بلجيكا: ندقق مع السلطات السودانية بشأن بلجيكي حاول الالتحاق بداعش
الخرطوم 11 فبراير 2016 ـ قال مكتب التحقيقات البلجيكي إنه يدقق مع السلطات السودانية حول معلومات تتعلق ببلجيكي اعتقل في السودان وهو يحاول الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في ليبيا، وحذر خبير من محاولات جعل السودان معبرا لنقل نشاط “داعش” من الشام إلى ليبيا.
وأكد مكتب التحقيقات البلجيكي ما تردد بشأن اعتقال بلجيكي يبلغ من العمر 24 عاما، من سكان أنتويرب شمال البلاد، وقالت إن السلطات السودانية اعتقلته وهو يحاول دخول ليبيا.
وطبقا، لوسائل اعلام بلجيكية فإنها الحالة الأولى التي تتعلق ببلجيكي أراد الذهاب إلى ليبيا للالتحاق بصفوف الجماعات المسلحة المتشددة، في ظل توقعات أن تشهد ليبيا خلال المرحلة المقبلة توافد مقاتلين من أوروبا.
لكنها ليست المرة الأولى لسلطات السودان التي أوقفت بمطار الخرطوم في ديسمبر 2015 مهندس حاسوب هندي كان في طريقه لداعش بليبيا، بناءا على معلومات من وكالة التحقيقات الهندية، وذكرت صحيفة (هندوستان تايمز) أن الهندي محمد ناصر باكر، تم توقيفه بمطار الخرطوم نهاية أكتوبر الماضي، قبل أن يرحل إلى الهند.
وقال الخبير في الجماعات الجهادية الهادي محمد الأمين لـ “سودان تربيون” إن حالة الشاب البلجيكي تشابه لحد كبير حالة مبرمج الحاسوب الهندي الذي وصل للخرطوم قادما من الامارات بغرض الانضمام لداعش فرع ليبيا وتم توقيفه بمطار الخرطوم والقبض عليه ومن ثم تمت عملية تسليمه للمخابرات الهندية.
وأكد أن الحالتين تحملان مؤشرات أن داعش وعبر تشكيلاتها وخلاياها النائمة تحاول جعل الخرطوم معبرا أو نقطة مرور لليبيا من خلال استغلال الشريط الحدودي بين البلدين لتفويج عناصرها ونقل نشاطها الى ليبيا كموقع بديل مرتقب لوجودها في العراق بعد حالة التضييق والحصار المضروب عليها في الشام.
وأشار الامين إلى ان الخرطوم سبق وأن أعلنت بحزم أنها لن تسمح بأن تكون أراضيها معبرا لداعش، بعد الإعلان عن نشر قوات سودانية تراقب الحدود مع ليبيا خاصة المنافذ البرية عبر المثلث الصحراوي الرابط بين السودان ومصر وليبيا “جبل عوينات”.
وقالت النيابة البلجيكية، في بيان مقتضب، إلى أن الرجل اعتقل وتم استجوابه في السودان نهاية 2015، مقرة بعدم توفر كثير من التفاصيل حول الظروف المحيطة بالأمر.
وتابعت: “نعمل على التدقيق مع السلطات السودانية لمعرفة ما إذا كان الرجل ما زال في البلاد”، وألمحت إلى أن الظروف في السودان تجعل من عمليات التدقيق صعبة ومعقدة.
وكانت هيئة تحليل المخاطر والأزمات في بلجيكا قد أكدت عدم وجود أثر لإرهابيين بلجيكيين آخرين في شمال أفريقيا حتى الآن، وقال مدير الهيئة بول فان تيغت “لكننا نتابع الوضع عن كثب”.
ونقل الإعلام البلجيكي عن أوليفييه غيوتا، مدير مؤسسة “غلوبال سترات”، وهي مؤسسة استشارية لتحليل المخاطر الجيوسياسية، تحذيرات بشأن المخاطر التي يمكن أن تأتي من ليبيا، خصوصا أن تنظيم داعش يتمتع بسيطرة على مناطق واسعة هناك.
واختلفت الروايات حول المشتبه به البلجيكي، حيث أكدت وسائل إعلام محلية، ناطقة بالهولندية، نبأ اعتقاله، إلا أنها نقلت عن مصادر أنه كان في ليبيا فعلاً مقاتلاً إلى جانب تنظيم داعش، قبل أن يتوجه إلى السودان، وهو أمر مختلف عما قالته النيابة العامة.
ويخشى كثير من المراقبين أن تزداد أعداد المقاتلين الأوروبيين الذي يحاولون العبور إلى ليبيا من أجل الانضمام إلى التنظيم الإرهابي، بعد أن مني بهزائم في سوريا والعراق، ويحاول ترتيب صفوفه من جديد في ليبيا.