أن تقود بلاده جهودا مع بريطانيا وفرنسا ودول الغرب، لإقناع مسلحي دارفور، والمعارضين السياسيين بالعودة الى السودان والمشاركة في اعمار دارفور.
وبحسب تعميم صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، علي الصادق، فإن الدبلوماسي الأميركي شدد على أن بلاده تسعى للإسهام بفاعلية في تحقيق السلام بدارفور، وتأمل ان ترى مواطني الإقليم يعيشون في أمان.
وقطع المسؤول الأميركي أيضا بأن واشنطن لا تحرض على القتال أو العنف أو الانفصال، كما لا تعمد الى اثارة القلاقل، متعهدا بحسب التعميم بالعمل على اقناع المعارضين لتوقيع خارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة منفردة في أديس أبابا مؤخرا تحت رعاية آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى.